تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

{27} في "باب ما يجوز في القافية من حروف اللين"، تتبع ابن عبدربه صور أبيات بحور الشعر، وذكر صور ضروبها التي يدخل منها إلى القافية اللين، غير أنه خلط ما يكون لتعويض المحذوف من الوزن، بما يكون لتعويض المحذوف من القافية، وكان ينبغي أن يميز هذا عن ذاك؛ إذ كانت نتيجة ذلك اختلاط القوافي المقيدة بالقوافي المطلقة (66).

تحتاج القافية المقيدة المردفة إلى بيت مختوم بمقطع زائد الطول مغلق بصامت واحد (ص ح ح ص) كالذي في كلمة (لامْ) بسكون الوقف، وتحتاج المقيدة المجردة إلى بيت مختوم بمقطع طويل مغلق (ص ح ص) كالذي في كلمة (لمْ)، ولا يمتنع أن تكون ببيت مختوم بمقطع زائد الطول مغلق بصامتين (ص ح ص ص) كالذي في كلمة (لَكْمْ) بسكون الوقف، غير أنه قبيح فيها جدا؛ لأنه يكتم إسماعها، وتحتاج المقيدة المؤسسة إلى بيت مختوم بمقطعين: طويل مفتوح (ص ح ح) فطويل مغلق (ص ح ص) كالذي في كلمتي (لا لم)، وتحتاج المقيدة المقصورة إلى بيت مختوم بمقطع طويل مفتوح (ص ح ح) كالذي في كلمة (لا).

{28} بين الجدول الثالث أن أكثر وقوع القافية المقيدة المردفة في الشعر العماني، كان في بيت السريع الوافي المطوي العروض المكشوفها المطوي الضرب الموقوفه.

وهذه الصورة الماثلة في قول الستالي في مقطع ميميته:

"أبدعها الفكر وذو خاطر متقد مثل لهيب الضرام" (67)

مستعلن مستعلن مفعلا مستعلن مستعلن مفعلاتْ

مطوية مطوية مطوية مكشوفة مطوية مطوية مطوية موقوفة

تتيح بمقطعها الأخير الزائد الطول المغلق بصامت واحد (لات = ص ح ح ص)، وقوع الألف أو الواو أو الياء الساكنة، قبل حرف الروي (رام) أي الأرداف، وتستثقل التجريد، وتمنع التأسيس والقصر.

وبين الجدول الثالث كذلك أن أكثر وقوع القافية المقيدة المجردة في الشعر العماني، كان في بيت الرمل الوافي المحذوف العروض والضرب.

وهذه الصورة الماثلة في قول البهلاني في مطلع لاميته:

"نكسي الأعلام يا خير الملل رزئ الإسلام بالخطب الجلل (68)

فاعلاتن - فاعلاتن - فاعلا ... فعلاتن - فاعلاتن - فاعلا

سالمة - سالمة - محذوفة ...... مخبونة - سالمة - محذوفة

تمنع بمقطعها الأخير الطويل المغلق (لا= ص ح ص) (69)، إرداف القافية وقصرها وبمقطعها القصير قبله معه (ص ح)، تأسيسها، فتخلص للتجريد.

وبين الجدول كذلك أن أكثر وقوع المؤسسة، كان في بيت المجتث المجزوء الصحيح العروض والضرب.

وهذه الصورة الماثلة في قول الحبسي في مطلع رائيته:

" يا صاح لا تنكحن عاهرا ولا بنت عاهر" (70)

مستفع لن فاعلاتن متفع لن فاعلاتن

سالمة سالمة مخبونة سالمة

تتيح بمقطعيها الأخيرين: الطويل المفتوح فالطويل المغلق (لاتن= ص ح ح ص ح ص)، وقوع الألف قبل الحرف الذي قبل حرف الروي (عاهر)، أي التأسيس، وعدم وقوعها، أي التجريد الذي بين الجدول حدوثه بهذه الصورة نفسها، كما في قول الحبسي في مطلع رائية أخرى أقصر:

"أبدي المعاصي وشيبي لدي بالموت منذر" (71)

مستفع لن فاعلاتن متفع لن فاعلاتن

سالمة سالمة مخبونة سالمة

وتمنع الإرداف والقصر.

وبين الجدول كذلك أن المقصورة لم تقع إلا في بيت الرجز التام الصحيح العروض والضرب.

وهذه الصورة الماثلة في قول البهلاني في مطلع إحدى مقصورتيه:

"فاتحة الحمد أيادي من عفا والحلم أصل للمقامات العلا" (72)

مستعلن مستعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن

مطوية مطوية سالمة سالمة سالمة سالمة

تتيح بمقطعها الأخير الطويل المفتوح (لن= ص ح ح) (73)، وقوع الألف المتأصلة في كلمتها، رويا (لا)، أي القصر، وتمنع الإرداف والتأسيس متى بقيت الألف هي الروي، فأما إذا التزم الحرف الذي قبلها رويا، فأطلقت القافية بعد تقييد، فلن تمنع التأسيس ولا التجريد.

وليس القصر البادي لنا في الفقرة الثامنة عشرة، كالإهمال لتوحيد القافية، بغريب الارتباط بالرجز المُسْتَحْمَر المبتذل من قديم إلى حديث.

عاشرا: صورة بيت القافية المقيدة على الخصوص

{29} ثبت لدي تولد عروض الشعر من الموسيقا التي كانت غناء تؤديه أصوات البشر الحية، ثم صارت أصواتا تؤديها الآلات الجامدة، وثبت لدي كذلك تطور الموسيقا العربية من عصر الجاهليين قليلا قليلا إلى عصر المحدثين، وأن من وعي الشاعر بالحياة في نفسه ومن حول، أن يراعي بعروض شعره مقتضى موسيقى عصره الجديدة، فلا تنقطع صلته الوثيقة بها (74).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير