فَبَعضُ الماءِ ماءُ رَبابِ مُزنٍ «•» وَبَعضُ الماءِ مِن سَبَخٍ مِلاحِ
سَيَكفيكَ العَواذِلَ أَرحَبِيٌّ «•» هِجانُ اللَونِ كَالفَرَدِ اللَياحِ
يَعُزُّ عَلى الطَريقِ بِمَنكَبَيهِ «•» كَما اِبتَرَكَ الخَليعُ عَلى القِداحِ
تَعَزَّت أُمُّ حَزرَةَ ثُم قالتْ «•» رَأَيْتُ المُورِدِينَ ذَوِي لِقاحِ
تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها «•» بأَنفاسٍ مِن الشَّبِمِ القَراحِ
سَأَمْتاحُ البُحُورَ فَجنِّبِينِي «•» أَذاةَ اللَّوْمِ وانتَظِرِي امْتِياحي
ثِقِي باللّهِ ليْس له شَرِيكٌ «•» ومِن عِندِ الخَلِيفَةِ بالنَّجاحِ
أَغِثني يا فداكَ أَبي وَأُمّي «•» بِسَيبٍ مِنكَ إِنَّكَ ذو اِرتِياحِ
فإِنِّي قد رَأَيْتُ عَلَيَّ حَقّاً «•» زِيارَتِيَ الخَلِيفَةِ وامْتِداحِي
سَأَشكُرُ أَن رَدَدتَ عَلَيَّ ريشي «•» وَأَثبَتَّ القَوادِمَ في جَناحي
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَن رَكِبَ المَطايا «•» وأَندَى العالَمِينَ بُطُونَ راحِ
وَقَومٍ قَد سَمَوتَ لَهُم فَدانوا «•» بِدُهمٍ في مُلَملَمَةٍ رَداحِ
أَبَحْتَ حِمَى اليَمامَةِ بَعْدَ نَجْدٍ «•» وما شَيْءٌ حَمَيْتَ بمُسْتَباحِ
لَكُمْ شُمُّ الجِبالِ مِن الرَّواسِي «•» وأَعْظَمُ سَيْلِ مُعْتَلَجِ البِطاحِ
دَعَوتَ المُلحِدينَ أَبا خُبَيبٍ «•» جِماحاً هَل شُفيتَ مِنَ الجِماحِ
فَقَد وَجَدوا الخَليفَةَ هِبرِزِيّاً «•» أَلَفَّ العيصِ لَيسَ مِنَ النَواحي
فَما شَجَراتُ عيصِكَ في قُرَيشٍ «•» بِعَشّاتِ الفُروعِ وَلا ضَواحي
رَأى الناسُ البَصيرَةَ فَاستَقاموا «•» وَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصِحاحِ
وقد قالوا في قوله:
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَن رَكِبَ المَطايا «•» وأَندَى العالَمِينَ بُطُونَ راحِ
هو أمدح بيت قالته العرب في الإسلام. وكان امتدح بالقصيدة عبد الملك بن مروان، ولما قال في أولها:
أَتَصحو بَل فُؤادُكَ غَيرُ صاحِ
قال عبد الملك: بل فؤادك!
ثم تمادى في الإنشاد إلى أن قال:
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَن رَكِبَ المَطايا «•» وأَندَى العالَمِينَ بُطُونَ راحِ
فطرب الملك وأخذته الأريحية وكان متكئا فجلس وقال: من مدحنا فليمدحنا بمثل هذا
أو ليسكت! ثم قال: يا جرير، أترى أم حزرة ترويها مائة ناقة سود الحدق؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الإبل إباق ونحن مشايخ ليس بأحدنا فضل على راحلته. فلو أمرت بالرعاة؟
فأمر له بثمانية أعبد وكانت بين يدي عبد الملك صحاف فضة يقرعها بقضيب بيده. فقال جرير: والمحالب، يا أمير المؤمنين؟ وأشار إلى صفحة منها. فنبذها إليه بالقضيب.
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:10 ص]ـ
من الحكم في الشعر قول الأضبط بن قريع
لِكُلِّ هَمٍّ مِنَ الهُمومِ سَعَه «•» وَالمُسيُ وَالصُبحُ لا فَلاحَ مَعَه
ما بالُ مَن سَرَّهُ مُصابُكَ لا «•» يَملِكُ شَيئاً مِن أَمرِهِ وَزَعَه
أَذودُ عَن حَوضِهِ وَيَدفَعُني «•» يا قَومِ مَن عاذِري مِنَ الخُدَعَه
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ «•» أَقبَلَ يَلحى وَغَيُّهُ فَجَعَه
قَد يَجمَعُ المالَ غَيرُ آكِلِهِ «•» وَيَأكُلُ المالَ غَيرُ مَن جَمَعَه
وَيَقطَعُ الثَوبَ غَيرُ لا بِسِهِ «•» وَيَلبِسُ الثَوبَ غَيرُ مَن قَطَعَه
فَاِقبَل مِنَ الدَهرِ ما أَتاكَ بِهِ «•» مَن قَرَّ عَيناً بَعَيشِهِ نَفَعَه
وَصِل حِبالَ البَعيدِ إِن وَصَلَ ال «•» حَبلَ وَاِقصِ القَريبَ إِن قَطَعَه
وَلا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أَن «•» تَركَعَ يَوماً وَالدَهرُ قَد رَفَعَه
من أمثال عدي بن زيد السائرة قوله:
كفى واعظاً للمرءِ أيامُ دهرِه «•» تروحُ له بالواعظاتِ وتغتدي
عَنِ المَرْءِ لاَ تَسأَلْ وسَل عن قرينِهِ «•» فَإنَ القَرينَ بالمقارِن يَقتَدِي
من جوامع لبيد قوله:
واكْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها «•» إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ يُزْرِى بالأَمْلْ
غَيْرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى «•» واخْزُها بالبِرِّ للهِ الأَجَلّْ
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 11:14 ص]ـ
أخبار الحطيئة في الهجاء
¥