تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَعِيَارُ الْتِحَامِ أَجْزِاءِ النَّظْمِ وَالْتِئَامِهِ عَلَى تَخَيُّرٍ مِنْ لَذِيذِ الوَزْنِ الطَّبْعُ وَاللِّسَانُ، فَمَا لَمْ يَتَعَثَّرِ الطَّبْعُ بِأَبْنِيَتِهِ وَعُقُودِهِ، وَلَمْ يَتَحَبَّسِ اللِّسَانُ فِي فُصُولِهِ وَوُصُولِهِ، بَلِ اسْتَمَرَّا فِيهِ وَاسْتَسْهَلاهُ بِلا مَلالٍ وَلا كَلالٍ، فَذَاكَ* يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ [تكون] القَصِيدَةُ مِنْهُ كَالبَيْتِ، وَالبَيْتُ كَالكَلِمَةِ - تَسَالُمًا لأَجْزَائِهِ وَتَقَارُنًا -، وَإلاَّ يَكُونُ كَمَا قِيلَ فِيهِ

وَشِعْرٍ كَبَعْرِ الكَبْشِ فَرْقُ بَيْنِهِ ... لِسَانُ دَعِيٍّ فِي القَرِيضِ دَخِيلُِ

وَكَمَا قَالَ خَلَفٌ

وَبَعْضُ قَرِيضِ الشِّعْرِ أَوْلادُ عِلَّةٍ ... يَكِدُّ لِسَانَ النَّاطِقِ المُتَحَفِّظِ

وَكَمَا قَالَ رُؤْبَةُ لاِبْنِهِ عُقْبَةَ - وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ شَيْئًا مِمَّا قَالَهُ - فَقَالَ

قَدْ قُلْتَ لَوْ كَانَ لَهُ قِرَانٌ!

وَإنَّمَا قُلْنَا "عَلَى تَخَيُّرٍ مِنْ لَذِيذِ الوَزْنِ" لأَنَّ لَذِيذَهُ يَطْرَبُ الطَّبْعُ لإيْقَاعِهِ، وَيُمَازِجُهُ بِصَفَائِهِ كَمَا يَطْرَبُ الفَهْمُ لِصَوَابِ تَرْكِيبِهِ وَاعْتِدَالِ نُظُومِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ حَسَّانٌ

تَغَنَّ فِي كُلِّ شِعْرٍ أَنْتَ قَائِلُهُ ... إنَّ الغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُ

وَعِيَارُ الاِسْتِعَارَةِ الذِّهْنُ وَالفِطْنَةُ، وَمَلاكُ الأَمْرِ تَقْرِيبُ التَّشْبِيهِ فِي الأَصْلِ حَتَّى يَتَنَاسَبَ المُشَبَّهُ وَالمُشَبَّهُ بِهِ، ثُمَّ يُكْتَفَى فِيهِ بِالاِسْمِ المُسْتَعَارِ لأَنَّهُ المَنْقُولُ - عَمَّا كَانَ لَهُ فِي الوَضْعِ - إلَى المُسْتَعَارِ لَهُ.

وَعِيَارُ مُشَاكَلَةِ اللَّفْظِ لِلْمَعْنَى وَشِدَّةِ اقْتِضَائِهِمَا لِلْقَافِيَةِ طُولُ الدُّرْبَةِ وَدَوَامُ المُدَارَسَةِ، فَإذَا حَكَمَا بِحُسْنِ الْتِبَاسِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ: لا جَفَاءَ فِي خَلالِهَا وَلا نَبْوَ، وَلا زِيَادَةَ فِيهَا وَلا قُصُورَ [؟؟ اِسْتَثْقَلْتُهَا .. ]، وَكَانَ اللَّفْظُ مَقْسُومًا عَلَى رُتَبِ المَعَانِي: قَدْ جُعِلَ الأَخَصُّ لِلأَخَصِّ وَالأَخَسُّ لِلأَخَسِّ، فَهُوَ البرئ* [البريءُ] مِنَ العَيْبِ. وَأَمَّا القَافِيَةُ فَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ كَالمَوْعُودِ بِهِ المُنْتَظَرِ: يَتَشَوَّفُهَا المَعْنَى بِحَقِّهِ، وَاللَّفْظُ بِقِسْطِهِ، وَإلاَّ كَانَتْ قَلِقَةً فِي مَقَرِّهَا، مُجْتَلَبَةً لِمُسْتَغْنٍ عَنْهَا).

كَأنِّي سمعتُ البَيْتَ المَنْسُوبَ إلى حَسَّانٍ قُرِأَ هَكَذا:

تَغَنَّ بِالشِّعْرٍ إنْ [مَا] كُنْتَ قَائِلَهُ ... إنَّ الغِنَاءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمَارُ

فَهَلْ هَذِهِ رِوَايَةٌ أُخْرَى أمْ قَدْ وَهِمْتُ؟

نعم هي رواية أخرى ... وهي أشهر ... فليس تعدد الروايات خاصا بالحديث النبوي وحده ... ولا جواز الرواية بالمعنى مما انفرد به ... بل هو في الشعر والنثر كثير ... وربما تجاوز الأمر في الشعر اختلاف الرواية إلى اختلاقها ... أدخلتُ حديثا في حديث فمعذرة.

ويروى:

تغن بالشعر إما كنت ذا بصر

وَلَمْ أَفْهَمْ قَوْلَ رُؤْبَةَ لاِبْنِهِ .. !

يقصد رؤبة ما قاله الآخر: أنا أقول البيت وأخاه ... وأنت تقول البيت وابن عمه. المعنى أنه يقول البيت الحسن ويأتي بعده بما لا يماثله في الحسن. أفاده العلامة ابن عاشور ... وأصل الكلام عند الجاحظ في بيانه.

جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا

وإياك أيها المجد النبيه الأبيه ... فلعلك تعيد نظرا فيما لونته لك بالحمرة فتهتدي إلى الصواب بإذن الله، وما هو عنك ببعيد.

ـ[بن طاهر]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:50 ص]ـ

السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ

"تَوَقَّفَ حِمَارُ الشَّيْخِ فِي العَقَبَةِ"!!

(ابتسامة)

نَاوِلُونِي "رَأْسَ الخَيْطِ" ... بارك الله فيكم.

["رأس الخيط" تعبير عامِّيٌّ بمعنى "لا! لا أُريد الإجابة مُباشَرَةً كَامِلَةً ... الخُطوة الأُولى فقط"، فهل له أصلٌ فصيحٌ؟]

كَأنِّي سمعتُ البَيْتَ المَنْسُوبَ إلى حَسَّانٍ قُرِءَ هَكَذا: ...

باب رسم الهمزة أصعبُ أبواب الرَّسم عليَّ، وأخطئُ فيه كثيرًا. لذلك أنا أتحاشى استعمال بعض الكلمات الَّتي يشكل عليَّ رسم الهمزة فيها إلى حين يمنُّ عليَّ اللهُ بإتقان هذا الباب - إن شاء الله.

...

وإياك أيها المجد النبيه الأبيه ... فلعلك تعيد نظرا فيما لونته لك بالحمرة فتهتدي إلى الصواب بإذن الله، وما هو عنك ببعيد.

أعجبني ما قالَهُ المُشْرِفُ عصام البشير - حفظه الله وألبسه لباس العافية -، قال - وأنا أقول مثله -:

إخوتي الأفاضل، وأحبتي الأماجد

أحسن الله إليكم على حسن ظنكم بالعبد الفقير، معدن العجز والتقصير.

وغفر الله لكم ثناءكم الذي دعاكم إليه طيب خلقكم، ونبل أدبكم.

نظرتم إلى ما أنتم فيه من واسع الاطلاع، وسامي العلم، ونبيل الخلق، فظننتم العبد - لمعاشرته لكم في هذا الملتقى منذ مدة - في مثل حالكم.

والحق أنه متطفل على موائدكم، يرجو بركة (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).

اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيرا مما يظنون.

جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير