تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من بعيد (قصيدة)]

ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[24 - 02 - 06, 06:02 م]ـ

صوت المغنى من بعيدْ

يشدو بأغنية حزينةْ

يشكو غرامَ حبيبةٍ

هجرته في ليلِ المدينةْ

ويروحُ يبحثُ في الدروبِ لعلهُ

يجد التى أضنت عيونَهْ

صوت المغنى من بعيدْ

يأتى ليقتحمَ الشبابيكَ المغلقةَ الزجاجْ

والشاعرُالصعلوكُ يقبعُ خلفَ مكتبه العتيقْ

كيما يراود كلْمةً عن نفسها

كيما يعمر وجه هذى الأرض بالأدب الرفيعْ

ويصوغ من دمه عبارات منيرةْ

ليبشر التعساء بالفجر الجديدْ

حيث السعادة للجميعْ

ويروح يخبز من لهيب الحرفِ …

أرغفة لكل الجائعينْ

لا يرهب الأعداء والسيف الخئونْ.

...

صوت المغنى من بعيدْ

يشدو بأغنية الهوى

يشكو عيون حبيبةٍ

كالبحر زرقاء البريقْ

جذبته هاتيك العيون إلى العميقْ

أواه آه للونها أو سحرها

أو قدِّها

ذاك الذى يلقيه في بحر الهوى

مثل الغريقْ

والشاعر الصعلوك يقتات الأسى

حزناً على وطن تمزق ألف أمةْ

كانت بلاد اللهِ

من هذا المحيط إلى المحيط لنا وطنْ

والآن تذريها الرياح على الطريقْ

هل تصلح الأشعار ما كسر الزمنْ.

...

صوت المغنى من بعيدْ

خَدر تسلل في الوريدْ

نوم يداعب حلم شعبٍ

أدمن الصمت الخنوعْ

خمسون عامًا أو يزيدْ

والصمتُ يسكنُ في الضلوعْ

والقدس تستجدى الرجوعْ

وعلى رصيف الصمتِ

قد غفت القصائدُ لاتفيقْ

وتشردالوطن الكبير من المحيط إلى المضيقْ

والشاعر الصعلوك يبكى بالدموعْ

يبكى على وطن تناعس أهلُه

لكن عين عدوهم

دوماً تراقب خطوهم

دوماً تراقب من بعيد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير