تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صور من التَّصحيف في الشِّعر العربي.

ـ[أبو رفيف]ــــــــ[09 - 06 - 05, 05:23 م]ـ

التَّصحيف: هو كتابة الكلمة أو قراءتها على غير صحَّتها؛ لاشتباه في الحروف (1).

والفرق بينه وبين اللَّحن هو: أن التَّصحيف يكون في الحروف، إما بالتغيير أو التقديم أو التأخير. أما اللَّحن فيكون في التَّشكيل _ أي الحركات _؛ كرفع ما من حقه النصب أو العكس. ولذلك عرَّفهُ النحاة بقولهم: اللَّحن هو الخطأ في الإعراب، ومخالفة وجه الصواب (2).

أما الفرق بين التَّصحيف والتَّحريف فقد اختلفوا فيه، حيث ذهب المتقدمون إلى أنهما مترادفان؛ أي أن التَّصحيف هو نفسه التَّحريف. وذهب بعض المتأخرين _ كالحافظ ابن حجر مثلاً _ إلى التفريق بينهما؛ فجعل ما كان فيه تغيير حرف أو حروف بتغيير النُّقط فقط مع بقاء صورة الخط تصحيفاً، وما كان فيه ذلك في الشَّكل _ أي تغيير صورة الخط _ تحريفاً (3).

وهذا الاصطلاح الجديد، وإن كان دلَّ على شيء من الدقة فليس إلا تفريقاً شكلياً.

وما نريد الكلام عنه هنا هو التَّصحيف الشِّعري، وما أكثر ما نجده في حياتنا اليومية؛ حيث نرى بعضاً من المتفيهقين يرتجل أبياتاً عربيةً فصيحةً مصحَّفةً، لو أن قائلها سمعها منه هكذا لما فكَّر في نظمها!!

ومما يدور على ألسنة الكثير من هذا التَّصحيف .. قولهم في مطلع معلقة امرئ القيس بن حجر الكندي:

قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ * بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحُوْمَلِ

والصواب: بَيْنَ الدَّخُولِ وَحُوْمَلِ، بالواو. قال الأصمعي: أطبقت الرُّواة على أن (بَيْنَ الدَّخُولِ فَحُوْمَلِ) لا يجوز أن يكون هكذا؛ لأنه لا يقصد بـ " بين " أن يكون الشيئان أحدهما بعد الآخر، ثم يكون الشيء بينهما. إنما يريد أنهما لا يجتمعان وهو بينهما؛ كما تقول: زيد بين الكوفة والبصرة، ولا تقول: بين الكوفة فالبصرة.

وإلا ذلك ذهب أبو إسحاق الزِّيادي، وابن دريد، وأبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل المعروف بـ " مبرمان " (4).

أما قول حسَّان بن ثابت (رضي الله عنه):

أسألت رسم الدَّار أم لم تسألِ * بين الجوابي فالبُضيع فحوملِ

فهو بالفاء لا غير.

وهناك آراء لبعض البغداديين وغيرهم يُجوِّزون فيها الرواية بالفاء، إلا أنها ضعيفة، وليس هذا مكان بسطها (5). لكن خلاصتها .. أن من رواه: بَيْنَ الدَّخُولِ فَحُوْمَلِ، بالفاء يقول: أن الدخول موضع يشتمل على مواضع، وكذلك حومل. فلو قلت: عبد الله بين الدخول، لتم الكلام. كما تقول: دورنا بين مصر، تريد بين أهل مصر. فعلى هذا عُطف بالفاء وأراد بين الدخول وبين مواضع حومل (6).

ومن الأبيات المصحَّفة أيضاً .. هذا البيت من معلقة زهير بن أبي سُلمى:

وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُواً صَدِيْقَهُ * وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لا يُكَرَّمِ

أكثر الناس يقولون: يَحْسِب؛ بكسر السين، من الحُسبان. قال العسكري: روى بعضهم أن أبا نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي كان يرويه " يَحْسُب " مضموم السين، قال الراوي لهذا: هو أحسن عندي من " يَحْسِب "؛ لأن " يَحْسُب " في معنى: يَعُدُّ صديقه العدوَّ، ومعنى " يَحْسِب " يظنه صديقه (7).

وللحديث بقية ...

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) المعجم الوسيط ص 508.

(2) المرجع السابق ص 819.

(3) الباعث الحثيث؛ لأحمد شاكر ص 163 – 164.

(4) التَّصحيف والتحريف؛ للعسكري ص 269 – 270.

(5) المرجع السابق ص 271، وسمط اللآلي ترتيب الميمني ص 943.

(6) شرح القصائد العشر؛ للتبريزي ص 13.

(7) التَّصحيف والتحريف؛ للعسكري ص 340.

ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 06 - 05, 11:48 ص]ـ

استمر بورك فيك فهذه فوائد تقيد وتحفظ ويدعى لمسطرها.

ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[18 - 06 - 05, 03:04 م]ـ

استمر بارك الله فيك فهذه فوائد تقيد وتحفظ ويدعى لمسطرها

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير