[التفسير اللفظي والتفسير المعنوي الذي يراد]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[15 - 06 - 08, 05:45 م]ـ
السلام عليكم
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لمقدمة أصول التفسير:
وذلك لأن فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه أمور متقاربة، وإن كان فهم القرآن يتضمن فهم معناه، وفهم حكمه وأسراره، لأن القرآن له معاني، ولهذا المعاني والأحكام حكم واسرار، ثم قد يقال: إن التفسير غير المعنى، فالتفسير تفسير اللفظ، والمعنى هو ما يراد بالكلام، وسيأتي من ذلك أمثلة إن شاء الله.
فالتفسير هو تفسير اللفظ فقط، كأن يفسر هذه الكلمة كما فسرها صاحب القاموس، فمثلاً قوله تعالي: (أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا) (الأنعام: 158)، تفسيرها اللفظي أن تقول: يوم يأتي شيء من آيات الله الدالة على قدرته مثلا والمراد بها طلوع الشمس من مغربها، فهنا صار فرق بين المعني اللفظي، أي: التفسير اللفظي والتفسير المعنوي الذي يراد، ولهذا فالقرآن يفسر على الناحيتين تفسيراً لفظياً مطابقاً للفظ فقط، وتفسيراً معنوياً، وهو ما يراد به، ثم قد يتوافقان وقد يختلفان.
فالمهم أننا إذا أردنا أن نجعل العطف في كلام المؤلف على التأسيس لا التوكيد والترداف، فنقول: إن فهم القرآن يريد به الحكم والأسرار التي يتضمنها، ومعرفة تفسيره، يعني اللفظ فقط، ومعانيه، أي: معرفة المراد به.
وقال في القول المفيد شرح كتاب التوحيد:
وقال ابن عباس في الآية: (الأنداد هو الشرك، أخفي من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل وهو ان تقول: والله وحياتك يا
ــــــــــــــــــــ
****
قوله: (وقال ابن عباس في الآية). أي: في تفسيرها.
قوله: (هو الشرك). هذا تفسير بالمراد، لأن التفسير تفسيران:
تفسير بالمراد، وهو المقصود بسياق الجملة بقطع النظر عن مفرداتها.
تفسير بالمعنى، وهو الذي يسمى تفسير الكلمات، فعندنا الآن وجهان للتفسير:
أحدهما: التفسير اللفظي وهو تفسير الكلمات، وهذا يقال فيه: معناه كذا وكذا.
الثاني: التفسير بالمراد، فيقال: المراد بكذا وكذا، والأخير هنا هو المراد.
فإذا قلنا: الأنداد الأشباه والنظراء، فهو تفسير بالمعنى، وإذا قلنا: الأنداد الشركاء أو الشرك، فهو تفسير بالمراد، يقول رضى الله عنه (الأنداد هو الشرك)، فإذا الند الشريك المشارك لله - سبحانه وتعالى - فيما يختص به.)
هل من أمثلة أخرى (آيات)؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 06 - 08, 09:49 ص]ـ
تقسيم الشيخ- رحمه الله-صحيح،لكن اصطلاحه يعوزه بعض دقة:
ففي المنقول عنه من شرحه لمقدمة أصول التفسير جعل تفسير اللفظ مقابلا لتفسير المعنى فقال: التفسير اللفظي والتفسير المعنوي الذي يراد ..
وقال: فالقرآن يفسر على الناحيتين تفسيراً لفظياً ... ، وتفسيراً معنوياً ... ،
وفي المنقول عنه في القول المفيد جعل التفسير بالمعنى مقابلا للتفسير بالمراد ........ فيكون التفسير بالمعنى هو عينه ما سماه من قبل التفسير اللفظي فقال:
فإذا قلنا: الأنداد الأشباه والنظراء، فهو تفسير بالمعنى، وإذا قلنا: الأنداد الشركاء أو الشرك، فهو تفسير بالمراد ..
وبالنظر إلى الموضعين يكون التفسير بالمعنى أو التفسير المعنوي تارة مرادفا للتفسير اللفظي وتارة مقابلا له ..
لذا أرى الاقتصار على الثنائية: التفسير اللفظي/التفسير بالمراد-الواردة في القول المفيد-خاصة وأن تفسير اللفظ هو بيان لمعناه فلا يكون المعنى هنا قسيما للفظ فيكون المراد (!) من:
التفسير اللفظي/التفسيربالمراد
تفسير معنى اللفظ/ وتفسير المعنى المراد
و مراد (!) الشيخ في الموضعين واحد .. وهو مماثل لما يزعمه علماء اللغة المعاصرون من تقسيم الدلالة إلى قسمين:
-دلالة لغوية يعتبر فيها فقط الوضع والمواضعة. (الكلام)
-ودلالة تداولية يعتبر فيها ما هو خارج اللفظ (التكلم)
والشيخ رحمه الله عندما ذكر "المراد" فقد قصد المعنى الثاني لأن المراد يفترض لزوما وجود "ذات" و"إرادة "و"قصد" .. وهذه من عناصر التكلم ..
وللتمييز بين نمط الدلالتين نضرب مثلا:
ضيف يقول لمضيفه:
"الجو بارد اليوم"
المعنى اللغوي –أو الحرفي-هو الإخبار عن برودة في الطقس .. لكن مراده "طلب إغلاق النافذة"
¥