ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[19 - 08 - 05, 02:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا إبراهيم على هذا النقل الجميل،
ذكر ابن فارس رحمه الله أن النحت يكون في كلمتين، فماذا نسمي ذلك إذا تعدى إلى أكثر من ذلك ك (الحوقلة) و (الهيللة) أو اقتصر على كلمة واحدة كقول الشاعر:
فخيرٌ نحن عند البأس منكم * إذا الداعي المثوب قال يالا
ومثل ذلك كثير في اللغة
مع التحية الطيبة والتقدير
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[19 - 08 - 05, 02:10 م]ـ
تأخر ردي عن رد أخينا عصام، فالمعذرة!
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[19 - 08 - 05, 08:37 م]ـ
شكر الله لكم جميعا ..
ـ[الاستاذ]ــــــــ[20 - 08 - 05, 09:28 ص]ـ
النحت في اللغة العربية
د. محمد السيد علي بلاسي (*)
أ - تعريفه:
الاشتقاق الكبّار (1) أو النحت في أصل اللغة: هو النشر والبري والقطع (2). يقال: نحت النجّار الخشب والعود إذا براه وهذب سطوحه. ومثله في الحجارة والجبال. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فرهين" (3).
والنحت في الاصطلاح: أن تعمد إلى كلمتين أو جملة فتنزع من مجموع حروف كلماتها كلمة فذّة تدل على ماكانت تدل عليه الجملة نفسها. ولما كان هذا النزع يشبه النحت من الخشب والحجارة سمِّيَ نحتا (4).
وهو في الاصطلاح عند الخليل: "أخذ كلمة من كلمتين متعاقبتين، واشتقاق فعل منها" (5).
ويعتبر الخليل بن أحمد (ت 175هـ) هو أوّل من أكتشف ظاهرة النحت في اللغة العربية حين قال: "إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلاّ أن يُشتَق فَّعِلٌ من جمع بين كلمتين مثل (حيّ على) كقول الشاعر:
أقول لها ودمع العين جار
? ألم يحزنك حيعلة المنادي
فهذه كلمة جمعت من (حيّ) ومن (على). ونقول منه (حيعل، يحيعل، حيعلة ... ) (6).
هذا، ويعرّف الدكتور نهاد الموسى النحت بقوله: هو بناء كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر أو من جملة، بحيث تكون الكلمتان أو الكلمات متباينتين في المعنى والصورة، وبحيث تكون الكلمة الجديدة آخذة منهما جميعاً بحظ في اللّفظ، دالة عليهما جميعاً في المعنى (7).
ويعتبر تعريف الدكتور نهاد الموسى المذكور، هو أشمل تعريف للنحت؛ حيث استقاه، صاحبه من مجموع تعريفات السابقين.
ب - صور النحت في اللغة العربيّة:
لقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة أهمّها (8):
1. تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤدّاها، وتفيد مدلولها، كبسمل المأخوذة من (بسم الله الرحمن الرحيم)، وحيعل المأخوذة من (حي على الصلاة، حي على الفلاح).
ومما ورد في كلام العرب:
لقد "بَسْمَلَتْ" ليلى غداة لقيتها ?
فيا حبّذا ذات الحبيب المبسمل
2. تأليف كلمة من المضاف والمضاف إليه، عند قصد النسبة إلى المركب الإضافي إذا كان علماً كعبشمي في النسبة إلى عبد شمس، وعبد ري في النسبة إلى عبد الدار.
3. تأليف كلمة من كلمتين أو أكثر، تستقل كل كلمة عن الأخرى في إفادة معناها تمام الاستقلال؛ لتفيد معنى جديدا بصورة مختصرة. وهذا النوع كثير الورود في اللغات الأوربية، قليل في العربيّة وأخواتها السامية ولم تعرف منه إلا بعض ألفاظ نتيجة تخريج لبعض العلماء، من ذلك "لن" الناصبة، يرى الخليل أنّها مركبة من "لا" النافية و "أن" الناصبة. و "هلم": يرى الفرّاء أنها من "هل" الاستفهامية، ومن فعل الأمر "أُمَّ" بمعنى أقصد وتعال. وقيل: إنّها مركبة من هاء التنبيه" و "لم" بمعنى ضم. و"أيان" الشرطية مركبة من "أي آن" فحذفت همزة آن وجُعلت الكلمتان كلمة واحدة متضمّنة معناهما. وغير خاف أنّ وجود هذا القسم رهن بافتراضات جدليّة وخلافات بين العلماء.
ج - الغرض من النحت (9):
1. تيسير التعبير بالاختصار والإيجاز. فالكلمتان أو الجملة تصير كلمة واحدة بفضل النحت.
يقول ابن فارس: "العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار. وذلك" رجل عبشمي "منسوب إلى اسمين" (10) هما عبد وشمس.
2. وسيلة من وسائل تنمية اللغة وتكثير مفرداتها؛ حيث اشتقاق كلمات حديثة، لمعان حديثة، ليس لها ألفاظ في اللّغة، ولا تفي كلمة من الكلمات المنحوت منها بمعناها.
د - أقسام النحت (11):
قام المتأخرون من علماء اللغة من خلال استقرائهم للأمثلة التي أوردها الخليل بن أحمد وابن فارس بتقسيم النّحت إلى أقسام عدّة، يمكن حصرها فيما يلي:
¥