[ثلاثة أخطار كبرى في تفسير القرآن مرتبا بحسب النزول]
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 06 - 08, 08:38 م]ـ
صدر أخيرا لمحمد عابد الجابري "مشروع" من "مشاريعه" .. فقد التفت أخيرا إلى القرآن الكريم ليتحدث عنه سافرا بعد أن كان مضمرا في ما يسميه العقل الإسلامي .. فمن التشكيك في الجمع هاهو الآن يبدأ في تفسيره .. والرجل لم ينس بعد ماضيه المنهجي فلا غرو أن تظهر نظرية الانعكاس في استحياء ولا غرو أن يبعث من زاوية النسيان المبدأالجدلي العتيد والعنيد" أصالة الواقع وتبعية الفكر" ... ومن ثم يجب تفسير القرآن بحسب نزوله .. ولما كان الرجل غير ثقة في فكره وجب البحث عن مواطن الخديعة ... وقد سطرت على عجل ثلاثة خطوط عريضة تبينتها في خلفية هذا المنهج ... وقد أعود إلى الموضوع لاحقا بإذن الله.
[ثلاثة أخطار كبرى في تفسير القرآن مرتبا بحسب النزول]
أولا:
إعطاء الأولوية للتاريخ على الدين: فترتيب القرآن بحسب الوقائع يعادل القول بأصالة الأولى وتابعية الثاني .... أعني وجوب خضوع النص للواقع لا خضوع الواقع للنص .. وهذا النهج مجمع عليه عند كل الطوائف الليبرالية والماركسية ..
ثانيا:
الإيحاء بزعم مفاده استمرارية الواقع وانقطاع النص .. فهم يربطون الحدث بالآية على وفق ما يصنع أهل الرياضيات في مجال نظرية المجموعات حيث تكون الدالة رابطة بين السابق والصورة ....
فقد انتهى القرآن المطابق لجزئيات تاريخ يقدر ب 23 سنة ... لكن الأحداث مستمرة، والوقائع متلاحقة .. فليس لهم إلا أن يقولوا:
-إما أن الأحداث بعد انقطاع نزول القرآن بقيت بدون تغطية نصية ... ومن ثم فالحاجة ملحة إلى نصوص غير القرآن لسد الفجوات.
-وإما أن القرآن مستوعب لكل ما سيأتي فثبتت لا تاريخية النص القرآني وبطل منهجهم ..
ثالثا:
هؤلاء دعوا من قبل إلى إعادة ترتيب المصحف وفق الوقائع .. -وقد قرأت ردا للشيخ عبد الله دراز على أحدهم في تقريره المرفوع إلى إدارة الجامع الأزهر- وهاهم الآن على قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك جله يتنازلون درجة: فإن لم يكن الترتيب في المصحف فليكن في التفسير ..
والمبدأ واحد في في الحالتين.
والقول بإعادة الترتيب للمتن أو الشرح يحتمل نقدا للقرآن في صورته الحالية واتهاما للسلف في أنهم جمعوا القرآن بطريقة عشوائية اعتباطية .. وهكذا سيكون المصحف عند هؤلاء متضمنا للاعتباط - فلا يكون كتابا حكيما - فإن لم يكن الاعتباط في السور فهو ما بين السور!!