تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن خلال مقابلة المصادر المذكورة وجدتها متقاربة في الرواية وفي الترتيب أما عدد الأبيات فيتفق فيه كل من: شرح ابن الأنباري والزوزني، والديوان ويقترب شرح النحاس من شرح ابن الأنباري في عدد الأبيات وهذا هو عدد الأبيات في المصادر السبعة ... )

ويورد بعد ذلك المؤلف المصادر السبعة بالترتيب وعدد الأبيات في كل مصدر من هذه المصادر.

وهذه الطريقة في إثبات المعلقة لا نجدها في أي من الشروحات السابقة فهي توفر على القارئ الجهد الذي يبذله، وخاصة عندما يكون باحثاً في الموازنة بين المصادر المختلفة لمعرفة الزيادة والنقص في الأبيات في الشروحات المتقدمة.

وقد رتب المؤلف الشعراء في كتابه على منازلهم التي أنزلهم العرب عليها بداية بامرئ القيس بن حجر ثم معلقة طرافة ابن العبد، ثم زهير بن ابي سلمى، ثم لبيد بن ربيعة العامري، ثم عنترة بن شداد العبسي، ثم عمر بن كلثوم التغلبي ثم الحارث بن حلزة اليشكري ويليه الأعشى وبعده النابغة الذبياني وأخيراً معلقة عبيد بن الأبرص الأسدي. ومن منازل الشعراء ما ورد في كتب الشعراء قال أبو عبيدة: (مر لبيد بمجلس لنهد بالكوفة وهو يتوكأ على عصا فلما جاوز امرؤ فتى منهم أن يلحقه فيسأله: من أشعر العرب، فقال له لبيد: الملك الضليل، يعني امرئ القيس فرجع فأخبرهم، قالوا: ألا سألته: ثم من؟ فرجع فسأله فقال: ابن العشرين يعني طرفة، فلما رجع قالوا: ليتك كنت سألته ثم من؟ فرجع فسأله فقال: صاحب المحجن، يعني نفسه).

وبعد أن يفرغ القارئ من التمهيد والمقدمة، يبدأ في قراءة المعلقات، فالمؤلف قد عالج المعلقات بطريقة جيدة ترتب الأفكار، وترسم الخطوط العريضة في ذهن القارئ دون تشعب أو تشتت فيبدأ بالتعريف بنسب الشاعر، وسرد أهم الأحداث التي دارت حول حياة الشاعر وذلك بتوثيقها طبعاً، ثم يذكر جميع المصادر القديمة التي اعتمد عليها في إثبات المعلقة.

بعد ذلك يذكر صفة إثبات المعلقة بالتفصيل ويشرح الأبيات بتبيين المعاني الغريبة في البيت أولاً، وذكر الأماكن بالتحديد الدقيق بعيداً عن العمومية أو الإبهام كما يفعل بعض المؤلفين بأن يضع (اسم موضع) إذا عجز عن الاستقصاء والبحث.

وكان شرح الأبيات بأسلوب سهل ميسر، بسيط، بحيث يتمكن كل من قرأ الكتاب بأن يفهم المعلقات فهماً جيداً. وإذا كان للبيت أكثر من معنى وثبتت هذه المعاني عند كتب الأقدمين فإن المؤلف يذكر شرحه مع ذكر الشرح القديم للبيت وتوثيقه.

ويحتوي هذا الكتاب على فهرس للأمثال وفهرس للقوافي، وفهرس للأعلام والقبائل، وفهرس للأماكن وفهرس للغة ومن ثم ثبت المصادر والمراجع وفهرس الموضوعات.

ومن خلال ما سبق تتضح لنا قيمة هذا الكتاب العالية فهو يجمع أطرافاً كثيرة بين دفتيه وأستطيع أن أعتبره أوفى شرح صدر للمعلقات في هذا العصر يستوفي جميع جوانبها بلا استثناء وهذا ليس غريباً فالمؤلف من أرباب الأدب العربي وخاصة القديم منه.

ويأتي تكميل المجلدين السابقين بكتاب آخر خاص بشعراء المعلقات العشر للدكتور الفيصل ويقع هذا الكتاب في 171 صفحة من القطع الكبير وينصب فيه المؤلف على سبب تأليفه قائلاً: (ولم يغب عني خدمة هؤلاء الشعراء ممن سبقني، ولكنني رأيت نقصاً فأتممته، بالإضافة إلى استمرار خدمة هؤلاء الشعراء في كل عصر بل في كل عقد، وبما أنني من المنتسبين للأدب فواجبي تجاههم القيام بالتعريف بهم وها أنا أقوم بهذا الواجب فأهمية هذا الموضوع مقترنة بأهمية الرعيل الأول من الشعراء وسبب اختياره قناعة بتعميم فضل هؤلاء على قراء العربية

وهم امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد بن ربيعة، وعنترة بن شداد، وعمر بن كلثوم والحارث بن حلزة، والأعشى، والنابغة الذبياني وعبيد الأبرص الأسدي ... ).

ومن يقرأ هذا الكتاب فإنه سوف يلم بكل صغيرة وكبيرة وردت عن شعراء المعلقات العشر فالمؤلف في هذا الكتاب عكف على البحث والدراسة سنين طوال لكي يلم بجميع الأخبار التي وردت عن هؤلاء الشعراء في كتب التراث، فهو يتتبع حياة الشاعر من بدايتها وحتى نهايتها ويذكر الأحداث الكبيرة والصغيرة التي وقعت فيها ويذكر نسب الشاعر ونشأته وبلاده التي عاش فيها، ونهايته، وشاعريته وشعره وديوانه،

- والجديد في هذا الكتاب أن المؤلف اعتمد على التوثيق الدقيق بجميع الأخبار التي تخص الشعراء حتى ان المؤلف يذكر نسب الشاعر من ناحية أبيه ومن ناحية أمه، والتفصيل حياته،

هل عاش هذا الشاعر في المدينة؟ أم في القرية؟ أم في البادية

وكل ذلك طبعاً سوف يؤثر على شاعريته من قريب أو من بعيد، والتعريف الدقيق ببلاد الشاعر التي عاش فيها فالمؤلف قد وقف بنفسه على مساكن أولئك الشعراء وحددها تحديداً دقيقاً ومنها ما قد كتب عنه مقالات في الصحف.

أما شعر أولئك الشعراء فكان الاهتمام بالتفصيل في رواية هذا الشعر ومن رواه؟

حتى يصل إلى تدوين هذه الأشعار ويذكر المؤلف طبعات الديوان لكل شاعر منذ بدايتها حتى صدور هذا الكتاب وهذا ليس بالأمر السهل أبداً، ويتعسر على كثير من المحققين فالمؤلف لم يبخل بالوقت والجهد والتعب الذي بذله حتى أتم هذه الكتب بالإضافة الى تقريب هؤلاء الأعلام إلى القارئ العربي الحديث

وكما يقول المؤلف في نهاية مقدمة كتابه: (فالأمة التي لا تستند إلى ماضيها يضيع حاضرها).

وهذه عبارة عن قراءة سريعة ومختصرة لهذه الكتب القيمة التي أضافت إلى التراث ما فيه الفائدة والمتعة بأسلوبها الرائع المتميز وبما فيها من الدقة في التوثيق والتحقيق .. ومن ذلك ما كان يتطلب البحث الميداني خارج المكتبة من الوقوف على الأماكن التراثية في قلب الجزيرة من مساكن هؤلاء الشعراء وقبائلهم وتوصيفها التوصيف الدقيق للقارئ ..

المصدر ( http://www.al-jazirah.com.sa/culture/12092005/fadaat4.htm)

وشكراً للاخ أبوسعد على هذا الموضوع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير