[من لطائف التفسير والوقوف 2]
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[10 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
قوله تعالى
:
? قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما بئايتنا أنتما ومن اتبعكما
الغلبون ?القصص - 35.
قوله تعالى: {فلا يصلون إليكما بئايتنا} في الوقف على: {فلا يصلون إليكما} خلاف فقيل الوقف عليها تام وقيل الوقف على: {بآياتنا}.
والسبب في هذا الخلاف أن قوله تعالى:
{بآياتنا} إما أن يكون متعلقا بـ {يصلون} وإما أن يكون متعلقا بـ {الغالبون} وإما أن يكون متعلقا بـ {نجعل}، فالمعنى يختلف بحسب ذلك.
وتفصيل أقوالهم في ذلك:
القول الأول:
قال جماعة منهم نافع وأبو حاتم إن التمام في الآية {فلا يصلون إليكما بآياتنا} ثم يبتدأ {أنتما ومن اتبعكما الغالبون} ورجحه ابن النحاس وقال إنه بين () واختاره الداني () ورجحه النكزاوي () وقال العماني: (تام بناء على تعلقه بـ ? يصلون ? وهو المشهور () ثم في الوقف على قوله: ? بآياتنا ? تقديران:
1 - أن يكون المعنى: ويجعل لكما سلطانا بآياتنا، وهذا على جعل ? بآياتنا ? متعلقة بـ قوله تعالى: {ويجعل}.
2 - أن يكون المعنى: فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا يعني بسبب
آياتنا. ()
القول الثاني:
أن الوقف على {فلا يصلون إليكما} وهو قول الأخفش واختيار الإمام ابن جرير ويكون المعنى فلا يصلون إليكما ثم قال: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا فالباء في قوله تعالى:
{بآياتنا} متعلقة بـ {الغالبون} وبذلك فسر ابن جرير الآية، وقال السجاوندي:
(إنه أوجه) اهـ. وهذا القول خطأه ابن النحاس والداني ومن وافقهما من وجه وجوزوه من وجه وذلك أنهم قالوا إنه لا يصح التفريق بين الصلة والموصول لأن {من} من قوله تعالى:
{ومن اتبعكما الغالبون} اسم موصول فكيف يقدم عليه {بآياتنا} وهو صلة له.قالوا ويجوز إن قدر تبييننا غير داخل في الصلة ().
فهذا القول لا مانع منه لغة على أن يكون تبيينا غير داخل في الصلة.
وهناك قول آخر فيه ضعف وهو:
أنه يجوز الوقف على {إليكما} ثم يبتدئ بـ قوله: {بآياتنا} على أن تجعل {بآياتنا} قسما وجوابه {فلا يصلون إليكما} مقدما عليه، ورد هذا أبو حيان قائلا:
(إنه لا يستقيم على قول الجمهور لأن جواب القسم لا تدخله الفاء) اهـ. يعني وهنا دخلت الفاء في قوله تعالى: {فلا يصلون} وقيل يجوز كون {بآياتنا} قسما على حذف جواب القسم يعني: لتغلبن، وقد حذف للدلالة عليه ().
والظاهر أن هذا القول فيه بعد.
وأظهر هذه الأقوال أن الوقف على: {فلا يصلون إليكما} ثم يبتدأ {بآياتنا أنتما .. } ويكون المعنى: (أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا). كما هو اختيار إمام المفسرين ابن جرير ومن وافقه، و المعنى على هذا واضح ولا إشكال في ذلك من جهة النحو كما مضى و ممن جوزه أيضا العكبري () خلافا لمن قال إن ذلك لا يجوز. ويكون التقدير من جهة النحو: أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.
(تفسير القرطبي 13/ 287).
القطع ص546 والمكتفى ص 438 ومنار الهدى ص 211
البحر المحيط 7/ 118 - 119
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:54 ص]ـ
ما في الديار أخو وجد نطارحه ... حديث ليلى و لا خل نجاريه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:00 ص]ـ
هذا الفن أخي الكريم فن عزيز وعلم غزير , قل من يطالعه فضلا عن من يشارك فيه او يحرره.
و لو تضعون رابط موضوعك السابق لكان هذا ايسر علينا في قراءته. لاني بحثت عنه فلم اجده.
و استمر بارك الله فيك فوالله انه موضوع نافع جدا.
بارك الله في علمك ونفع بكم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
من باب المشاركة
أظن الشيخ خالدا السبت وفقه الله قال إن الوجهين صحيحان والله أعلم فأنا أكتب من الذاكرة الكليلة
وذلك في درسه قبل عامين أو أكثر في التفسير الميسر
وذكر هنا فائدة دونتها وهي:
((الوقف والوصل في القرآن فيما لم يرد فيه نصٌّ فهو راجع إلى اجتهادات العلماء وذلك حسب المعاني ووجه الإعراب))
وقيل: الإعراب تحت المعنى. أي تبدأ بالمعنى ثم تعرب.
وقال: الغلبة في القرآن قد تكون بالحجة وتكون بالمعركة، وغالب ما في لقرآن أنها في المعركة، وما لم يوضح في القرآن نحمله على الغالب. ا. هـ
والله أعلم