تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:50 م]ـ

السَّلامُ عليكم ورحمة الله

الحَمدُ للهِ، انتهيتُ من ضبطِ ما استطعتُ من النَّصِّ السَّابق فَإلَيْكُمُوهُ غضًّا طريًّا شهيًّا للآكلين، واحذروا بعضَ العِظامِ - لا تجرحنَّكم - ... (ابتسامة!)

وَيُتَابِعُ أَبُو عَلِيٍّ قَائِلاً: (فَهَذِهِ الخِصَالُ عَمُودُ الشِّعْرِ عِنْدَ العَرَبِ، فَمَنْ لَزِمَهَا بِحَقِّهَا وَبَنَى شِعْرَهُ عَلَيْهَا فَهُوَ عِنْدَهُمْ المُفْلِقُ المُعَظَّمُ وَالمُحْسِنُ المُقَدَّمُ، وَمَنْ لَمْ يَجْمَعْهَا كُلَّهَا فَبِقَدْرِ سُهْمَتِهِ مِنْهَا يَكُونُ نَصِيبُهُ مِنَ التَّقَدُّمِ وَالإحْسَانِ. وَهَذَا إجْمَاعٌ مَأْخُوذٌ بِهِ وَمُتَّبَعٌ نَهْجُهُ حَتَّى الآنَ.

وَاعْلَمْ أَنَّ لِهَذِهِ الخِصَالِ وَسَائَطَ وَأَطْرَافًا، فِيهَا ظَهَرَ صِدْقُ الوَاصِفِ وَغُلُوُّ الغَالِي وَاقْتِصَادُ المُقْتَصِدِ، وَقَدِ اقْتَفَرَهَا اخْتِيَارُ النَّاقِدِينَ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ أَحْسَنُ الشِّعْرِ أَصْدَقُهُ، قَالَ لأَنَّ تَجْوِيدَ قَائِلِهِ فِيهِ مَعَ كَوْنِهِ فِي إسَارِ الصِّدْقِ يَدُلُّ عَلَى الاِقْتِدَارِ وَالحِذْقِ؛ وَمِنْهُمْ مَنِ اخْتَارَ الغُلُوَّ، حَتَّى قِيلَ أَحْسَنُ الشِّعْرِ أَكْذَبُهُ لأَنَّ قَائِلَهُ إذَا أَسْقَطَ عَنْ نَفْسِهِ تَقَابُلَ الوَصْفِ وَالمَوْصُوفِ امْتَدَّ فِيمَا يَأْتِيهِ إلَى أَعْلَى الرُّتْبَةِ، وَظَهَّرَ [أَظْهَرَ؟؟] قُوَّتَهُ فِي الصِّيَاغَةِ وَتَمَهُرَهُ فِي الصِّنَاعَةِ، وَاتَّسَعَتْ مَخَارِجُهُ وَمَوَالِجُهُ فَتَصَرَّفَ فِي الوَصْفِ كَيْفَ شَاءَ - لأَنَّ العَمَلَ عِنْدَهُ عَلَى المُبَالَغَةِ وَالتَّمْثِيلِ لا المُصَادَقَةِ وَالتَّحْقِيقِ -، وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ العُلَمَاءِ بِالشِّعْرِ القَائِلِينَ بِهِ؛ وَبَعْضُهُمْ قَالَ أَحْسَنُ الشِّعْرِ أَقْصَدُهُ لأَنَّ عَلَى الشَّاعِرِ أَنْ يُبَالِغَ فِيمَا يَصِيرُ بِهِ القَوْلُ شِعْرًا فَقَطْ، فَمَا اسْتَوْفَى أَقْسَامَ البَرَاعَةِ وَالتَّجْوِيدِ أَوْ جُلَّهَا مِنْ غَيْرِ غُلُوٍّ فِي القَوْلِ وَلا إحَالَةٍ فِي المَعْنَى، وَلَمْ يُخْرِجِ المَوْصُوفَ إلَى أَنْ لا يُؤْمَنَ لِشَيْءٍ مِنْ أَوْصَافِهِ - لِظُهُورِ السَّرَفِ فِي آيَاتِهِ وَشُمُولِ التَّزَيُّدِ لأَقْوَالِهِ - كَانَ بِالإيثَارِ وَالاِنْتِخَابِ أَوْلَى.

وَيَتْبَعُ هَذَا الاِخْتَلافَ مَيْلُ بَعْضِهِمْ إلَى المَطْبُوعِ وَبَعْضِهِمْ إلَى المَصْنُوعِ. وَالفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الدَّوَاعِيَ إذَا قَامَتْ فِي النُّفُوسِ وَحَرَّكَتِ القَرَائِحَ أَعْمَلَتِ القُلُوبَ؛ وَإذَا جَاشَتِ العُقُولُ بِمَكْنُونِ وَدَائِعِهَا، وَتَظَاهَرَتْ مُكْتَسَبَاتُ العُلُومِ وَضَرُورِيَّاتُهَا نَبَعَتِ المَعَانِي وَدَرَّتْ أَخْلاَفُهَا، وَافْتَقَرَتْ خَفِيَّاتُ الخَوَاطِرِ إلَى جَلِيَّاتِ الأَلْفَاظِ. فَمَتَى رُفِضَ التَّكَلُّفُ وَالتَّمَعُّلُ [التَّعمُّل/التَّمحُّل؟؟]، وَخُلِّيَ الطَّبْعُ المُهَذَّبُ بِالرِّوَايَةِ المُدَرَّبُ فِي الدِّرَاسَةِ لاِخْتِيَارِهِ فَاسْتَرْسَلَ - غَيْرَ مَحْمُولٍ عَلَيْهِ، وَلا مَمْنُوعٍ مِمَّا يَمِيلُ إلَيْهِ - أَدَّى مِنْ لَطَافَةِ المَعْنَى وَحَلاوَةِ اللَّفْظِ مَا يَكُونُ صَفْوًا بِلا كَدَرٍ، وَعَفْوًا بِلا جَهَدٍ [جَهْدٍ] وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يُسَمَّى المَطْبُوعَ؛ وَمَتَى جُعِلَ زِمَامُ الاِخْتِيَارِ بِيَدِ التَّعَمُّلِ وَالتَّكَلُّفِ عَادَ الطَّبْعُ مُسْتَخْدَمًا مُتَمَلَّكًا، وَأَقْبَلَتِ الأَفْكَارُ تَسْتَحْمِلُهُ أَثْقَالَهَا وَتُرَدِّدُهُ فِي قَبُولِ مَا يُؤَدِّيهِ إلَيْهَا، مُطَالِبَةً لَهُ بِالإغْرَابِ فِي الصَّنْعَةِ، وَتَجَاوُزِ المَأْلُوفِ إلَى البِدْعَةِ، فَجَاءَ موداه [؟؟] وَأَثَرُ التَّكَلُّفِ يَلُوحُ عَلَى صَفَحَاتِهِ، وَذَلِكَ هُوَ المَصْنُوعُ).

لم أستطعْ ضبطَ كلمة (موداه)، ولا عَنَّ لي معناها الَّذي ينبغي لها من السِّيَاقِ!

لا تنسوا إجابَةَ سؤالي السَّابق عن رَسْمِ هَمْزَةِ (قُرِئَ) - بارك الله فيكم.

جزاكم اللهُ خيرًا

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 04 - 06, 09:09 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وفقك الله ... وجزاك كل خير.

بالنسبة لأمر الهمزة فما ذكرتَه بآخرة هو المعروف ... وإليك هذا الرابط وقد تضمن كلاما جميلا مختصرا في تعلم الإملاء للشيخ عبد السلام هارون - رحمه الله -:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31668&highlight=%C7%E1%C5%E3%E1%C7%C1

وقول أبي علي: وَظَهَّرَ [أَظْهَرَ؟؟] قُوَّتَهُ ... هو: وظَهَر قوتُه ... وفي نسخة وظهرت قوتُه ... ولعلها أصوب وأبعد عن الإيهام.

وقوله: وَالتَّمَعُّلُ [التَّعمُّل/التَّمحُّل؟؟] ... هو كما ذكرتَ ... وقد حدث قلب معي فالمعذرة ...

وقوله: بِلا جَهَدٍ [جَهْدٍ] ... الثاني هو المعروف في كتب اللغة ...

وقوله: فَجَاءَ موداه [؟؟] ... هو مؤداه ... بالهمز رعاك الله ... من تأَدَّى إليه الخبر .. أي: انتهى ... والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير