تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحقيقة والمجاز وترجيح مذهب السلف]

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 02 - 05, 12:12 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد النبي الامي وآله وصحبه اجمعين وبعد:

فان موضوع الحقيقة والمجاز واستخدامها في معرفة الاسماء والصفات ,قد اخذ حد الفرقة بين المسلمين, ولما كان المجاز والكناية والتشبيه من شبه المعطلة لاسماء والصفات ,كانت حجتهم متوقفة على استخدام المجاز في القران في هذه المواضع , ولقد بين شيخ الاسلام ابن تيمية ان ما يسمونه مجازا انما هو من استخدام العرب للالفاظ , اي انها الفاظ يستخدمها العرب ولم يكن الله تعالى قالها بها في كتابه على سبيل المجاز, ولما تشبثت الاشاعرة ومن وافقهم بالمجاز احببت ان ابين ان استدلالهم على نفي الصفات غير جائز في كلام العرب ان يخبر الله عن صفاته بمجاز اصله فعل العبد او صفته, وذلك ان المجاز لو نظرنا اليه , وتمحصنا اسرار البلاغة فيه فاننا نجد فيه من اسلوب المدح والذم. وهذا كله وفقا لقاعدة معينة اتبعها العرب في كلامهم , تفهم من فعلهم ,لما فهمناها علمنا ان المجاز لو اجريناه فانه لا يجوز استخدامه لنفي الصفات , بل يكون على اثباتها بعكس غرض النفاة.

ففي هذا المبحث دلالة على صحة مذهب من السلف من الصحابة والتابعين , وفساد رأي المبتدعة من بعدهم , يكفيفيك لفساد القول في الدين انه محدث وهو في اساس الدين , اذ ان معناه ضلال المهتدين ,حتى جاء المبتدعة , والحق غير ذلك. فاساس الدين متين , بينه الله ولم يجعل للمضلين فيه سبيل, والله الهادي نسألأه ان يهدينا الى سواء السبيل, انه مولانا نعم المولى , نسأله ان يكون ذلك خالصا لوجهه الكريم, وان يهدنا ويهد بنا الى دينه القويم.

والمبحث يتركز على كون المجاز اصله من الحقيقة , وان استخدام المجاز له اسس , فغير محسناتها البديعية فان للمعاني اسرار. وللدلالة اخبار, فلما نظرت في كلام العرب في سبيل المجاز وجدت ان علاقة المجاز بالحقيقة له مستويات وهي:

-ان تكون الصفة في الحقيقة المستعار منها من المستعار افضل من الصفة المستعار لها في المستعار اليه.

فلما قال الشاعر

اسد ولكن موفرون بزادهم ... والاسد ليس تدوم بالايثار

اما استعار من الاسد القوة والشجاعة دون غيرها من الصفات التي يفوق بها الانسان الاسد فلم يستعر من الاسد فهمهم ولا جمالهم ولكن قوة وشجاعة.

-ان تكون الصفة في الحقيقة المستعار منها من المستعار اقل قيمة. الى مستعار له لا يملك تلك الصفة بل يملك ما هو افضل منها او لا يملكها.

كقولك فلان ذنب لفلان

فالذنب من الحيوان لا يملكه الانسان وهو صفة غير مرغوب بها للانسان ومعناها يكون على التبعية من غير تفكير ولا تدبير.

وكل مثال قد يختلف المستعار منه عن المستعار له في الجنس وانما الصفة هي التي تبين هل المستوى هو ادنا ام اعلى

فالقوة الاسد يستعار للانسان

والمكر يستعار من الثعلب للنسان

والضياء والجمال يستعار من القمر للانسان

والنور يستعار من الشمس للانسان

والوحشية تستعار من الذئب للانسان

وجمال عين المها يستعار لجمال عين المرأة

والحاصل ان ما انطوى تحت الحالة الاولى كانت في سبيل مدح المستعار له

اما الثانية فهي تدلل على الذم والنقص في الصفة.

ولله المثل الاعلى في السموات والارض فلا صفة للعبد الا وهي ضعيفة ولا للرب عزوجل الا وهي كاملة سبحانه.

ففي الحالتين لا يجوز استعارة صفة من العبد لله عز وجل شانه لا من الاولى ولا من الثانية.

بل لو استعيرت فهي اثبات للصفة دون ولو لم نخبر عنها

فقوله تعلى "يد الله فوق ايديهم " هي اثبات لصفة ذات لله عز وجل وان كان المعنى العهد.

وقوله "تجري باعيننا " هي اثبات لصفة ذات وان كان المعنى الرعاية.

وفقا لما جرى عليه العرب من استخدام الالفاظ والله اعلم

وهذا اجتهاد مني , فما كان فيه من خير فانما بتوفيق الله تعالى له الحمد في الاولى والاخرة ,وما كان فيه من غير ذلك فمني وحدي ومن الشيطان والله ورسوله بريئون منه اتوب الى الله منه.والله تعالى اعلم.

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 02 - 05, 02:24 م]ـ

اخوتي الكرام هل من تعليق لمن له علم بالعربية والبلاغة.

ـ[الحارثي]ــــــــ[05 - 02 - 05, 03:34 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

العربية تلق محض سواءً بأصواتها أو ألفاظها أو أسمائها أو تراكيبها أو أساليبها فكل ذلك تلق محض عن العرب لا مجال فيه للرأي أو الاجتهاد!

ومثل ذلك معنى كل لفظ أو كلمة قالتها العرب فإنها تتلقى تلقياً محضاً ولا مجال للرأي فيه.

والذي يريده هؤلاء المبتدعة هو أن يجعلوا لآرائهم نصيباً في اختراع معان لم ينزل الله تعالى بها من سلطان.

ومن المعلوم أن القرآن نزل بلسان عربي مبين أي بلسان القوم الذين نزل فيهم وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم، والذي نزل عليه القرآن -صلى الله عليه وسلم- والذين تلقوا القرآن عنه -رضي الله عنهم- هم الذين يؤخذ بفهمهم لكل كلمة في القرآن، لأن الشرع قد يأتي بمراد للفظ مغاير لما تعارف عليه العرب.

فإذا لم يكن هناك تفسير للنص من النبي صلى الله عليه وسلم أو من أصحابه الذين راوه وشاهدوه فإن المعنى المراد هو ما تعارف عليه العرب الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا سواهم لأنه نزل بلسانهم ومن بعدهم لا يعتد به لأن اللسان تغير فيما بعد بعد أن اختلط العرب بغيرهم بسبب الفتوحات وبسبب دخول الناس افواجاً في دين الله تعالى.

وإنما يؤخذ المعنى الذي أراده العرب من خلال التواتر أو إجماع أهل العربية عليه أو بنقل ثقة من ثقات أهل العربية كالكسائي وغيره له. وفيما عدا ذلك لا يعتد بدعوى من ادعى أن العرب أرادت ذلك!

فالمعاني لا تؤخذ بالاجتهاد بل بالنقل المحض فقط.

ثم ولو افترضنا وجود مجاز في اللغة فإنما هو نقل عن العرب كذلك وليس للرأي فيه محل، فنحن نقول الأمثال العربية اليوم ونريد منها ما أراده العرب الذين نطقوا بها ولم نخترع لها معنى من عندنا، كما أننا نقول بالاستعارات وغيرها على ما أراده العرب ولم نخترع لها معان من عندنا. ولا نتحول من معنى إلى معنى حسب أهوائنا!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير