تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:22 م]ـ

بالبحث في الشاملة وجدت مايلي:

في تفسير البغوي:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} أراد بالذكر الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة.

في تفسير الرازي:

ثم قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذكر لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ} وفيه مسائل:

المسألة الأولى: ظاهر هذا الكلام يقتضي أن هذا الذكر مفتقر إلى بيان رسول الله والمفتقر إلى البيان مجمل، فظاهر هذا النص يقتضي أن القرآن كله مجمل، فلهذا المعنى قال بعضهم متى وقع التعارض بين القرآن وبين الخبر وجب تقديم الخبر لأن القرآن مجمل والدليل عليه هذه الآية، والخبر مبين له بدلالة هذه الآية، والمبين مقدم على المجمل.

والجواب: أن القرآن منه محكم، ومنه متشابه، والمحكم يجب كونه مبيناً فثبت أن القرآن ليس كله مجملاً بل فيه ما يكون مجملاً فقوله: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ} محمول على المجملات.

المسألة الثانية: ظاهر هذه الآية يقتضي أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبين لكل ما أنزله الله تعالى على المكلفين، فعند هذا قال نفاة القياس لو كان القياس حجة لما وجب على الرسول بيان كل ما أنزله الله تعالى على المكلفين من الأحكام، لاحتمال أن يبين المكلف ذلك الحكم بطريقة القياس، ولما دلت هذه الآية على أن المبين لكل التكاليف والأحكام، هو الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن القياس ليس بحجة.

وأجيب عنه بأنه صلى الله عليه وسلم لما بين أن القياس حجة، فمن رجع في تبيين الأحكام والتكاليف إلى القياس، كان ذلك في الحقيقة رجوعاً إلى بيان الرسول صلى الله عليه وسلم.

في البحر المحيط:

وأنزلنا إليك الذكر: هو القرآن، وقيل له ذكر لأنه موعظة وتبيه للغافلين.

وقيل: الذكر العلم ما نزل إليهم من المشكل والمتشابه، لأن النص والظاهر لا يحتاجان إلى بيان.

وقال الزمخشري: مما أمروا به ونهوا عنه، ووعدوا وأوعدوا.

وقال ابن عطية: لتبين بسردك بنص القرآن ما نزل إليهم.

ويحتمل أن يريد لتبين بتفسيرك المجمل وشرحك ما أشكل، فيدخل في هذا ما تبينه السنة من أمر الشريعة، وهذا قول مجاهد انتهى.

ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:15 ص]ـ

فَسَّر الشيخ الألباني في "منزلة السنَّة في الإسلام" (ص 8) -وسمعته أيضاً في شريط - قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم} (النحل:44)، بأن {الذكر} هو السنة، وأنَّ {ما نزِّل إليهم} هو القرآن. وقد رجعتُ إلى تفسير الطبري وابن كثير فلم أجد للشيخ سلفاً في تفسيره هذا،فهل وقف عليه أحد الأخوة؟

تفسير الشيخ الألباني للذكر هنا تفسير شاذ والتفسير الذي يخرج عن أقوال الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم من السلف لا يعتد به حسب ما ذكره العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

فقد نقل ابن الجوزي إجماع المفسرين على أن الذكر هنا هو القرآن في زاد المسير ج4 ص 450.

وسياق الآية والتي قبلها يدل على أن معنى الذكر هنا هو القرآن

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)} [النحل: 43 - 44]

أي وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات والزبر يعني الكتب فناسب أن يذكر القرآن وهو الذكر هنا وهو معطوف على ما قبله.

لذلك قال البقاعي في تفسيره: (ولما كان القرآن أعظم الأدلة أشار على ذلك بذكره مدلولاً على غيره من المعجزات بواو العطف فقال عاطفاً على تقديره: وكذلك أرسلناك بالمعجزات الباهرات (وأنزلنا) أي بما لنا من العظمة (إليك) أي وأنت أشرف الخلق (الذكر) أي الكتاب .... ) نظم الدرر ج4 ص 272.

وكذلك قال الشوكاني: ((وأنزلنا إليك الذكر) أي القرآن ثم بين الغاية المطلوبة من الإنزال فقال (لتبين للناس) جميعا (مانزل إليهم) في هذا الذكر من الأحكام الشرعية).

وقد وضح ذلك ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية فقال: (والذكر الكلام الذي شأنه أن يذكر أي يتلى ويكرر)

(وإسناد التبيين إلى النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار أنه المبلغ للناس هذا البيان ... وفسر (مانزل إليهم) بأنه عين الذكر المنزل أي أنزلنا إليك الذكر لتبينه للناس فيكون إظهار في مقام الإضمار لإفادة أن إنزال الذكر للنبي صلى الله عليه وسلم هو إنزاله للناس كقوله تعالى (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) وإنما أتى بلفظه مرتين للإيماء إلى التفاوت بين الإنزالين فإنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وإنزاله إليهم إبلاغه إليهم).

ومن فسر الذكر بالقرآن كثير من السلف منهم الطبري وابن كثير وابن حيان وأبو حاتم وغيرهم كثير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير