[مادة مكا ومكاء ومكو في اللغة]
ـ[صالح بن سعد المطوي]ــــــــ[29 - 08 - 05, 05:44 ص]ـ
أخواني في
الله سبحانه له الحمد
أقدم لكم هذا العمل المتواضع وهو جزء من مسودة كتابي في النبوه والأنبياء ولم أنهه بعد
أعرضه عليكم لتقوموه وتسدوا فرجة وتبينوا عواره وتصححوا أغلاطه
.............................................
ولكم مني جميل الشكر
مادة مكك ومكاء و مكو
أولا-المك: هو استخلاص الشيء باستقصاء من داخل شئ آخر
كالجوف وغيره،عن طريق المص.
*فيقال: مك الفصيل ما في ضرع أمه مكا و أمتكه:
إذا امتص جميع ما فيه من لبن وشربه كله،
وكذلك مك الصبي ثدي أمه: إذا استقصى رضاعها بالمص،
* مك ومكمك العظم:امتص ما فيه من المخ و أكله أي أستخرج مخه بطريق المص
ومن المجاز:
مكة:
*قيل سميت مكة لأنها استخرجت من بين الأرض واختيرت
قلت:هذا المفهوم إسلامي وتفسير يظهر فيه التطور الحضاري وليس مفسرا لما سميت مكة مكة،
و قيل: بأن أهل مكة كانوا يمصون الماء مصا لشحته فلذلك سميت مكة
قلنا:هذا التفسير غريب ولم تأتي الشواهد والنصوص التاريخية
والأدبية بما يعضده فلا يلتفت إليه.
ونرى سبب التسمية لمعرفة العرب قبل الإسلام فضل مكة وفضل الحج في التطهر من الذنوب،
فسميت مكة لأنها تعني المخرجة الذنوب من داخل النفس وتطهرها
كأنها تمص الذنوب من النفس بصفة الاستقصاء
وذلك على سبيل المجاز وهذا ما تعارفت عليه العرب
ومن هذا المجاز:
*عبر عن التطهر وأزاله الأوساخ
في من قال:أمتكيت بالماء:بمعنى غسلت به وجهي،قلت بصفة
الاستقصاء في غسل الوجه، وقد مكى وجهه يمكي:غسله،
قال أبو عمرو:تمكى الغلام إذا تطهر للصلاة
*وقالته العرب أيضا مجازا في التطهر بالدم.
فقال عنترة:
إنك، والجور على سبيل --- كالمتكي بدم القتيل
*وعبر عن اليأس من شخص أو شئ
فقيل: مكى يديه منه إذا يئس منه.
قلت:وهو نفس المعنى عندما نقول في وقتنا الحاضر:
غسل يديه منه. ولعل مكى أبلغ حيث تعني اليأس التام.
*ومن المجاز أيضا:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تمكمكوا على غرمائكم) أي لا تلحوا عليهم إلحاحا يضر
بمعايشهم ولا تأخذوهم على عسرة و أنظروهم إلى ميسرة
ولا تستقصوا عليهم بأخذ كل شئ منهم فلا يستطيعون العيش بكرامة
بل الأصول بالرفق فالرحمة في ديننا واجبة حتى حين إستقضاء الدين من الغريم.
ملحوظة:بعضهم إدعي أن بكة لغة في مكة وهذا مجانب للصواب
فبكة تعني الزحام فقول الله سبحانه له الحمد
(ببكة) تعني أن مكة ستبقى المكان المزدحم مهما عمل فيها من توسعات إلى يوم القيامة
وتعني أن اسم مكة لم يكن موجودا في الزمن الغابر.
وستجد التفسير الكامل في كتابنا الذي نجهزه للطبع
ولمن يقول بثنائية اللغة:
ا-إذا أضفنا الراء إلى حرفي مك فتصبح مكر:
وتعني الاستقصاء في التدبير من الخديعة والاحتيال مع الخفية وتحسين أمرها
ب- و إذا أضفنا السين تكون مكس:
والمكس:النقص وتعني الجباية وهو أخذ الشئ على كره من صاحبه لذلك قيل المكس الظلم
والمماكسة في البيع: انتقاص الثمن و استحطاطه والمنابذة بين المتبايعين.
ت- وبزيادة اللام تكون مكل:
مكل تعني جمع الشئ القليل وبئر مكول: بئر قليلة الماء،
وما فيها إلا مكلة: أي شئ قليل مجتمع
ومكلت البئر مكولا: اجتمعت مكلتها في وسطها، وهو ما اجتمع
من الماء على قلته،
ويقال: أعطني مكلة ركيتك:جمة ركيتك،
و مكلت الركية:جمت تمكل مكولا
والممكل: الغدير القليل الماء
وأما قولهم: أستمكلت بها وتعني تزوجت بها،
فهي لغة من أستملكت بها.
ثانيا- والمكاء: خروج الشيء كالريح أو الهواء أو الدم وغيره من
داخل شئ آخر كالجوف وغيره، عن طريق النفخ مع صوت،
أو بدونه
فالمكاء هو الصفير، فالمكاء معتل الواو، من مكا الإنسان يمكو مكوا
ومكاء: إذا صفر بفيه.
والمكو هو أن يجمع بين أصابع يديه ثم يدخلها في فيه ثم يصفر بهما، وقد مكا يمكو مكاء.
قلت: و لا يكون هذا من دون إخراج الهواء من الجوف.
وفي التنزيل ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية))
و المكاء بالضم والتشديد، على وزن فعال من مكا إذا صفر:
قيل هو طائر - وأحسبه اسما لطائرين وليس لطائر واحد ولا
أملك البرهان الكامل فلن أخوض فيه-
¥