تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الفروق بين البدل وعطف البيان]

ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[13 - 09 - 05, 02:18 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل ما حكم عليه بأنه عطف بيان يجاز بأن يحكم عليه بأنه بدل، ولا ينعكس، لأن البدل ليس مشروطاً فيه التعريف، ولا المطابقة في إفراد وتثنية وجمع، كما هو مبسوط في كب النحو، فليراجع لهذه الشروط في الكتب.

ولكن يتعين عطف البيان في مواضع حيث لا يكون فيها بدلا، وهي:

(1): أن يكون التابع مفرادا معرفة معربا، والمتبوع منادى.

نحو قولك: يا أخانا زيداً، فتجعل زيدا عطف بيان، ولا يجوز جعله بدلا؛ لأنه لو كان بدلا لكان في تقديره إعادة حرف النداء، فكان يلزم أن يكون مبنيا على الضم، كما في أمثاله من من المناديات.

وكذلك الحكم لو كان المنادى مضموما والتابع مرفوع أو منصوب، نحو يا غلامُ بشرُ أو بشراً، فلو أبدلت تعين الضم، فكنت تقول يا غلام بشرُ.

(2): أن يكون المعطوف خاليا من الألف واللام، والمعطوف عليه مقرون بها، ومجرورٌ بإضافة صفة مقرونة بها.

كقول الشاعر: (أنا ابن التاركِ البكريِّ بشرٍ .......... ). فبشرٍ هنا يتعين كونه عطف بيان على البكري، ولا يجوز أن يكون بدلا منه؛ لأن البدل فيه نية إحلاله محل الأول، ولكن لا يجوز أن يقال: (أنا ابن التارك بشرٍ؛ لأن الصفة المقرونة بالألف واللام كـ (التارك) لا يجوز أن تضاف إلا لما فيه الألف واللام كـ (البكري).

ولكن أجاز بعضهم أن يجعل بشر بدلا. كالفارسي والفراء.

(3): أن يكون الكلام يفتقر إلى رابط، ولا الرابط إلا التابع على عطفية البيان.

مثلا: (هند ضربت الرجل أخاها)، لا يجوز أن يكون نعتا؛ لأنه أعرف مما جرى عليه، ولا يجوز أن يكون بدلا، لئلا تعرو الجملة الأولى من الرابط، فتعين عطف البيان.

(4) أن يضاف أفعل التفضيل إلى عام، ويتبع بقسمي ذلك العام، ويكون المفضل أحد قسمي ذلمك العام.

نحو: (زيد أفضل الناس الرجال والنساء، أو الرجال والنساء). فالرجال والنساء عطف بيان، ولا يجوز أن يكون بدلا من الناس؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فيكون التقدير: زيد أفضل الرجال والنساء، أو النساء والرجال، وذلك لا يسوغ.

(5): أن يتبع وصف (أي) بمضاف.

نحو: (يا أيها الرجل غلام زيد). فغلام زيد لا يكون بدلا من الرجل؛ لأنه ليس في تقدير جملتين ولا وصفا؛ لأن ما فيه الألف واللام لا يوصف بالمضاف إلى العلم.

(6): أن يُفَصِّل مجرور (أيّ).

نحو: (أيُّ الرجلين زيدٍ وعمروٍ أفضلُ). فلا يصح بدل زيد وعمرو من الرجلين؛ لأنه لا يجوز أن يقال: أيّ زيدٍ وعمروٍ؛ لأن (أيّ) لا تضاف إلى مفرد معرفة، إلا عند قصد التجزئة، نحو: أيُّ الرجل أحسن أ عينه أم وجهه.

(7):أن يفصّل مجرور (كِلا).

نحو: (كلا أخويك زيد وعمرو قال ذلك)؛ لأن (كلا) لا تضاف إلأ إلى مثنى لفظاً ومعنى، أو معنى دون لفظ.

فبتقدير جعله بدلا يلزم أن يقال: كِلا زيد وعمرو. وهذا لا تضاف إلى المثنى، لا لفظا ومعنى،ولا معنى فقط دون لفظ.

(8): أن يتبع المنادى المضموم باسم الإشارة.

نحو: (يا زيدُ هذا). فـ (هذا) لا يجوز أن يكون بدلا؛ لأنه لو كان بدلا لكان منادى، وحرف الندا لا يجوز أن يحذف من اسم الإشارة. وكذا يلزم على البدلية نداء اسم الإشارة من غير وصف. وكل ذلك ممنوع.

(9): أن يتبع وصف (أي) في النداء بمنون.

نحو (يا أيها الرجلُ زيدٌ). فعلى البدلية يلزم وصف (أي) بما ليس فيه الألف واللام. وذلك لا يجوز.

(10): أن يتبع اسم جنس، أو غير ذا (أل) لمنادى مضموم.

نحو: (يا زيد الرجل)، و (يا غلام الرجل الصالح)، و (يا رجل الحارث).

أو لمنادى منصوب: نحو: يا أخانا الحارث؛ لأنه إذا جعلناه بدلا يؤدي إلى مباشرة حرف النداء ما فيه الألف واللام، فيكون التقدير: يا الرجل و يا الحارث. وذلك ممنوع.

(11): أن يتبع المنادى المكضاف باسم الإشارة.

نحو: (يا غلام زيد هذا). فإذا جعلناه بدلا يلزم نداء اسم الإشارة من غير وصف.

(12): أن يتبع وصف اسم الإشارة في النداء بمنون.

نحو: (يا هذا الطويل زيد).فتعليل هذين المسألتين يوخذ من تعليل ما تقدم، أي لزوم نداء اسم الإشارة من غير وصف.

(منقول مختصرا من رسالة العنابي (المتوفى سنة 776 هـ) المسماة: التبيان في تعيين عطف البيان.

قلت: فيبدو من كل الفروق هو وجود شروط مخصوصة في عطف بيان يجب اعتبارها فيه، مثلا: موافقته بالمتبوع في التعريف، والتنكير، وإفراد وتثنية وجمع. دون البدل، فإن ليس فيه شروط مثله.

والأمر الثاني الذي ظهر من خلال الفروق هو: (علامة البدل)، وهو حله محل المبدل منه دون عطف البيان.

لأنه يجوز أن يحل محل المعطوف. فمدار كل الفروق على هذا النقطة.

لا تنسوني في أدعيتكم ....

وأرجوا ملاحظاتكم القيمة حول هذه الفروق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير