"فالكلام في باب التوحيد و الصفات هو من باب الخبر، الدائر بين النفي و الإثبات، و الكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب و الإرادة، الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة و البغض نفيا وإثباتا".
3:و قال _عليه شآبيب الرحمات وجمعنا به في مستقر الجنات _ في مجموع فتاواه (19/ 157):
"و أبو حامد الغزالي لما ذكر في كتابه طرق الناس في التأويل، و أن الفلاسفة زادوا فيه حتى انحلوا، وأن الحق بين جمود الحنابلة وبين انحلال الفلاسفة ".
4: وقال _غفر الله لنا وله _ في مجموع فتاواه (28/ 198):
"و كذلك لو كان المتحاكم إلى الحاكم و العالم من المنافقين الذين يتخيرون بين القبول من الكتاب و السنة وبين ترك ذلك لم يجب عليه الحكم بينهم ".
5:قال ابن مفلح في الفروع (4/ 82):
"إحداهن: هو مخير بين رده ورد ما نقص و أخذ الثمن، وبين أخذ الأرش، وهو الصحيح .. ".
6:قال المرداوي في الإنصاف (2/ 34):
"وعنه يخير بين ترتيب إمامه و بين أن يبني على ترتيب نفسه ".
7:و قال في المقنع (مع شرحه المبدع 7/ 153):
"و إن كانت متصلة فهي مخيرة بين دفع نصفه زائدا، وبين دفع نصف القيمة وقت العقد".
8:وقال في المحرر (1/ 356):
"وقياس المذهب أن له أن يمسك بالأرش، فإن غصبت و كانت إجارتها لعمل معلوم خير بين الفسخ والصبر، وإن كانت إلى مدة خير بين الإمضاء و أخذ الغاصب بأجرة المثل، وبين الفسخ ".
و لو قيل من خلال مجموع تلك النقولات:
بأن تكرار (بين) أمر مستعمل سواء عند العرب الأوائل كما في الشواهد الشعرية، أو في النصوص الشرعية التي تكلم بها أهل الفصاحة وإن لم يجزم بأنه تكلم بها في عصر الاحتجاج؛ لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة عند جمهور المحدثين؛ و لأن من الرواة من هو أعجمي، و النحاة يضعفون الاستشهاد بالحديث، وقد ألف في ذلك رسائل علمية، و النصوص النبوية التي معنا لم تستقل بالدلالة على تقرير هذه المسألة، أو في كلام أهل العلم، لا سيما وأن حمل الكلام على وجه صحيح و عدم تخطئته أولى من تخطئته أو حمله على الشذوذ أو الضرورة، لكن ذلك لا يعني أن عدم تكرار (بين) هو الأشهر، فالمنتشر و الغالب على الاستعمال: عدم تكرار (بين)، ويجوز تكرارها، وقد يتأكد تكرارها عندما يوهم السياق معنى آخر، أو يطول الفصل فيحتاج إلى إعادة (بين) لأجل عدم اللبس .. والله أعلم ...
28/ 12/1425هـ
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 11 - 05, 08:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وقد يتأكد تكرارها عندما يوهم السياق معنى آخر، أو يطول الفصل فيحتاج إلى إعادة (بين) لأجل عدم اللبس ..
النفس تميل إلى مثل هذا، من جهة الذوق.
ولكن يحتاج الأمر إلى نقل عن أهل اللغة المتخصصين.
ـ[أبو عبدالعزيز العربي]ــــــــ[19 - 11 - 05, 03:39 م]ـ
هناك بحث في المسالة نفسها للدكتور/ عبد الرحمن الخضيري في مجلة جامعة الإمام العدد الأخير أو الذي قبله، فليراجع.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 11 - 05, 09:01 م]ـ
ظننتك تقصد تكرار بين.
كأن تقول: هذا الأمر بين بين.
وهذه لغة فصيحة.
وممن يستخدمها سيبويهِ في (الكتاب).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 04:32 م]ـ
و لو قيل من خلال مجموع تلك النقولات:
بأن تكرار (بين) أمر مستعمل سواء عند العرب الأوائل كما في الشواهد الشعرية، أو في النصوص الشرعية التي تكلم بها أهل الفصاحة وإن لم يجزم بأنه تكلم بها في عصر الاحتجاج؛ لأن رواية الحديث بالمعنى جائزة عند جمهور المحدثين
هذا إن كان ورد في حديث واحد أو أثر مفرد!
أما في هذه المسألة فالنصوص الواردة في ذلك كثيرة جدا، تحيل العادة أن تكون كلها من تصرف الرواة.
وقد أحصيت في الصحيحين فقط نحوا من ثلاثين موضعا من هذه المسألة.
وفقكم الله
ـ[العيدان]ــــــــ[29 - 08 - 06, 05:20 م]ـ
شكرا للجميع ..
أخي أبا مالك ..
إحالة العادة مثل ذلك على الأقل محل تحفظ عندي و تأمل .. و لكن هذه وجهة نظر لك محترمة ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 08 - 06, 05:28 م]ـ
شكرا للجميع ..
أخي أبا مالك ..
إحالة العادة مثل ذلك على الأقل محل تحفظ عندي و تأمل .. و لكن هذه وجهة نظر لك محترمة ..
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
تصرف الرواة معناه أن يروي الراوي بالمعنى دون اللفظ، وهذا واضح لا إشكال فيه إن شاء الله.
فإذا كان الرواة ذوي مشارب مختلفة وبلاد مختلفة ونشأ كل منهم نشأة مختلفة وطلب العلم على شيوخ غير شيوخ الآخرين، فهل يعقل أن يتفق هؤلاء جميعا على تغيير اللفظ من عدم ذكر (بين) الثانية إلى ذكرها، مع القطع بأنهم لم يتلقفوا ذلك عن بعضهم البعض؟!
لو شئتُ لذكرتُ لك أكثر من مائة نص من كتب الحديث فيه تكرار بين، وفي الصحيحين اللذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله نحو ثلاثين موضع من ذلك، فهل يقع في عقل إنسان أن كل هؤلاء يمكن أن يتصرفوا في اللفظ بروايته بالمعنى ومع ذلك يتفقوا على اللفظ الجديد؟
هذا ما أردت الإشارة إليه، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
وبارك الله فيك
¥