تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَبِحَسْبِ عِظَمِ مَزِيَّتَهِ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ يَعْظُمُ حَقُّ التَّشَارُكِ فِيْهِ، وَكَمَا تَجِبُ حِيَاطَتُهُ، تَجِبُ حِيَاطَةُ المُتَّصِلِ بِهِ وَبِسَبَبِهِ، وَمَا عُقُوْقُ الوَالِدَ البِرِّ، وَقَطِيْعَةُ الأَخِ المُشْفِقِ بِأَشْنَعَ ذِكْرًا، وَلا أَقْبَحَ وَسْمًا مِنْ عُقُوْقِ مَنْ نَاسَبَكَ إلَى أَكْرَمِ آبَائِكَ، وَشَارَكَكَ فِي أَفْخَرِ أَنْسَابِكَ، وَقَاسَمَكَ فِي أَزْيَنِ أَوْصَافِكَ، وَمَتَّ إِلَيْكَ بِمَا هُوَ حَظُّكَ مِنَ الشَّرَفِ، وَذَرِيْعَتُكَ إِلَى الفَخْرِ.

وَكَمَا لَيْسَ مِنْ شَرْطِ صِلَةِ رَحِمِكَ أَنْ تَحِيْفَ لَهَا عَلَى الحَقِّ، أَوْ تَمِيْلَ فِي نَصْرِهَا عَنِ القَصْدِ؛ فَكَذَلِكَ لَيْسَ مِنْ حِكَمِ مُرَاعَاةِ الأَدَبِ أَنْ تَعْدِلَ لأَجْلِهِ عَنِ الإِنْصَافِ، أَوْ تَخْرُجَ فِي بَابِهِ إِلَى الإِسْرَافِ؛ بَلْ تَتَصَرَّفُ عَلَى حُكْمِ العَدْلِ كَيْفَ صَرَفَكَ؟، وَتَقِفُ عَلَى رَسْمِهِ كَيْفَ وَقَفَكَ؟؛ فَتَنْتَصِفَ تَارَةً، وَتَعْتَذِرَ أُخْرَى، وَتَجْعَلَ الإِقْرَارَ بِالحَقِّ عَلَيْكَ شَاهِدًا لَكَ إِذَا أَنْكَرْتَ، وَتُقِيْمَ الاسْتِسْلامَ لِلْحُجَّةِ - إِذَا قَامَتْ - مُحْتَجًّا عَنْكَ إِذَا خَالَفْتَ؛ فَإِنَّهُ لا حَالٌ أَشَدُّ اسْتِعْطَافًا لِلْقُلُوْبِ المُنْحَرِفَةِ، وَأَكْثَرُ اسْتِمَالَةً لِلْنُّفُوسِ المُشْمَئِزَّةِ مِنْ تَوَقُّفِكَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ إِذَا عَرَضَتْ، وَاسْتِرْسَالِكَ لِلحُجَّةِ إِذَا قَهَرَتْ، وَالحُكْمِ عَلَى نَفْسِكَ إِذَا تَحَقَّقَتْ الدَّعْوَى عَلَيْهَا، وَتَنْبِيْهِ خَصْمِكَ عَلَى مَكَامِنِ حِيَلِكَ إِذَا ذَهَبَ عَنْهَا، وَمَتَى عُرِفْتَ بِذَلِكَ صَارَ قَوْلُكَ بُرْهَانًا مُسَلَّمًا، وَرَأْيُكَ دَلِيْلاً قَاطِعًا، وَاتَّهَمَ خَصْمُكَ مَا عَلِمَهُ وَتَيَقَّنَهُ، وَشَكَّ فِيْمَا حَفِظَهُ وَأَتْقَنَهُ، وَارْتَابَ بِشُهُوْدِهِ وَإِنْ عَدَّلَتْهُمُ المَحَبَّةُ، وَجَبُنَ عَنْ إِظْهَارِ حُجَجِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيْهَا غَمِيْزَةً، وَتَحَامَتْكَ الخَوَاطِرُ فَلَمْ تَقْدُمُ عَلَيْكَ إِلاَّ بَعْدَ الثِّقَةِ، وَهَابَتْكَ الأَلْسُنُ فَلَمْ تَعْرِضْ لَكَ إِلاَّ فِي الفَرْطِ وَالنُّدْرَةِ).

ـ[بن طاهر]ــــــــ[08 - 03 - 06, 02:03 م]ـ

وفقكم الله.

قال أديب: (التفاضل - أطال الله بقاءك - داعية التنافس والتنافس سبب التحاسد وأهل النقص رجلان رجل اتاه التقصير من قبله وقعد عن الكمال باختياره فهو يساهم الفضلاء بطبعه ويحنو على الفضل بقدر سهمه واخر رأى النقص ممتزجا بخلقته ومؤثلا في تركيب فطرته فاستشعر اليأس من زواله وقصرت به الهمة عن انتقاله فلجأ إلى حسد الأفاضل واستغاث بانتقاص الأماثل يرى أن أبلغ الأمور في جبر نقصه وستر ما كشفه العجز عن عورتهم اجتذابهم إلى مشاركته و وسمهم بمثل سمته وقد قيل:

و إذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود

صدق والله وأحسن كم من فضيلة لو لم تستثرها المحاسد لم تبرح في الصدور كامنة ومنقبة لو لم تزعجها المنافسة لبقيت على حالها ساكنة لكنها برزت فتناولتها ألسن الحسد تجلوها وهي تظن أنها تمحوها وتشهرها وهي تحاول أن تسترها حتى عثر بها من يعرف حقها واهتدى إليها من هو أولى بها فظهرت على لسانه في أحسن معرض واكتست من فضله أزين ملبس فعادت بعد الخمول نابهة وبعد الذبول ناضرة وتمكنت من بر والدها فنوهت بذكره وقدرت على قضاء حق صاحبها فرفعت من قدره {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

قدْ تعطّلَ الموقعُ البارحةَ عِنْدِي فتأخَّرتُ كلَّ التّأخّر هذه المرّة، وأسأل اللهَ ألاَّ أكون عِبْئًا على إخْوَتِي الكِرَام - أَحْسَنَ اللهُ إلَيْهمْ وَبَارَكَ فِيهِمْ -، وَأَعْتَذِرُ عَمَّا نَدَّ مِنِّي من خطأٍ فِي ضَبْطِ النَّصِّ السَّابِقِ فَقَدْ كُنْتُ عَلَى عَجَلَةٍ مِن أَمْرِي. وَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُثَبِّتَنِي فِيمَا يَأْتِي وَإيَّاكُمْ. وَلِمنْ سألني من الإخوة الكرام ثمَّ لم يجد جوابي أقولُ: حفظكم اللهُ وزادكم حرصًا على العلم النّافع، والْتَمِسوا لي العذر فالمشاغلُ كثُرَت عليَّ، والموقعُ يتعطَّل (عندي) كلَّ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير