تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما يكون النحو سيفاً مصلتاً بيد أهل السنة

ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 06:20 م]ـ

أيها الأحبة رواد ملتقى أهل الحديث:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أما بعد:

أرجو أن يكون هذا الموضوع مخصصاً للفوائد النحوية التي يكون بها رد على أهل البدع والضلال , وأنا أبتديء ذلك بفائدة وأرجو ممن عنده فائدة أن يتحفنا بها , ولايبخل علينا.

الفائدة الأولى:

قوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)

يستدل بها أهل التصوف وأرباب السلوك المنحرف عن الجادة على أن من اتقى الله بدون بذل أسباب العلم يفتح الله له من ينابيع العلم اللدني الذي لايرتبط بكتاب ولا سنة!!

لذا وردت في عباراتهم: "أنتهم تأخذون علمكم عن أحمد عن عبدالرزاق , ونحن نأخذه عن الواحد الرزاق"!!

وقولهم الأعوج: " علمكم علم ورق وعلمنا علم خرق" و"حدثني قلبي عن ربي"!!!

إلى غير ذلك من عباراتهم المنحرفة التي تدل على جهل فاضح , وانحراف واضح.

ووجه الدلالة عندهم أن قوله تعالى: (ويعلمكم الله) وقع جواب شرط لقوله تعالى (واتقوا الله) فإذا وقع الشرط وقع المشروط!!

والإجابة: أن هذا جهل منهم باللغة , وذلك أنها لو كانت جواباً للأمر لجزمت , ولكنها لم تجزم بل رفعت فهي هكذا (واتقوا الله ويعلمُكم الله) برفع (ويعلمُكم) , فما تكون؟

فتكون جملة استئنافية ....

فالله عز وجل أمر أولاً بتقوى الله (واتقوا الله) ....

ثم امتن عليهم بأنه يعلمهم (ويعلمكم الله).

وهناك استدراكات لكن لا تعلق لها بالنحو.

ـ[المقرئ]ــــــــ[16 - 07 - 04, 06:48 م]ـ

إلى الشيخ: سلطان: جزاكم الله خيرا [أستأذنكم بهذه الإضافة]

وقد نبه على هذه الفائدة ابن القيم رحمه الله وشيخنا المبدع ابن عثيمين رحمهما الله

ولكن لا شك أن للتقوى أثرا على علم الشخص وفي الحديث " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين "

وقوله تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وغيرها

المقرئ

ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[16 - 07 - 04, 06:59 م]ـ

أخي الحبيب المفضال (سلطانًا) -حفظه الله-

جزاكم الله خيرًا على فتح هذا الموضوع المفيد.

قولكم -حفظكم الله-: "وذلك أنها لو كانت جواباً للأمر لجزمت": ليس هذا بلازِمٌ؛ فالفعل المضارع إذا وقع جوابًا لفعل الأمر يجوز فيه الوجهان: الرفع أو الجَزم. فيجوز أن أقول: "اتقِ الله تُفلِحْ " -بالجزم-، أو "اتقِ الله تُفلِحُ " -بالرفع-.

وفي القرآن الكريم: وقعت جميع الأفعال المضارعة التي جاءت جوابًا لفعل الأمر دائمًا على الجَزم؛ كقوله تعالى {أرسله معنا غدًا يلعبْ ويرتَعْ (1)}، وقوله تعالى {ادعُ لنا ربك يُخرِجْ لنا ... } الآية، وغيرها من المواضع، ولم أقف على موضع واحد جاء فيه الفعل المضارع (الواقع في جواب الأمر) مرفوعًا، وأظن أن هناك مَن نَبه على ذلك من أهل العلم.

فالجواب عن استدلالهم بأن يُقال: أنها لو كانت جوابًا للشرط لما جاز سبقها بحرف العَطف (واو) ـ ولكان سياق الآية هكذا: "واتقوا الله يعلمكم الله"، سواء برفع ميم (يعلمكم)، أو جزمها، لا فرق.

فلما سُبِقَت بـ (الواو) عُلِمَ أنها جملة استئنافية -كما ذكرتكم-؛ "فالله عز وجل أمر أولاً بتقوى الله (واتقوا الله) .... ثم امتن عليهم بأنه يعلمهم (ويعلمكم الله) " -كما قُلتم (بارك الله فيكم) -.

فلا يصح الجواب عن استدلالهم بأنه "لو صح الاستدلال بما استدلوا عليه لجُزِمَت ميم (يعلمكم) "؛ لأن الوجهين صحيحان.

والله أعلم.


حاشية سفلية

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير