ـ[أبو ثغر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:40 ص]ـ
العلة الخامسة
وهي اسقاط شيء من الحديث لا يتم المعنى الا به وهذا النوع أيضا قد وردت منه أشياء كثيرة في الحديث كنحو ما رواه قوم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن ليلة الجن فقال ما شهدها منا أحد وروي عنه من طريق آخر أنه رأى قوما من الزط فقال هؤلاء أشبه من رأيت بالجن ليلة الجن فهذا الحديث يدل على أنه شهدها والاول يدل على أنه لم يشهدها فالحديثان كما ترى متعارضان وانما أوجب التعارض بينهما أن الذي روى الحديث الأول أسقط منه كلمة رواها غيره وانما الحديث ما شهدها منا أحد غيري
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:43 ص]ـ
العلة السادسة وهي أن ينقل المحدث الحديث ويغفل عن نقل 27أ السبب الموجبى له فيعرض من ذلك اشكال في الحديث أو معارضة لحديث آخر كنحو ما رواه قوم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالعرنيين الذين ارتدوا عن الإسلام وأغاروا على لقاح النبي فامر بقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وتركوا بالحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا وقد وردت عنه الروايات من طرق شتى أنه نهى عن المثلة وانما عرض هذا التعارض من أجل أن الذي روى الحديث الأول أغفل نقل سببه الذي أوجبه ورواه غيره فقال انما فعل بهم ذلك لأنهم مثلوا براعيه فجزاهم بمثل فعلهم ومن الفقهاء من يرى أن هذا كان في أول الإسلام قبل أن تنزل الحدود ثم نسخ
وقد ذهب بعض العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق آدم على صورته الى أنه مما أغفل الناقل ذكر السبب الذي قاله من أجله
ورووا أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يلطم وجه عبده وهو يقول قبح الله وجهك ووجه من أشبهك فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا ضرب احدكم عبده فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته
قالوا فاهاء انما تعود على العبد فلما روى الراوي الحديث وأغفل رواية السبب اوهم ظاهره أنها تعود على الله سبحانه وتعالى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهذا الذي قالوه ورووه غير معترض على رواية غيرهم من وجهين
أحدهما أنه قد جاء في حديث آخر خلق آدم على صورة الرحمن وجاء في حديث آخر رأيت ربي في أحسن صورة وهذا لا يسوغ معه شيء من الذي قالوه
والثاني أن الحديث له تأويل صحيح بخلاف ما ظنوه وقد تكلم فيه ابن قتيبة فلم يأت فيه بمقنع بل جاء بما لو سكت عنه لكان أجدى بما عليه
وقد تكلم فيه ابن فورك فأحسن كل الإحسان ونحن نذكر ما قال بأوجز ما يمكن ونزيد ما يتمم ذلك بحول الله تعالى فنقول ان الضمير في قوله على صورته يجوز أن يكون عائدا على آدم ويجوز أن يكون عائدا على الله تعالى فإذا كان عائدا على آدم فالغرض من الحديث الرد على الدهرية واليهود والقدرية وهذا من جوامع كلمه التي أوتيها صلى الله عليه وسلم
فوجه الرد على الدهرية من وجهين أحدهما ان الدهرية قالت ان العالم لا أول له وأنه لا يجوز أن يتكون حيوان الا من حيوان آخر قبله فأعلمنا 27ب صلىالله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورته التي شوهد عليها ابتداء من غير أن يتكون في رحم كما يتكون الجنين علقة ثم مضغة حتى يتم خلقه
والثاني أن الدهرية تزعم أن للطبيعة والنفس الكلية فعلا في المحدثات المتكونة غير فعل الله تعالى عن قولهم فأعلمنا أيضا أن الله تعالى خلقه على هيئته التي عليها وانفرد بذلك دون مشاركة من طبيعة ولا نفس
ووجه الرد منه على اليهود لعنهم الله أن اليهود يزعمون أن آدم في الدنيا كان على خلاف صورته في الجنة وأن الله تعالى لما أهبطه من جنته نقص قامته وغير خلقته فأعلمنا بكذبهم فيما يزعمون وأعلمنا أنه خلقه في أول أمره على صورته التي كان عليها عند هبوطه
ووجه الرد منه على القدرية أن القدرية زعمت أن افعال البشر مخلوقة لهم لا لله تعالى عن قولهم وهو نحو ما ذهبت اليه الدهرية من أن للنفس والطبيعة أفعالا غير فعل الله تعالى فأفادنا أيضا بطلان
قولهم وأعلمنا أن الله تعالى خلقه وخلق جميع أفعاله فهذا ما في الهاء من القول اذا كانت عائدة على آدم صلىالله عليه وسلم
¥