تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اسم الجنس]

ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[17 - 08 - 05, 08:13 م]ـ

قَالَ مُحَمٌّد مُحْيِ الدِّينِ عَبْدُ الحَمِيدِ فِي مِنْحَةِ الجَلِيلِ:

اِسْمٌ الجِنْسِ عَلَى نَوْعَيْنِ: أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِي، وَالثَّانِي يُقَالُ لَهُ اسْمُ جِنْسٍ إِفْرَادِيٍّ،

فَأَمَّا اسْمُ الجِنْسِ الجَمْعِي فَهُوَ: مَا يَدُلُّ عَلَى أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْنِ، وَيُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ بِالتَّاءِ غَالِبًا، تَكُونُ فِي المُفْرَدِ كَ (بَقَرَةٍ) وَ (بَقَرٍ) وَ (شَجَرَةٍ) وَ (شَجَرٍ)، وَمِنْهُ (كَلِمٌ) وَ (كَلِمَةٌ)، وَرُبَّمَا كَانَتْ زِيَادَةُ التَّاءِ فِي الدَّالِّ عَلَى الجَمْعِ مِثْل (كَمءٍ) لِلْوَاحِدِ وَ (كَمأَةٍ) لِلْكَثِيرِ، وَهُوَ نَادِرٌ.

وَقَدْ يَكُونُ الفَرْقُ بَيْنَ الوَاحِدِ وَالكَثِيرِ بِالْيَاءِ، كَ (زِنْجٍ) وَ (زِنْجِيٍّ)، وَ (رُومٍ) وَ (رُومِيٍّ)،

فَأَمَّا اسْمُ الجِنْسِ الإِفْرَادِي فَهُوَ: مَا يَصْدُقُ عَلَى الكَثِيرِ وَالقَلِيلِ وَاللَّفْظُ وَاحِدٌ، كَ (مَاءٍ) وَ (ذَهَبٍ) وَ (خِلٍ) وَ (زَيْتٍ).

فَإِنْ قُلْتَ: فَإِنِّي أَجِدُ كَثِيرًا مِنْ جُمُوعِ التَّكْسِيرِ يُفَرَّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مُفْرَدِهَا بِالتَّاءِ كَمَا يُفَرَّقُ بَيْنَ اسْمِ الجِنْسِ وَوَاحِدِهِ، نَحْوُ: قُرًى وَوَاحِدُهُ قَرْيَةٌ، وَمُدًى وَوَاحِدُهُ مُدْيَةٌ، فَبِمَاذَا أُفَرِّقُ بَيْنَ اسْمِ الجِنْسِ الجَمْعِيِّ وَمَا كَانَ عَلَى هَذَا الوَجْهِ مِنَ الجُمُوعِ؟

فَالجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ أَنْ تَعْلَمً أَنَّ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ اخْتِلاَفًا مِنْ وَجْهَيْنِ:

الوَجْهُ الأَوَّلُ: أَنَّ الجَمْعَ لاَ بُدَّ أًنْ يَكُونَ عَلَى زِنَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ زِنَاتِ الجُمُوعِ المَحْفُوظَةِ المَعْرُوفَةِ، فَأَمَّا اسْمُ الجِنْسِ الجَمْعِي فَلاَ يَلْزَمُ فِيهِ ذَلِكَ، أَفَلاَ تَرَى أَنَّ بَقَرًا وَشَجَرًا وَثًمًرًا لاَ يُوَافِقُ زِنَةً مِنْ زِنَاتِ الجَمْعِ

وَالوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّ الاِسْتِعَمَالَ العَرَبِيَّ جَرَى عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ وَمَا أَشْبَهَ يَرْجِعُ إِلَى اسْمِ الجِنْسِ الجَمْعِيِّ مُذَكَّرًا كَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: "إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا" وَقَوْلِهِ: " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ "

فَأَمَّا الجَمْعُ فَإِنَّ الاِسْتِعْمَالَ العَرَبِيِّ جَرَى عَلَى أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ إِلَيْهِ مُؤَنَّثًا، كَمَا تَجِدُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ" وَقَوْلِهِ سُبْحَانَهَ: "غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ"، وَكَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

في غُرَفِ الجَنَّةِ العُليا الَّتي وَجَبَت * لَهُم هُناكَ بِسَعيٍ كانَ مَشكورِ

مع التحية الطيبة

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[18 - 08 - 05, 03:51 م]ـ

من باب اثراء الموضوع

[اسم الجنس]

ما وضع لأن يقع على شيء، وعلى ما أشبهه، كالرجل، فإنه موضوع لكل فرد خارجي على سبيل البدل من غير اعتبار تعينه.

والفرق بين الجنس واسم الجنس: أن الجنس يطلق على القليل والكثير، كالماء، فإنه يطلق على القطرة والبحر، واسم الجنس لا يطلق على الكثير، بل يطلق على واحد على سبيل البدل، كرجل، فعلى هذا كان كل جنس اسم جنس، بخلاف العكس.

التعريفات الجرجاني

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير