[أبيات مدح سارت بها الركبان لايستحقها الممدوح]
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 09:46 ص]ـ
وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ
لَولا اِشتِعالُ النارِ فيما جاوَرَت ما كانَ يُعرَفُ طيبُ عَرفِ العودِ
لَولا التَخَوُّفَ لِلعَواقِبِ لَم تَزَل لِلحاسِدِ النُعمى عَلى المَحسودِ
هذه أبيات لأبي تمام يمدح بها أحمد ابن أبي دؤاد الذي يلقب بأحمد البدعة
ومن أبيات القصيدة:
يا أَحمَدَ بنَ أَبي دُوادٍ حُطتَني بِحِياطَتي وَلَدَدتَني بِلُدودي
وَمَنَحتَني وُدّاً حَمَيتُ ذِمارَهُ وَذِمامَهُ مِن هِجرَةٍ وَصُدودِ
وَلَكَم عَدُوٍّ قالَ لي مُتَمَثِّلاً كَم مِن وَدودٍ لَيسَ بِالمَودودِ
أَضجَت إِيادٌ في مَعَدٍّ كُلِّها وَهُمُ إِيادُ بِنائِها المَمدودِ
تَنميكَ في قُلَلِ المَكارِمِ وَالعُلى زُهرٌ لِزُهرِ أُبُوَّةٍ وَجُدودِ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 06 - 05, 11:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ومن ذلك قول المتنبي - من قصيدة - في صباه في مدح جعفر بن كيغلغ ولم ينشده إياها:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
...
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره
(ديوانه بشرح البرقوقي 2/ 225)
قال ابن كثير في تاريخه (7/ 8):
''وأخبرني العلامة شمس الدين ابن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ تقي الدين - أي ابن تيمية - يقول: ربما قلتُ هذين البيتين في السجود أدعو اللهَ بما تضمناه من الذل والخضوع'' اهـ
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 11:44 ص]ـ
غفر الله لك مشرفنا الفاضل.
ـ[أبو حازم السنيدي]ــــــــ[13 - 06 - 05, 12:47 ص]ـ
أورد ابن كثير في البداية والنهاية أبياتا لأبي تمام في مدح ابن دؤاد:
(وقال محمد بن الصولي: ومن مختار مديح أبي تمام لأحمد بن دؤاد قوله:
أأحمدُ إنّ الحاسدين كثيرٌ ــ ومالكَ، إنْ عُد الكرامُ، نظيرُ
حللتَ محلا فاضلا متقادما ــ من المجد والفخر القديم فخورُ
فكل غنيٍّ أو فقير ٍ فإنهُ ــ إليكَ، وإن نال السماء، فقيرُ
إليكَ تناهى المجدُ من كل وجهةٍ ــ يصيرُ فما يعدوكَ حيث يصيرُ
وبدرُ إيادٍ أنت لا ينكرونهُ ــ كذاك إيادٌ للأنام بدورُ
تجنّبتَ أن تُدعى الأميرَ تواضعا ــ وأنت لمن يُدعى الأميرُ أميرُ
فما من يدٍ إلا إليكَ مُمَدَّةٌ ــ وما رفعة ٌ إلا إليكَ تشير ُ)
وعلّق عليها قائلا:
قلت: قد أخطأ الشاعر في هذه الأبيات خطأ كبيرا وأفحش في المبالغة فحشا كثيرا ولعله إن اعتقد هذا في مخلوق ضعيف مسكين ضال مضل، أن يكون له جهنم وساءت مصيرا.
[البداية والنهاية ـ مكتبة المعارف بيروت ط2 ــ 10/ 320]
ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 06 - 05, 12:03 م]ـ
شكرالله لك ياأباحازم السنيدي فائدة عزيزة.
وعلي بن الجهم مدح ابن أبي دؤاد
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ إِنَّما تُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ يا أَحمَدُ
لكن يظهر أن مدحه كان قبل الفتنة بدليل قوله في قصيدة أخرى:
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ دَعوَةً بَعَثَت إِلَيكَ جَنادِلاً وَحَديدا
ما هذِهِ البِدَعُ الَّتي سَمَّيتَها بِالجَهلِ مِنكَ العَدلَ وَالتَوحيدا
أَفسَدتَ أَمرَ الدينِ حينَ وَليتَهُ وَرَمَيتَهُ بِأَبي الوَليدِ وَليدا
لا مُحكَماً جَزلاً وَلا مُستَطرَفاً كَهلاً وَلا مُستَحدَثاً مَحمودا
شَرِهاً إِذا ذُكِرَ المَكارِمُ وَالعُلا ذَكَرَ القَلايا مُبدِئاً وَمُعيدا
ولعل السبب في مدح هؤلاء له مايذكر في ترجمته من أدب وبذل وشفاعة.
قال الذهبي في تاريخ الاسلام:
أحمد بن أبي دؤآد بن حريز القاضي أبو عبد الله الأيادي البصري ثم البغدادي. واسم أبيه: الفرج. ولي القضاء للمعتصم وللواثق، وكان مصرحاً بمذهب الجهمية، داعية إلى القول بخلق القرآن. وكان موصوفاً بالجود والسخاء، وحسن الخلق، وغزارة الأدب. قال الصولي: كان يقال: أكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة، ثم أبي دؤآد، لولا ما وضع به نفسه من محبة المحنة لاجتمعت الألسن عليه، ولم يضف إلى كرمه كرم أحد.
نسأل الله الثبات على الدين حتى نلقاه.