[مقامات السكندري: لشيخنا الفاضل أحمد شحاته]
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[20 - 01 - 06, 02:59 م]ـ
بسم الله
لله در الشيخ أحمد شحاته فإن له قلم يخبرك بقوة و متانة غابت عنا فى هذا الزمان يشعرك بأنك تقرأ لرجل من رجال السلف بحق
و ليس لمديح الأغيلمة من أمثالى وزن فى زيادة قدر الشيخ الذى يعلمه كل أحد لذلك سأقتصد و أقتصر على نقل هذه المقامات و هى تتحدث عن نفسها.
نسأل الله أن يبارك لنا فى عمر الشيخ و أن يجزيه عنا خير الجزاء.
مقدمة المقامات
...
بسم الله الرحمن الرحيم
عُونَكَ اللهمَّ وتوفيقَكَ
نحمدك يا ذا الجلال والإكرام. ونستهديك لما فيه صلاح أمة الإسلام. ونسترشدك إلى ما يعصمنا من الفتن والبلايا. ونسألك الإعاذة من الشرور والمصائب والرزايا. إنَّك أهلُ التقوى والمغفرة. وواهبُ الخيرات فى الدُّنيا والآخرة.
وبعد ...
فهذه مقامات قصار. أنشأتها على وجه الاضطرار. واقتبستها من بعض دلائل الأخبار. وأقمتها إقامة السهم والسنان. وأودعتها خلاصة معارفى عن النَّاس والزَّمان.
وقديماً عابوا الزمان بتغير أحوال بنيه. وبخفوت صوت العاقل وعلو صوت السفيه. فقال قائلُهم:
إذا كَانَ الزَّمَانُ زَمَانَ عُكْلٍ وَتَيْمٍ فالسَّلامُ عَلَى الزَّمَانِ
زَمَانٌ صَارَ فِيْه العِزُّ ذُلاً وَصَارَ الزُّجُّ قُدَّامَ السِّنَانِ
وللَّه درُّ الشهابُ الخفاجى. الذى اعتلى من الأدب برجَه العاجى. فقد قابله رفقاء زمانه بكيدهم. فقال متأففاً من جهلهم ومكرهم:
رأيتُ الدَّهرَ يرفعُ كلَّ وَغْدٍ ويخفضُ كلَّ ذى شِيْمٍ شَرِيفَةْ
كَمِثْل البَحْرِ يَغْرَقُ فيه حَىٌّ ولا ينفكُ تطفو فيه جِيفَةْ
أو الميزانِ يخفضُ كلَّ وافٍ ويرفعُ كلَّ ذى زِنَةٍ خَفِيفَةْ
وهذا حين الشروع فيما قصدت. وعلى الله الكريم اعتمدت. وبعونه وتوفيقه اعتضدت. والله الموفق لا رب سواه. ولا معبود بحق الإ ايَّاه.
المقامة الأولى
الشكاية بمظاهر الإنحراف عن طرق الهداية
قال إمام المحدثين، أبوعبد اللَّه البخارى ((الجامع الصحيح)) (6697،6696):
حَدَّثنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:] إِنَّ الْمُنَافِقِينَ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنْهُمْ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يَوْمَئِذٍ يُسِرُّونَ، وَالْيَوْمَ يَجْهَرُونَ [.
حَدَّثَنَا خَلَّادٌ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:] إِنَّمَا كَانَ النِّفَاقُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَإِنَّمَا هُوَ الْكُفْرُ بَعْدَ الْإِيمَانِ [.
... *** ...
حدَّثنى صدقة بنُ قوَّال. وكان لا يكذب قطُّ فى الأقوال. قال: إنَّ قلبى لجريح. فقد انتشر الداءُ القبيح. الذى وردت بشأنه صادقاتُ الأخبار. بأنَّ أهله فى الدرك الأسفل من النَّار. وكثر أشياعُه حتَّى بلغ السيلُ الزُّبى. وتحكموا فى الرقاب والبلاد واستولوا على الوديان والرُّبَى. ولولا أنى على الحياة حريص. لأمليت من أخبارهم أقاصيص. وهاأنذا أبثك بعض ما عندى من اللأولاء. عن مضمون هذه القضية الشوهاء. بكلام أخشى لو سمعوه. أهدروا دمى وأهرقوه. فقلت: قل وأنا لك الفدا. مما تخاف من كيد العدا. ولا تخشى فى اللَّه لوما. فقد خاب من حمل ظلما. فبُثنى شكواك. واللَّه يرعانى ويرعاك.
فقال: لا حول ولا قوة إلا باللَّه الواحد. اشتبه الموحِّد بالملحد الجاحد. وعلت أصوات النفاق وآذت الأسماع. وصارت معارف أهل الإيمان من سقط المتاع. وتسنَّم الذروة من كان فى النفاق ضليعا. فلو قيس به أبى بن سلول لكان وضيعا. ممن يقول بحلِّ أموال نسل القردة والخنازير. ويصحِّح القول بجواز بيع الخمر والخنزير. ويحسن الركوع و السجود والجهر بفرائض الطاعات. ولكن فى غير قبلة الصلاة ومساجد الجماعات. فهو أحرُّ من الجمر على الصدور والأفئدة. وأطيش من فراشة أبصرت ناراً موقدة. رقية البهتان والضلال. وقائد جيش الأعور الدجال. يفنى عدد الرمال ونجوم السماء. ولا تفنى معائبُه التى عجزعنها العد والإحصاء. فصدارته معرة المديح والفخر. أرخصت ثمن
¥