الترتيب بين أقسام العَلَم: الاسم والكنية واللقب
ـ[أبو حازم السنيدي]ــــــــ[18 - 06 - 05, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سائل قائل ما الصواب؟
شيخ الإسلام أحمد تقي الدين بن تيمية
أم شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية
أم أحمد تقي الدين. . .
أم أحمد شيخ الإسلام. . .
هذه القضية بُوّبتْ نحويا تحت عنوان (العَلَم) الذي ينقسم أقساما ثلاثة هي:
الاسم:ما وضعه الوالدان أو من يقوم مقامهما لولدهما من لفظ يعرف به.
الكنية: ما صُدِّر بأب أو أم أو ابن.
اللقب: ما يُشعر بوصف اشتهر به صاحبه مدحا كالصديق لأبي بكر أوذما كالكذاب لمسيلمة أو نسبا كالقرطبي والبحتري
والذي يعنينا من هذا المبحث نسق هذه الأقسام إذا اجتمعت: فأيها أحق بالتصدير أو التأخير.
والذي استقر عند ابن هشام إعطاء المتكلم الخيار في الترتيب بين الكنية وغيرها
قال في أوضح المسالك: (ولاترتيب بين الكنية وغيرها قال:
أقسم بالله أبو حفص عمر
وقال حسان:
وما اهتز عرش الرحمن من أجل هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو)
ونجده يختار رواية غير مشهورة لبيت ابن مالك في ألفيته عن هذه المسألة:
(واسما أتى وكنية ولقبا ـ وأخرن ذا إن سواه صحبا)
إذ الصواب عنده: (وأخرن ذا إن سواها صحبا)
أي أن اللقب يؤخر إذا صحب سوى الكنية وهو الاسم.
ويعلق على الرواية الأولى قائلا:
(وفي نسخة من الخلاصة ما يقتضي أن اللقب يجب تأخيره عن الكنية كأبي عبد الله أنف الناقة وليس كذلك)
لكن السيوطي حكى الخلاف في ذلك وفهم من ابن مالك أنه يوجب تقديم الكنية على اللقب فلا يصح:
(الصديق أبو بكر) ولا (ابن تيمية شيخ الإسلام)
حيث قال: وإن كان -أي اللقب - مع الكنية فالذي ذكروه جواز تقدمه عليه
ومقتضى تعليل ابن مالك امتناع تقديمه عليها وهو المختار)
أما الاسم مع الكنية، فقد وافق ابنَ هشام، مع نقْل ِ ما يفاضل بينهما، فقال:
(نعم لا ترتيب بين الاسم والكنية،قال ابن الصائغ: والأولى تقديم غير الأشهر منهما)
أما اللقب فالمشهور وجوب تأخيره عن الاسم لأن ابن هشام قرر ذلك في أوضحه (ويؤخر اللقب عن الاسم كزيد زين العابدين) ونص عليه في شرحه على شذوره: (إذا اجتمع الاسم واللقب وجب تأخير اللقب)
لكن نلحظ أن عبارته الأولى أخف وقد أتبعها بقوله: (وربما يقدم كقوله: أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي ... )
والمعتاد من ابن هشام أنه يتعقب الأبيات المخالفة للقاعدة فيصفها بالشذوذ أو الضرورة!
ونرى السيوطي أكثر وضوحا فيقول: (فإذا كان - أي اللقب - مع الاسم فالغالب أن يتأخر ...
وندر قوله: بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا)
ثم ذكر تعليل ذلك عن ابن مالك وغيره:
(وعلله ابن مالك بأنه في الغالب منقول من اسم غير إنسان كبطة وقفة فلو قدم توهم السامع أن المراد مسماه الأصلي وذلك مأمون بتأخره فلم يعدل عنه
وعلله غيره بأنه أشهر من الاسم لأن فيه العلمية مع شيء من معنى النعت فلو أتى به أولا لأغنى عن الاسم)
وعلى رأي السيوطي حمل الشيخ عبد الله الفوزان قوله تعالى:
{إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله}
والآيات الأخرى التي فيها تقديم للقب {المسيح} على الاسم {عيسى}،
إذ تقدم اللقب خلاف الشائع؛ لأنه الأشهر، فقد كان نصارى العرب في الجاهلية يعبّدون أسمائهم للمسيح لا لعيسى، كالشاعر المتلمس خال طرفة بن العبد فقد كان اسمه جرير بن عبد المسيح، بما يدل على شهرة لقب المسيح أكثر من الاسم، والله أعلم.
وعلى هذا تقولُ:
شيخ الإسلام أحمد تقي الدين بن تيمية
حيث يتقدم لقب (شيخ الإسلام) على الاسم (أحمد) ويتأخر لقب (تقي الدين) عنهما لأن اللقب الأول أشهر من الثاني.
أما الأستاذ يوسف الصيداوي فيتخذ ما ورد في القرآن شاهدا على انتفاء قاعدة الترتيب بين أقسام العلم، وأن الأمر مرجعه إلى المتكلم.
يُنظر في هذه المراجع
همع الهوامع دار الكتب العلمية 1/ 234
ضياء السالك إلى أوضح المسالك مؤسسة الرسالة 1/ 130 - 132
شرح شذور الذهب ص 169 تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية
دليل السالك إلى ألفية ابن مالك، عبد الله الفوزان ج1
الكفاف، يوسف الصيداوي 2/ 847
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[23 - 11 - 05, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي المبارك