ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 02:45 م]ـ
استفدت من عمل أخي البيساني كثيرا، وغيرت أشياء يسيرة من الضبط
(اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ قَوْلاً بِالْحَقِّ، وَعَمَلاً بِهِ، وَطَلَبًا لِلرَّشَدِ، وَانْتِهَاءً إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَشْغَلَنَا الْهَزْلُ عَنِ الْجِدِّ، وَأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الْبَاطِلُ دُونَ الْحَقِّ، وَأَنْ نَهْرُبَ إِلَى دَعَةِ الْجَهْلِ وَحَلاَوَتِهِ عَنْ تَكَلُّفِ الْعِلْمِ وَمَرَارَتِهِ، وَأَنْ يَغُرَّنَا ثَنَاءُ النَّاسِ عَلَيْنَا عَنْ أَنْفُسِنَا، وَأَنْ يَغْلِبَنَا حُسْنُ ظُنُونِهِمْ عَنْ يَقِينِنَا، وَأَنْ نَقْنَعَ مِنَ الْعِلْمِ بِالتَّظَرُّفِ، وَنَرْضَى مِنَ الأَدَبِ بِالاِسْمِ، وَمِنَ الْفَهْمِ بِالرَّسْمِ، فَقَدْ كَثُرَ الْمُدَّعُونَ، وَقَلَّ الْمُتَحَقِّقُونَ، وَتَرَاضَى الْنَاسُ بِأَنْ يُقِرَّ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ بِمَا هُمْ عَارُونَ مِنْهُ، وَقَنِعُوا بِأَنْ يَتَسَمَّوْا بِمَا هُمْ خَالُونَ مِنْهُ، فَصَارَ الْعِلْمُ بِالْمُجَادَلِةِ، وَأَصْبَحَ الأَدَبُ بِالشَّغْبِ وَالْمُصَايَحَةِ، وَجَلَسَ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ عَالِمٌ لَمْ يَعْلَمْ، وُمُفَهِّمٌ لَمْ يَفْهَمْ، يَتَسَلَّلُ مِنَ الْعِلْمِ لِوَاذًا، وَيُدَاخِلُ أَهْلَ الْحَقَائِقِ بِالْمَخَارِيقِ، وَيَسْبَحُ فِي أَوْدِيةِ الدَّعْوَى بِكَفِّ الْبَاطِلِ، فَإِنْ طُولِبَ بِبُرْهَانٍ تَتَرَّسَ بِالْعَرْبَدَةِ، وَإِنْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ تَأَخَرَّ وَتَشَاغَلَ بِالْمُعَارَضَةِ.
وَمَا أَخْوَفَنِي أَنْ أَذُمَّ الزَّمَانَ وَأَنَا آلَتُهُ، وَأَقَعَ فِي الْمُدَلِّسِينَ وَأَنَا مِنْهُمْ، وَأَشْكُوَ الزَّمَانَ وَأَنَا هَنَتُهُ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ.
ثُمَّ إِنَّ هَذَا كِتَابٌ صَنَّفْنَاهُ نُدَارِي بِهِ الزَّمَانَ، وَنُجَانِسُ بِتَأْلِيفِهِ الْوَقْتَ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ تَصْنِيفٌ يَحْكِيهِ، وَفِي كُلِّ وَقْتٍ عِلْمٌ يَقْتَضِيهِ، وَرُبَّمَا ضَاقَ الْوَقْتُ عَنْ صَرْفِ الْجِدِّ، وَجَلَّ عَنْ كُلِّ هَزْلٍ، فَاحْتِيجَ إِلَى سُلُوكِ طَرِيقَةٍ بَيْنَهُمَا، وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ، وَنَحْنُ نَخْرُجُ مِنْ عُهْدَةِ هَذَا الْكِتَابِ، وَنَبْرَأُ إِلَى النَّاظِرِ فِيهِ مِنْ عَيْبِهِ عِنْدَهُ، وَنَكْشِفُ لَهُ عَنْ صُورَتِهِ فِيهِ، لِيَكُونَ نَظَرُهُ فِيهِ عَنْ بَصِيرَةٍ، وَتَرْكُهُ عَنْ مَعْرِفَةٍ، فَإِنْ طَلَبَهُ غَيْرَ عَارِفٍ بِفَضْلِهِ كَانَ مُقَلِّدًا، وَإِنْ رَفَضَهُ دُونَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ كَانَ مُتَحَامِلاً مُتَعَصِّبًا)
وجزاكم الله خيرا
(تنبيه)
لم أعرف صاحب النص، ولكن يبدو لي من أسلوبه أنه من المتأخرين بعد القرن الخامس
فلعل الشيخ الفهم الصحيح يفيدنا!
ودمتم بخير
ـ[أحمد البيساني]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:27 م]ـ
جزى الله خيرا أخي/ أبو مالك العوضي
ولكن لماذا ضبطت (للرشد) بفتح الشين وليس السكون؟
وضبطت (عارون) بالتخفيف؟
وضبطت (يغرنا) بضم الغين؟
أفدنا أفادك الله، وبارك لك في علمك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 03:51 م]ـ
وجزاك ربي خير الجزاء وأفضله، وأزكاه وأنماه
(الرشد) فيها لغتان، ضبطتَ أنت بإحداهما وهي (الرُّشْد) بضم فسكون
وضبطتُ أنا بالأخرى وهي (الرَّشَد) بفتحتين
وقد آثرتُ ذلك التنويع ليعلم الإخوة أن فيها لغتين ولتعم الفائدة
(عارون) بتخفيف الراء، ولا أدري ما الذي جعلك تظن الصواب في التشديد؟ فهي من (عَرِيَ يَعْرَي عُرْيًا فهو عارٍ والجمع عارُون) مثل قاضٍ وقاضُون وغازٍ وغازُون وباقٍ وباقون، وهكذا.
(يغرنا) بضم الغين قولا واحدا؛ لأنه متعد، وأما يغِرُّ بالكسر فهو لازم
وهذا جار على القياس؛ فإن قياس كلام العرب في المضعف المفتوح العين في الماضي أن يكون مكسور العين في المضارع إن كان لازما مثل (قل يقل) وأن يكون مضموم العين في المضارع إن كان متعديا مثل (رد يرد).
وللتوسع في هذه القاعدة ومعرفة ما شذ منها عليك بالنظر في خاتمة (المصباح المنير) فقد فصل في هذه القاعدة وذكر كثيرا من الفوائد غيرها.
والله أعلى وأعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 03 - 06, 04:38 م]ـ
هذه محاولة مني لتشكيل النص:
( ... فَصَارَ الْعِلْمُ بِالْمُجَادَلِةِ ...
وفقكما الله أخوي الكريمين ... ويسر لكما كل عسير.
لم يبق عليك أخي الفاضل أحمد إلا هذا الحرف ... فلم يدخل في تصويبات الكريم أبي مالك ... ويغلب على ظني أنه مما سهت عنه الأصابع إذ لم يقدها الفكر إلى ذلك يقينا ...
والكلام لأبي بكر الخوارزمي محمد بن العباس < تـ 383 > في طليعة كتابه [الأمثال المولدة]. والله أعلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[05 - 03 - 06, 07:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا المفيد / الفهم الصحيح.
وبارك الله في الإخوة الأفاضل الذين شاركوا.
وليتك - بارك الله فيكم شيخنا - أن تضعوا لنا نصاً آخر نستفيد من مشاركة الإخوة، وإن لم نشارك.
والله المستعان.
¥