تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا مذهب أبي الفتح بن جني وعبد القاهر الجرجاني وابن مالك في التسهيل.

قال ابن مالك في التسهيل: '' وتنفي كاد إعلاما بوقوع الفعل عسيرا أو بعدمه وعدم مقاربته''. واعتذر في الشرح عن ذي الرمة في تغييره بيته بأنه غيره لدفع احتمال هذا الاستعمال.

ومخالفة الأصل تحتاج إلى قرينة كما تقرر، وقد يجعل قوله تعالى: (فذبحوها) قرينة على هذا الاستعمال في الآية المذكورة آنفا (5).

والرابع: أن ''كاد'' إن نفيت بصيغة المضارع فهي للنفي، وإن نفيت بصيغة الماضي فهي للإثبات، وتعلق أصحاب هذا القول بأن نفي الفعل الماضي لا يستلزم استمرار النفي إلى زمن الحال بخلاف نفي المضارع، وبقوله تعالى: (لم يكد يراها) وقوله: (وما كادوا يفعلون).

وهذا أضعف الأقوال كلها، حتى إن بعضهم - مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج - لم يعرج عليه أصلا.

جمعه البشير عصام

ذو القعدة 1425 - -------

الهوامش:

(1): عبارة المغني: لأن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفا عدم حصوله، وإلا كان الإخبار حينئذ بحصوله لا بمقاربته، إذ لا يحسن عرفا أن يقال لمن صلى: قارب الصلاة، وإن كان ما صلى حتى قارب الصلاة اهـ أشموني.

(2): قال في روح المعاني: قيل هي في الإثبات نفي، وفي النفي إثبات، فمعنى: كاد زيد يخرج: قارب ولم يخرج، وهو فاسد لأن معناها مقاربة الخروج، وأما عدمه فأمر عقلي خارج عن المدلول، ولو صح ما قاله لكان ''قارب'' ونحوه كذلك، ولم يقل به أحد. اهـ

(3): والجواب مشار إليه في عجز البيت الأول من الجواب.

(4): النأي: البعد. والرسيس: يطلق على أول الشيء، وعلى الشيء الثابت، كما في القاموس.

(5): قال الرضي: قد يكون مع كاد المنفية قرينة تدل على ثبوت مضمون الخبر بعد انتفائه وانتفاء قربه، فتكون تلك القرينة هي الدالة على ثبوت مضمونه في وقت بعد وقت انتفائه وانتفاء قربه لا لفظ كاد، ولا تنافي بين انتفاء الشيء في وقت وثبوته في وقت آخر، وذلك كما في (فذبحوها وما كادوا يفعلون). اهـ أشموني. وانظر كلام شيخ الإسلام في المنهاج على قوله تعالى: (فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا).

المراجع:

التحرير والتنوير لابن عاشور – تفسير قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)

حاشية الصبان على الأشموني على الألفية- أفعال المقاربة.

روح المعاني للألوسي – تفسير قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون).

حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الألفية.- أفعال المقاربة.

منهاج السنة النبوية لابن تيمية (5/ 140)

ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 12 - 04, 05:28 م]ـ

في الذاكرة أن العلامة ابن القيم تكلم على هذه المسألة في بعض كتبه، لكنني لا أذكر أين ذلك بالضبط ..

ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 12 - 04, 12:15 ص]ـ

قال ابن القيم في اجتماع الجيوش الاسلامية 1/ 18:

تفسير قوله تعالى (لم يكد يراها) واختلف في معنى ذلك:

فقال كثير من النحاة هو نفي لمقاربة رؤيتها وهو أبلغ من نفيه الرؤية وإنه قد ينفي وقوع الشيء ولا تنفى مقاربته فكأنه قال لم يقارب رؤيتها بوجه قال هؤلاء كاد من أفعال المقاربة لها حكم سائر الأفعل في النفي والإثبات فإذا قيل كاد يفعل فهو إثبات مقاربة الفعل فإذا قيل لم يكد يفعل فهو نفي لمقاربة الفعل

وقالت طائفة أخرى بل هذا دال على أنه إنما يراها بعد جهد شديد وفي ذلك إثبات رؤيتها بعد أعظم العسر لأجل تلك الظلمات قالوا لأن كاد لها شأن ليس لغيرها من الأفعال فإنها إذا أثبتت نفت وإذا نفت أثبتت فإذا قلت ما كدت أصل إليك فمعناه وصلت اليك بعد الجهد والشدة فهذا إثبات للوصول وإذا قلت كاد زيد يقوم فهي نفي لقيامه كما قال تعالى وإنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ومنه قوله تعالى وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم وأنشد بعضهم في ذلك لغزا:

انحوى هذا العصر ما هي لفظة .......... جرت في لسان جرهم وثمود

إذا استعملت في صورة النفي أثبتت وإن اثبتت قامت مقام جحود.

وقالت فرقة ثالثة منهم أبو عبد الله بن مالك وغيره أن استعمالها مثبتة يقتضي نفي خبرها كقولك كاد زيد يقوم واستعمالها منفية يقتضي نفيه بطريق الأولى فهي عنده تنفي الخبر سواء كانت منفية أو مثبتة فلم يكد زيد يقوم أبلغ عنده في النفي من لم يقم واحتج بأنها إذا نفت وهي من أفعال المقاربة فقد نفت مقاربة الفعل وهو أبلغ من نفيه وإذا استعملت مثبتة فهي تقتضي مقاربة اسمها لخبرها وذلك يدل على عدم وقوعه واعتذر عن مثل قوله تعالى فذبحوها وما كادوا يفعلون وعن مثل قوله وصلت إليك وما كدت أصل وسلمت وما كدت أسلم بأن هذا وارد على كلامين متباينين أي فعلت كذا بعد أن لم أكن مقاربا له فالأول يقتضي وجود الفعل والثاني يقتضي أنه لم يكن مقاربا له بل كان آيسا منه فهما كلامان مقصود بهما أمران متباينان

وذهبت فرقة رابعة إلى الفرق بين ماضيها ومستقبلها فإذا كانت في الإثبات فهي لمقاربة الفعل سواء كانت بصيغة الماضي أو المستقبل وإن كانت في طرف النفي فإن كانت بصيغة المستقبل كانت لنفي الفعل ومقاربته نحو قوله لم يكد يراها وإن كانت بصيغة الماضي فهي تقتضي الاثبات نحو قوله فذبحوها وما كادوا يفعلون

فهذه أربعة طرق للنحاة في هذه اللفظة والصحيح أنها فعل يقتضي المقاربة ولها حكم سائر الأفعال ونفي الخبر لم يستفد من لفظها ووضعها فإنها لم توضع لنفيه وإنما استفيد من لوازم معناها فإنها إذا اقتضت مقاربة الفعل لم يكن واقعا فيكون منفيا باللزوم وأما إذا استعملت منفية فإن كانت في كلام واحد فهي لنفي المقاربة كما إذا قلت لا يكاد البطال يفلح ولا يكاد البخيل يسود ولا يكاد الجبان يفرح ونحو ذلك وإن كانت في كلامين اقتضت وقوع الفعل بعد أن لم يكن مقاربا كما قال ابن مالك فهذا التحقيق في أمرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير