(وَمَا زِلْتُ أَرَى [أُرَى] أَهْلَ الأَدَبِ - مُنْذُ أَلْحَقَتْنِي الرَّغْبَةُ بِجُمْلَتِهِمْ، وَوَصَلَتْ العِنَايَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ - فِي أَبِي الطَّيِّبِ - أَحْمَدَ بْنَ الحُسَيْنِ - المُتَنَبِّي فِئَتَيْنِ: مِنْ مُطْنِبٍ فِي تَقْرِيظِهِ، مُنْقَطِعٍ إلَيْهِ بِجُمْلَتِهِ، مُنْحَطٍّ فِي هَوَاهُ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ، يَلْتَقِي مَنَاقِبَهُ إذَا ذُكِرَتْ بِالتَّعْظِيمِ، وَيُشَيِّعُ [يُشِيعُ] مَحَاسِنَهُ إذَا حُكِيَتْ بِالتَّفْخِيمِ، وَيَعْجَبُ وَيُعِيدُ وَيُكَرِّرُ وَيَمِيلُ عَلَى مَنْ عَابَهُ بْالزَّرَايَةِ وَالتَّقْصِيرِ، وَيَتَنَاوَلُ مَنْ يَنْقُصُهُ بِالاِسْتِحْقَارِ وَالتَّجْهِيلِ، فَإنْ عَثَرَ عَلَى بَيْتٍ مُخْتَلِّ النِّظَامِ أَوْ نُبِّهَ عَلَى لَفْظٍ نَاقِصٍ عَن التَّمَامِ الْتَزَمَ مِنْ نُصْرَةِ خَطَئِهِ وَتَحْسِينِ زَلَلِهِ مَا يُزِيلُهُ عَنْ مَوْقِفِ المُعْتَذِرِ، وَيَتَجَاوَزُ بِهِ مَقَامَ المُنْتَصِرِ؛ وَعَائِبٍ يَرُومُ إزَالَتَهُ عَنْ رُتْبَتِهِ، فَلَمْ يُسَلِّمْ لَهُ فَضْلَهُ، وَيُحَاوِلُ حَطَّهُ عَنْ مَنْزِلَةٍ بَوَّأَهُ إيَّاهَا أَدَبُهُ، فَهُوَ يَجْتَهِدُ فِي إخْفَاءِ فَضَائِلِهِ، وَإظْهَارِ مَعَايِبِهِ، وَتَتَبُّعِ سَقَطَاتِهِ، وَإذَاعَةِ غَفَلاتِهِ.
وَكِلا الفَرِيقَيْنِ إمَّا ظَالِمٌ لَهُ أَوْ لِلأَدَبِ فِيهِ. وَكَمَا أَنَّ الاِنْتِصَارَ جَانِبٌ مِن العَدْلِ لا يَسُدُّهُ الاِعْتِذَارُ، فَكَذَلِكَ الاِعْتِذَارُ جَانِبٌ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِن الاِنْتِصَارِ. وَمَنْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا وَقَفَتْ بِهِ المَلامَةُ بَيْنَ تَفْرِيطِ المُقْصِرِ وَإسْرَافِ المُفْرِطِ. وَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا، وَأَقَامَ بَيْنَ كُلِّ حَدِيثٍ فَصْلاً، وَلَيْسَ يُطَالَبُ البَشَرُ بِمَا لَيْسَ فِي طَبْعِ البَشَرِ، وَلا يُلْتَمَسُ عِنْدَ الآدَمِيِّ إلاَّ مَا كَانَ مِنْ طَبِيعَةِ وَلَدِ آدَمَ. وَإذَا كَانَتْ الخِلْقَةُ مَبْنِيَّةً عَلَى السَّهْوِ وَمَمْزُوجَةً بِالنِّسْيَانِ فَاسْتِسْقَاطُ مَنْ عَزَّ حَالُهُ حَيْفٌ، وَالتَّحَامُلُ عَلَى مَنْ وُجِّهَ [؟؟] إلَيْهِ ظُلْمٌ. وَلِلْفَضْلِ آثَارٌ ظَاهِرَةٌ، وَلِلتَّقَدُّمِ شَوَاهِدُ صَادِقَةٌ، فَمَتَى وُجِدَتْ تِلْكَ الآثَارُ وَشُوهِدَتْ هَذِهِ الشَّوَاهِدُ فَصَاحِبُهَا فَاضِلٌ مُتَقَّدِمٌ. فَإنْ عُثِرَ لَهُ مِنْ بَعْدُ عَلَى زَلَّةٍ وَوُجِدَتْ لَهُ بِعَقِبِ الإحْسَانِ هَفْوَةٌ انْتُحِلَ لَهُ عُذْرٌ صَادِقٌ، أَوْ رُخْصَةٌ سَائِغَةٌ، فَإنْ أَعْوَزَ قِيلَ: زَلَّةُ عَالِمٍ وَقَلَّ مَنْ خَلا مِنْهَا، وَأَيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ!؟ وَلَوْلا هَذِهِ الحُكُومَةُ لَبَطَلَ التَّفْضِيلُ، وَلَزَالَ الجَرْحُ، وَلَمْ يَكُنْ لِقَوْلِنَا فَاضِلُ مَعْنًى يُوجَدُ أَبَدًا، وَلَمْ نُسَمِّ بِهِ - إذَا أَرَدْنَا حَقِيقَةً - أَحَدًا، وَأَيُّ عَالِمٍ سَمِعْتَ بِهِ وَلَمْ يَزِلَّ وَوَيَغْلِطْ [يَغْلَطْ]!؟ أَوْ شَاعِرٍ انْتَهَى إلَيْكَ ذِكْرُهُ لَمَ يَهْفُ وَلَمْ يَسْقُطْ!؟).
وقع في النّصِّ تصحيفٌ في الجملة: (فإن عثر له من بعد على زلة ووحدت له بعقب الإحسان هفو) والصحيح - والله أعلم - أنَّ (ووحدت) بالجيمِ المُعْجَمَةِ بِنُقْطَةٍ مِن أَسْفَلَ.
وصلِّ اللهمَّ على نبيِّك وآله وسلِّم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 05:58 م]ـ
وأما هذه فالرجاء إبدا وجه فيما لونتُه لك مشكورا مبرورا.
يبدو لي والله أعلم أن الصواب (فإن عَثَرَ عَلَى بَيْتٍ مُخْتَلِّ النِّظَامِ أَوْ نُبِّهَ عَلَى ..... )
وإن كان للضبط الآخر وجه أيضا
ثم ظهر لي وجه الصواب في هذه ( .... وَمَمْزُوجَةً بِالنِّسْيَانِ فَاسِتْسِقَاطُ مَنْ عَزَّ حَالُهُ حَيْفٌ .... )
فجزى الله شيخنا الفهم الصحيح خير الجزاء
وأما قوله (وَالتَّحَامُلُ عَلَى مَنْ وَجَّهَ إِلَيْهِ ظُلْمٌ)
فهل معناه:
التحامل على الذي يلتمس وجها صحيحا لما قال المتنبي - ظلمٌ؟
وأما قوله (ووُجِدَتْ لَهُ بِعَقِبِ الْإِحْسَانِ هَفْوَةٌ) فهي بالجيم والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 03 - 06, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا.
وهذه قطعة صغيرة، يُرجى تشكيلها مع وضع علامات الترقيم، ومن قائل هذه العبارة؟
" الحمد لله على ما منح من الهدى وجعل السنة المطهرة قدوة لمن يقتدى الذي خلق فأحيا وحكم على خلقه بالموت والفنا والبعث إلى دار الجزاء والفصل والقضا لتجزى كل نفس بما تسعى كما قال فى كتابه جل وعلا انه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى والصلاة والسلام على خير من أفيضت عليه بحار المكارم والندى ولاحت عليه لوائح الصدق والصفا واهتدى بما أنزل عليه من ربه وإليه أمته هدى وأنقذها من شرك الردى ولم يتركها سدى فمن أطاعه ووالاه فقد رشد ونجا ومن عصا وناوأه فقد ضل وغوى وعلى آله وصحبه وحزبه صلاة وسلاما دائمين على طول المدى ... ".
تنبيه: ولعل النص فيه بعض التصحيفات، نرجو بيانها.
¥