تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 رأيّهُ في الكتبِ التي وعدَ الناسَ بها

(انقطعَ حبلُ المراسلةِ بيني وبين الرافعي – رحمه الله – زهاءَ ثلاث سنين، كانت كالفترةِ التي انقطعَ فيها الوحيُ عن الرسول – صلواتُ الله عليهِ -، ثم ترادفتْ علي بعد ذلك رسائلهُ، وهذا هو أوّل كتابٍ منه بعد هذه الفترةِ):

طنطا في 21 يونيو سنة 1915

أيّها الأديبُ الفاضلُ

السلامُ عليكم ورحمة ُ اللهِ، وبعدُ،

فإنّي معتذرٌ إليكَ من تأخير ِ الرّدِ إلى الآن بالمرضِ الذي شغلني بنفسي منذ شهرينِ، فقد كددت رأسي طويلاً وآن لي أن أستريحَ قليلاً.

أمّا كتابكم فقد تلوتهُ مستبشراً بميلكم هذا الميلَ إلى الأدبِ، ويسرّني أن تستوعبوا ما تقرءونهُ حتى أتى لكم أن تستخرجوا أسماء الكتبِ التي سألتم عنها كالقرائحِ العربيةِ وغيرها، ومن أجل ذلك لا أرتابُ في أنّ لك يوماً – إن شاء اللهُ – وهو سبحانهُ المسئولُ أن يأخذَ بيدكم إلى القصدِ ممّا تطلبون.

وأمّا هذه الكتبُ التي وعدتُ النّاسَ بها فالنيّةُ معقودة ٌ عليها، وحسبكَ من جهتي أنا صحّة النيّةِ، ولكن ماذا أصنعُ والناسُ عندنا ما تعلمونَ تخاذلاً وتقصيراً وبخلاً بالدراهمِ القليلةِ ينفقونها على الأدبِ، وكيف لي أن أملأ الأسواقَ كتبي، ويدي فارغةٌ .... ؟.

لقد وضعتُ كتاباً صغيراً هذه الأيّام وهو " كتابُ المساكين " وأظنّكَ تُعجبُ به لو قرأتهُ، غيرَ أنّي لم أجد من يُعينني على طبعهِ فطويتهُ وكنتُ أوشكتُ أن أتمّهُ، وليسَ طبعهُ بالمُعجزِ، فإنّه لا يُنفقُ فيهِ أكثرُ من خمسة وعشرين جنيهاً!، ولكنّي لا أجدها الآن فأينَ هي؟!، بل أين من يقولُ هاهي؟!.

والجزءُ الثالثُ من التاريخِ لموعدكَ به بعد سنتين – إن شاءَ اللهُ – مع أنّي أكتبُ فيهِ أكثرَ من بضعة أشهر ٍ حتى يمثلَ للطبع ِ، ولكن العجزُ في التكاليفِ ... فدعني ونفسي إنّ الشرقَ لا يزالُ شرقاً.

سألتني عن قاموس ٍ عربي تشتريهِ فليسَ أحسنَ ولا أوفى من " لسان ِ العرب " فإن أعياكَ أن تجدَه لقلةِ نسخهِ فالتمس تاجَ العروس ِ وأظنّهُ كثيرَ الوجود ِ، وينبغي أن تجمعَ إليهِ " القاموسَ المحيطَ " للفيروزبادي " فإن التاجَ شرحٌ عليهِ، وضمّ إليهما " أساسَ البلاغةِ " للزمخشري فلا غنى لأديبٍ عنهُ وهو رخيصٌ كذلكَ.

واعذرني أن لا أطيلَ في الكتابةِ، فإن رأسي متألّمٌ، وقد تركتُ القلمَ حتى يرزقَ اللهُ العافيةَ بحولهِ وقوّتهِ.

والسلامُ عليكم ورحمة الله.

الداعي

مصطفى صادق الرافعي

4 – رأيهُ في طبع كتبهِ

(لمّا جاءني هذا الكتابُ خاطبتُ الشيخ عبدالرحمن البرقوقي – رحمه اللهُ – في أن تتولّى مكتبةُ البيانِ طبع " كتابِ المساكين " على نفقتها ولم يكن في ذلك من عاب، وعلى أن البرقوقي صهرٌ لشيخنا الرافعي وبينهما من الصلاتِ الأدبيةِ غير ذلك ما بينمها، فقد تأثّر جداً وبعثَ إلي بهذا الخطابِ):

طنطا في 19 ديسمبر سنة 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكَ، وبعدُ،

فإنّي شاكرٌ لكَ أدبكَ وغيرتكَ ومروءتكَ، غيرَ أنّي أعتبُ عليكَ إذ كتبتَ للشيخِ البرقوقي ما كتبتَ، فإنّي في كتابي الآخر إنّما اعتذرتُ عن عدمِ طبعِ كل كتبي لأنّي لا أملأ السوقَ ويدي خالية ٌ لا أستطيعُ أن أملأها، وفرقٌ بينَ عدم ِ امتلاءِ اليدِ، وبين ضيقها، فإنّي – والحمدُ للهِ – في يُسرٍ وإن لم أكنْ في سعةٍ.

على أنّي كنتُ مريضاً يومئذٍ فكتابتي كانت مريضة كذلكَ، والحمدُ للهِ على العافيةِ، أسأله تعالى أن يدمها لي ولكم .......... ،

....... وأختمُ بالشّكرِ لكَ مرّة أخرى والسلامُ.

مصطفى صادق الرافعي

5 – رأيّهُ في كتابِ ذكرى أبي العلاء

(كتبنا إليهِ أن أحد الأدباءِ يقولُ: إن كتبَ الرافعي أكثر ثمناً من غيرها – وطلبنا منه أن يبيّن رأيهُ في كتابِ " ذكرى أبي العلاءِ " للدكتور طه حسين – وكذلكَ ذكرنا لهُ خطأ استعمال ِ لفظةِ " المستلم " التي جاءت في إيصالاتِ اشتراكِ " كتابِ المساكين " فجاءَ منهُ هذا الجوابُ):

طنطا في 30 ديسمبر 1915

أيّها الأخُ

السلامُ عليكم، وبعدُ،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير