تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(اعْلَمْ أَنَّ مَذاهِبَ نُقّادِ الكَلامِ فِيْ شَرائِطِ الاخْتِيارِ مُخْتَلِفةٌ، وَطَرائِقَ ذَوِيْ المَعارِفِ بِأَعْطافِها وَأَرْدافِها مُفْتَرِقةٌ، وَذلِكَ لِتَفْاوتِ (كتبت تفوات، ولعله سبق قلم) أَقْدارِ مَنادِحِها عَلى اتِّساعِها، وَتَنازُحِ أَقْطارِ مَظانِّها وَمَعالِمِها، وَلِأَنَّ تَصارِيْفَ المَبانِيْ الَّتِيْ هِيَ كَالْأوْعِيةِ، وَ تَضاعِيْفَ المَعانِيْ الَّتِيْ هِيَ كَالْأَمْتِعةِ فِيْ الْمَنْثُوْرِ (لعل الجار والمجرور خبر أنّ) اتَّسَعَ مَجالُ الطَّبْعِ فِيْها وَمَسْرَحُهُ، وَتَشَعَّبَ مُرادُ الفِكْرِ لَها وَمَطْرَحُهُ. فَمِنَ البُلَغاءِ مَنْ يَقُوْلُ: فِقَرُ الأَلفْاظِ وَغُرَرُها كَجَواهِرِ العُقُوْدِ وَدُرَرِها، فِإِذا وَسَمَ أَغْفالَها بِتَحْسِيْنِ نُظُوْمِها، وَحَلَّى أَعْطالَها بِتَرْكِيْبِ شُذُوْرِها، فَراقَ مَسْمُوْعَها وَمَضْبُوْطَها، وَزانَ مَفْهُوْمَها وَ مَحْفُوْظَها، وَجاءَ ما حُرِّرَ مِنْها مُصَفًّى مِنْ كَدَرِ العِيِّ وَالخَطَلِ، مُقَوَّمًا مِنْ أَوَدِ اللَّحْنِ وَالخَطَأِ، سالِمًا مِنْ جَنَفِ التَّألِيْفِ، مَوْزُوْنًا بِمِيْزانِ الصَّوابِ، يَمُوْجُ فِيْ حَواشِيْهِ رَوْنَقُ الصَّفاءِ لَفْظًا وَتَرْكِيْبًا، قَبِلَهُ الفَهْمُ، وَالْتَذَّ بِهِ السَّمْعُ. وَإِذا وَرَدَ عَلى ضِدِّ هذِهِ الصِّفةِ صَدِئَ الفَهْمُ مِنْهُ، وَتَأَذَّى السَّمْعُ بِهِ تَأَذِّيَ الحَواسِّ بِما يُخالِفُها.

وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالوُقُوْفِ عَلى هذا الحَدِّ، فَتَجاوَزَهُ وَالْتَزَمَ مِنَ الزِّيادةِ عَلَيْهِ تَتْمِيْمَ (كتبت تميم) المَقْطَعِ وَتَلْطِيْفَ المَطْلَعِ وَعَطْفَ الأَواخِرِ عَلى الأَوائِلِ وَدِلالةَ المَوارِدِ عَلى المَصادِرِ وَتنَاسُبَ الفُصُوْلِ وَالوُصُوْلِ وَتَعادُلَ الأَقْسامِ وَالأَوْزانِ وَالكَشْفَ عَنْ قِناعِ المَعْنى بِلَفْظٍ هُوَ فِيْ الاخْتِيارِ أَوْلى، حَتّى يُطابِقَ المَعْنى اللَّفْظُ، وَيُسابِقَ فِيْهِ الفَهْمُ السَّمْعَ.

قالَ: وَلا غايةَ وَراءَ ذلكَ ... ).

ـ[بن طاهر]ــــــــ[24 - 03 - 06, 08:26 م]ـ

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسرعتُ وأردتُ أنْ أكون أوَّلَ المُجِيبينَ هذهِ المرَّةَ إلاَّ أنَّ الإخوة - حفظهم الله وزادهم حرصًا - سبقوني وحازوا البركة (ابتسامة مودّة)

[هل الأبلغُ والأصحُّ أن أقول: (إلاَّ أنَّ الأخوين - حفظهما الله وزادهما حرصًا - سبقاني وحازا البركة)؟]

وَضعتُ رمزَ النَّجمة (*) بعد الكلمات الَّتي غَيَّرْتُ مَبْنَاها ظَنًّا منِّي تَصَحُّفَهَا، والله أعلم بالصَّواب.

قَالَ المُصَنِّفُ: (اِعْلَمْ أَنَّ مَذَاهِبَ نُقَّادِ الكَلامِ فِي شَرَائِطِ الاِخْتِيَارِ مُخْتَلِفَةٌ، وَطَرَائِقَ ذَوِي المَعَارِفِ بِأَعْطَافِهَا وَأَرْدَافِهَا مُفْتَرِقَةٌ؛ وَذَلِكَ لِتَفَاوُتِ* أَقْدَارِ مَنَادِحِهَا عَلَى اتِّسَاعِهَا، وَتَنَازُحِ أَقْطَارِ مَظَانِّهَا وَمَعَالِمِهَا، وَلِأَنَّ تَصَارِيفَ المَبَانِي - الَّتِي هِيَ كَالأَوْعِيَةِ - وَتَضَاعِيفَ المَعَانِي - الَّتِي هِيَ كَالأَمْتِعَةِ - فِي المَنْثُورِ اتَّسَعَ مَجَالُ الطَّبْعِ فِيهَا وَمَسْرَحُهُ، وَتَشَعَّبَ مُرَادُ الفِكْرِ لَهَا وَمَطْرَحُهُ. فَمِنَ البُلَغَاءِ مَنْ يَقُولُ فقر* الأَلْفَاظِ وَغُرَرَهَا كَجَوَاهِرِ العُقُودِ وَدُرَرِهَا. فَإذَا وَسَمَ أَغْفَالَهَا بِتَحْسِينِ نُظُومِهَا، وَحَلَّى* أَعْطَالَهَا بِتَرْكِيبِ شُذُورِهَا - فَرَاقَ مَسْمُوعُهَا وَمَضْبُوطُهَا، وَزَانَ مَفْهُومُهَا وَمَحْفُوظُهَا، وَجَاءَ مَا حُرِّرَ مِنْهَا مُصَفًّى [مصفَّى؟؟] مِنْ كَدَرِ العَيِّ وَالخَطَلِ، مُقَوَّمًا مِنْ أَوَدِ اللَّحْنِ وَالخَطَأِ، سَالِمًا مِنْ جَنَفِ التَّأْلِيفِ، مَوْزُونًا بِمِيزَانِ الصَّوَابِ، يَمُوجُ فِي حَوَاشِيهِ رَوْنَقُ الصَّفَاءِ لَفْظًا وَتَرْكِيبًا - قَبِلَهُ الفَهْمُ وَالْتَذَّ بِهِ السَّمْعُ؛ وَإذَا وَرَدَ عَلَى ضِدِّ هَذِهِ الصِّفَةِ صَدِئَ الفَهْمُ مِنْهُ، وَتَأَذَّى السَّمْعُ بِهِ تَأَذِّيَ الحَوَاسِّ بِمَا يُخَالِفُهَا.

وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالوُقُوفِ عَلَى هَذَا الحَدِّ، فَتَجَاوَزَهُ وَالْتَزَمَ مِنَ الزِّيَادَةِ عَلَيْهِ تَتْمِيمَ* المَقْطَعِ، وَتَلْطِيفَ المَطْلَعِ، وَعَطْفَ الأَوَاخِرِ عَلَى الأَوَائِلِ، وَدَلالَةَ المَوَارِدِ عَلَى المَصَادِرِ، وَتَنَاسُبَ الفُصُولِ وَالوُصُولِ، وَتَعَادُلَ الأَقْسَامِ وَالأَوْزَانِ، وَالكَشْفَ عَنْ قِنَاعِ المَعْنَى بِلَفْظٍ هُوَ فِي الاِخْتِيَارِ أَوْلَى حَتَّى يُطَابِقَ المَعْنَى اللَّفْظُ [اللَّفظَ]، وَيُسَابِقَ فِيهِ الفَهْمُ السَّمْعَ.

*

قَالَ: وَلا غَايَةَ وَرَاءَ ذَلِكَ ... )

جزاكم الله خيرًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير