تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" [جنس] هو الكلي المقول على كثيرين مختلفين فى الحقيقة فى جواب "ما هو" كالحيوان فإنه يقال على الانسان والفرس والحمار ويصدق عليها فى جواب القائل: ما الانسان والفرس والحمار؟؟؟ فقال في الجواب:حيوان ...

وإن شئت قلت فى تعريف الجنس: هو جزء الماهية الصادق عليها وعلى غيرها ... "

وقيد"على غيرها"جيء به للاحتراز من "الفصل" وهو الشيء المميز .....

باختصار من شأن الجنس الجمع ومن شأن الفصل التفريق .. فالحيوانية مثلا جامعة للإنسان وغير الانسان ..... لكن "النطقية"تفصل الانسان عن الحيوان ....

فقولك:"لا حيوان فى الداخل" معناه نفي كون جنس الحيوان في الداخل ... فكل من كان فى ماهيته معنى"الحيوانية"كان منفيا وجوده فى الداخل .. كزيد وبكر وفرس ونحلة وفراشة .... الخ .....

"لا" تنفي الجنس ... فهذا يدل على عمومها .... نصا لا احتمالا ...

والنحاة يقدرون معها حرف"من":

فجملة "لا اله الا الله" التقدير فيها: "لا من اله الا الله" .....

ولقائل ان يقول: كيف دلت "من" على العموم؟

يجيب الدسوقي فى حاشيته على أم البراهين:"زيادة "من" في سياق النفي تدل على عموم النفي وذلك لأن الحرف الواحد يفيد التأكيد وتأكيد النفي يفيد العموم ..

ويعني بكلامه .. أن النفي حصل بدون الحرف ..... فإذا أضيف الحرف فقد زاد تأكيد المعنى ... ولا يتصور زيادة النفي الا زيادة في الاستغراق والشمول ....

هذا الملحظ وارد ايضا من جهة البلاغة ... فتقدير: لا من اله الا الله" ..... واقع في جواب سؤال مقدر, وحاصله هل من إله غير الله؟ فقال مجيبه: لا من اله الا الله ...

وكذا يقال فى "لا رجل فى الدار" وأمثاله أنه جواب على سؤال مقدر, والأصل هل من رجل فى الدار؟ فقال مجيبه: لا من رجل فى الدار, فزيدت فى الجواب لأجل الدلالة على التنصيص على العموم كما فى السؤال لأن زيادة "من" فى سياق النفي او الاستفهام تفيد العموم ثم لما تضمن الاسم معناها لم تذكر فى الجواب.

يتبع ان شاء الله ..

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 05 - 05, 08:30 م]ـ

استحقت "لا " أن تسمى وحدها ب"لا التبرئة" لتنصيصها على عموم النفي .. واستحقت كذلك أن يفرد لها باب فى كتب النحو لطول الكلام عليها:

"لا"تنتمي الى عائلة النافيات ... ولكنها فى الوقت ذاته تمت بصلة الى عائلة المؤكدات ... فهي عند النحاة "لا العاملة عمل إن المشددة".

قال ابو البقاء:

وإنما عملت "لا "عمل "إن" المشددة لمشابهتها لها من أربعة أوجه:

- أحدها أن كلا منها يدخل على الجملة الاسمية.

-الثاني أن كلا منهما للتأكيد. ف"لا" لتأكيد النفي ..... و"إن"لتأكيد الاثبات.

-والثالث أن "لا" نقيضة "إن" والشيء يحمل على نقيضه كما يحمل على نظيره.

-والرابع أن كلا منهما له صدر الكلام ....

لكن هذا التشابه لا ينبغي ان يخفي أن "لا"مشبهة وملحقة فقط ... ومن ثم لا بد ان تنحط درجة عملها عن "إن" ..... وفي ذلك يقول ابو البقاء:

-اسم "لا" لا بد ان يكون مظهرا واسم "ان"يكون مظهرا ومضمرا.

-اسم"لا" لا يكون الا نكرة واسم"إن" يكون نكرة ومعرفة.

-لا يجوز تقديم خبر "لا" على اسمها فى حالة كونه ظرفا او مجرورا ... ويجوز ذلك فى خبر "إن"

-اسم "لا " لا ينون .... واسم "إن" ينون ..

-اسم "لا" مختلف فى اعرابه أو بنائه [سنفصل فيه لاحقا ان شاء الله]

اسم "إن" لا خلاف فى اعرابه.

-"إن " تعمل بلا شرط و"لا" لا تعمل الا بشرط. [سنفصل فيه لاحقا ان شاء الله]

الحاصل:

لا فى "لا اله"دلت على أمرين .....

-نفت كل الالهة.

-وأكدت ذلك النفي ...

ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 05 - 05, 08:53 م]ـ

واصل بارك الله فيك أخي أبا عبد المعز.

وحبذا لو تضيف الهوامش والإحالات، لتوثيق النقول عن أصحابها.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 05 - 05, 10:22 م]ـ

نقل الازهري في شرح التوضيح كلام ابي البقاء عن ("لا "لتأكيد النفي) في سياق المقارنة مع "إن" ..

لكن الشيخ العلامة يس العليمي الحمصي تعقب قوله فى الحاشيته بما لا يقدح كليا في الفكرة .. أورده هنا كاملا لما فيه من فوائد:

أن نحو "زيد قائم" و "رجل كريم فى الدار" ليس فيه باعتبار طرفيه دلالة على إثبات ولا نفي, بل هو يحتمل لهما على السواء, وإنما استفيد الاثبات من التجرد من حروف النفي. فإذا دخلت "إن" أكدت الاثبات لأن دلالتها اقوى من التجرد لأن دلالتها وجودية والتجرد عدمي وليس المراد انهما اجتمعا لأن التجرد والحرف لا يجتمعان ......

[يقصد رحمه الله ..... أن فى قولنا" زيد قائم"إثباتا للقيام ... وهذا الاثبات كان بسبب عدم ورود أداة نفي ... فكأنه قيل: ما الدليل على ثبوت قيام زيد ..... فى قولنا " زيد قائم"؟ قال فى الجواب:لأننا لم نجد فى الكلام ما ينفي القيام ..... فلم يقل مثلا: "ليس زيد قائما" ... ولما دخلت "إن "فى الجملة .... زادت الاثبات السابق اثباتا ..... فحق ل"إن" ان تكون لتأكيد الاثبات ..... وليست"لا "كذلك بالنسبة للنفي.]

قال يس:

وأما "لا "إذا دخلت فكيف يقال انها أكدت النفي مع أنه لم يكن مستفادا قبلها .. إلا ان يقال المراد أن "لا" تدل على النفي أقوى من "ما" ونحوها ,فمعنى كونها لتأكيد النفي أنها ترجح طرف النفي المحتمل فى أصل القضية رجحانا قويا أكثر من ترجيح "ما" مثلا وقد حققنا فى حواشي المختصر أن الاثبات فى مثل "زيد قائم"إنما استفيد من التجرد عن حرف النفي .... وظاهر كلام التلخيص والسعد والسيد أن" لا"

لا تدل على تأكيد أصلا حيث جعلوا "لا ريب فيه" مما لا تأكيد فيه ... (انتهىالنقل من حاشية يس على الازهري.)

قلت: حواشي المختصر التى أشار اليها العلامة الحمصي غير متوفرة عندى وأنا فى شوق الى معرفة ما اعتبره تحقيقا فى المسألة .... فالظاهر أن الاثبات يستفاد من الاسناد نفسه ... لا من الدلالةالعدمية .... فنحن نفهم ان القيام ثابت لزيد بمجرد الاسناد لا من الخلو من اداة نفي ...

على كل حال ... يؤخذ من كلام يس ان "لا" تؤسس النفي .... ولا تؤكده خلاف "إن"التي تؤكد الاثبات الذي تأسس سابقا من عدم النفي ..... والتأكيد إن كان لا بد من الصاقه ب"لا"فهو بمعنى إضافي أي بالمقارنة مع ادوات النفي الاخرى .......

يتبع ان شاء الله ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير