تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - وقوله: وإنما هو علم منتزع من استقراء هذه اللغة، فليس بمسوغ لمخالفة ما أجمعوا عليه به، فكم من علوم استنبطت بالاستقراء وتلقتها الأمة بالقبول،

5 - ولو قال قائل: إن إجماع الأمة لا يكون حجة إلا إذا كان على ما له أصل في الشرع، لحق لعاقل أن يجيبه: إن لازم قولك القول بأن إجماع الأمة لا مفهوم له، وعلم اللغة ليس بأبتر فنتكلف البحث له عن أصل، فاستقراء اللغة واستنباط قواعدها ارتكز على أصلين: القرآن الكريم وكلام العرب، فيلزمك بما اشترطت في قولك قبول ما أجمعوا عليه من قواعد مستنبطة من القرآن الكريم ويلزمك قبول ما أجمعوا عليه من قواعد مستنبطة من كلام العرب ودل القرآن عليها و يلزمك قبول ما أجمعوا عليه في كلام العرب وتلقته الأمة بالقبول وليس في القرآن الكريم دليل عليه

6 - فإن قال: إنه قد يوجد المسألة يجمعون عليها وفي القرآن الكريم خلافها، قلت: هذا ليس بإجماع بما اشترطته في قولك فتحتج علينا به، ولا يكون هذا حتى يوجد من يسير على الحق مظهرا له منكرا على من خالف فيه ليتحقق ما أخبر به الصادق المصدوق من استحالة اجتماع الأمة على الضلالة

قال ابن جني 217/ 1:

فمما جاز خلاف الإجماع الواقع فيه منذ بديء هذا العلم وإلى آخر هذا الوقت، ما رأيته أنا في قولهم: (هَذَا جُحْر ضَبٍّ خَرِبٍ) فهذا يتناوله آخر عن أول، وتال عن ماض على أنه غلط من العرب، لا يختلفون فيه ولا يتوقفون عنه، وأنه من الشاذ الذي لا يحمل عليه، ولا يجوز رد غيره إليه.

قلت القول بأن النحاة مجمعون على القول ببطلانه فيه نظر من وجهين:

- أن الإجماع المزعوم يوحي بإجماع جميع النحاة بصريهم وكوفيهم وليس كذلك إنما المقصود نحاة البصرة

- أن إجماع نحاة البصرة على ذلك غير صحيح فقد فسر ذلك الخليل رحمه الله، ولو كان غلطا لما تكلف عناء تخريجه، وقد قال بالجر بالجوار الأخفش وأبو عبيدة وفسر به ابن جرير الطبري رحمه الله آية في كتاب الله، ولا أراه أخذه إلا عن أئمة النحو

والله أعلم

ولعل الشيخ أبا مالك العوضي يزيد الأمر بيانا وتفصيلا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 03:18 م]ـ

شيخنا الفاضل عبد العزيز المغربي!

لا أريد أن نتكلم في مبحث الإجماع عموما، فإن الكلام فيه يطول!!

ولكن نريد أن نركز على مذهب ابن جني ومنهجه فقط في هذه المسألة

وأذكر لك شيئا لعله يساعد في ذلك، علينا أن نجمع ونستقرئ مواضع الإجماع والخلاف في كتابه الخصائص، وبعد ذلك نناقش مذهبه وما نستنبطه من كلامه

أترك لك الوقت للاطلاع والمدارسة، ونتقابل بعد حين

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير