تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن طاهر]ــــــــ[19 - 08 - 06, 08:07 ص]ـ

الحمد لله الّذي يسَّرَ لي الإسراعَ إلى مائدة أخي الكريم الفهم الصّحيح، وأرجو أنْ أكونَ وُفِّقْتُ، فقد بذلت ما استطعتُ، واللهُ وليُّ التَّوفيق.

هذه المرَّة، جعلتُ النَّجمةَ (*) علامةً لِلْفَصْلِ بين "الكلمات البَوارِعِ القِصارِ الجَوامِعِ"، ولوَّنْتُها بالخضرة لتُضْفِيَ عليها حُلَّةً لطيفةً. وجعلتُ العلامةَ (~) دالَّةً على المواضع الَّتي في صدري منها شيءٌ.

قَالَ أَبُو حَيَّانَ~ فِي "الإمْتَاعِ وَالمُؤَانَسَةِ" [أو: "الإمتاعُ والمؤانسةُ" على الحكاية]: ( ... وَرَسَمَ بِجَمْعِ كَلِمَاتٍ بَوَارِعٍ، قِصَارٍ جَوَامِعٍ؛ فَكَتَبُْتُ إلَيْهِ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْ أَفْوَاهِ أَهْلِ العِلْمِ وَالأَدَبِ عَلَى مَرِّ الأَيَّامِ فِي السَّفَرِ وَالحَضَرِ، وَفِيهَا قَرْعٌ لِلْحِسِّ، وَتَنْبِيهٌ لِلْعَقْلِ، وَإمْتَاعٌ لِلرُّوحِ، وَمَعُونَةٌ عَلَى اسْتِفَادَةِ اليَقْظَةِ، وَانْتِفَاعٌ فِي المَقَامَاتِ المُخْتَلِفَةِ، وَتَمَثُّلٌ لِلتَّجَاربِ المُخْلِفَةِ، وَامْتِثَالٌ لِلأَحْوَالِ المُسْتَأْنِفَةِ. مِنْ ذَلِكَ:

الحَمْدُ للهِ مِفْتَاحُ المَذَاهِبِ * البِرُّ يَسْتَعْبِدُ الحُرَّ * القَنَاعَةُ عِزُّ المُعْسِرِ * الصَّدَقَةُ كَنْزُ المُوسِرِ * مَا انْقَضَتْ سَاعَةٌ مِنْ أَمْسِكَ إلاَّ بِبَضْعَةٍ مِنْ نَفْسِكَ * دِرْهَمٌ يَنْفَعُ خَيْرٌ مِنْ دِينَارٍ يَضُرُّ * مَنْ سَرَّهُ الفَسَادُ سَاءَهُ المَعَادُ * الشَّقِيُّ مَنْ جَمَعَ لَغَيْرِهِ فَضَنَّ عَلَى نَفْسِهِ بِخَيْرِهِ * زِدْ مِنْ طُولِ أَمَلِكَ فِي قِصَرِ عَمَلِكَ * لا يَغُرَّنَّكَ صِحَّةُ نَفْسِكَ وَسَلامَةُ أَمْسِك، َ فَمُدَّةُ العُمُرِ [العمْر؟] قَلِيلَةٌ وَصِحَّةُ النَّفْسِ مُسْتَحِيلَةٌ * مَنْ لَمْ يَعْتَبِرْ بِالأَيَّامِ لَمْ يَنْزَجِرْ بِالمَلامِ * مَنْ اسْتَغْنَى بِاللهِ عَنِ النَّاسِ أَمِنَ مِنْ عَوَارِضِ الإفْلاسِ * مَنْ ذَكَرَ المَنِيَّةَ نَسِيَ الأُمْنِيَّةَ * البَخِيلُ حَارِسُ نِعْمَتِهِ وَخَازِنُ وَرَثَتِهِ * لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دُنْيَاهُ مَا يُعِينُهُ عَلَى عِمَارَةِ أُخْرَاهُ * مَنْ ارْتَدَى بِالكَفَافِ اكْتَسَى بِالعَفَافِ * لا تَخْدَعَنَّكَ الدُّنْيَا بِخَدَائِعِهَا وَلا تَفْتِنَنَّكَ بِوَدَائِعِهَا * رُبَّ حِجَّةٍ تَأْتِي عَلَى مُهْجَةٍ، وَرُبَّ فُرْصَةٍ تُؤَدِّي إلَى غُصَّةٍ * كَمْ مِنْ دَمٍ سَفَكَهُ فَمٌ * كَمْ إنْسَانٍ أَهْلَكَهُ لِسَانٌ * رُبَّ حَرْفٍ أَدَّى إلَى حَتْفٍ * لا تُفَرِّطْ فَتَسْقُطَ * اِلْزَمِ الصَّمْتَ وَأَخْفِ الصَّوْتَ * مَنْ حَسُنَتْ مَسَاعِيهِ طَابَتْ مَرَاعِيهِ * مَنْ أَعَزَّ فِلْسَهُ أَذَلَّ نَفْسَهُ * مَنْ طَالَ عُدْوَانُهُ زَالَ سُلْطَانُهُ * مَنْ لَمْ يَسْتَظْهِرْ بِاليَقَظَةِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِالحَفَظَةِ * مَنِ اسْتَهْدَى الأَعْمَى عَمِيَ عَنِ الهُدَى * مَنِ اغْتَرَّ بِمَحَالِهِ قَصَّرَ فِي احْتِيَالِهِ * زَوَالُ الدُّوَلِ بِاصْطِنَاعِ السُّفَلِ~ * مَنْ تَرَكَ مَا يَعْنِيهِ دُفِعَ إلَى مَا لا يَعْنِيهِ * ظُلْمُ العُمَّالِ مِنْ ظُلْمَةِ الأَعْمَالِ * مَنِ اسْتَشَارَ الجَاهِلَ ضَلَّ وَمَنْ جَهِلَ مَوْضِعَ قَدَمِهِ زَلَّ * لا يَغُرَّنَّكَ طُولُ القَامَةِ مَعَ قِصَرِ الاِسْتِقَامَةِ، فَإنَّ الذرَّةَ مَعَ صِغَرِهَا أَنْفَعُ مِنَ الصَّخْرَةِ عِلَى كِبَرِهَا * تَجَرَّعْ مِنْ عَدُوِّكَ الغُصَّةَ إنْ لَمْ تَنَلْ مِنْهُ الفُرْصَةَ، فَإذَا وَجَدتَّهَا فَانْتَهِزْهَا قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ الدَّرَكُ أَوْ يُصِيبَكَ الفَلَكُ، فَإنَّ الدُّنْيَا دُوَلٌ تَبْنِيهَا الأَقْدَارُ وَيَهْدِمُهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ * مَنْ زَرَعَ الإحَنَ حَصَدَ المِحَنَ * مَنْ بَعُدَ مَطْمَعُهُ قَرُبَ مَصْرَعُهُ * الثَّعْلَبُ فِي إقْبَالِ جدِّهِ~ يَغْلِبُ الأَسَدَ فِي اسْتِقْبَالِ شدِّهِ~ * رُبَّ عَطَبٍ تَحْتَ طَلَبٍ * اللِّسَانُ رَِقُّ~ الإنْسَانِ * مِنْ ثَمْرَةِ الإحْسَانِ كَثْرَةُ الإخْوَانِ * مَنْ سَأَلَ مَا لا يَجِبُ أُجِيبَ بِمَا لا يُحِبُّ * وَأَنْشَدتُّ:

وَلَيْسَ لَنَا عَيْبٌ سِوَى أَنَّ جُودَنَا ... أَضَرَّ بِنَا وَالبَأْسَ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فَأَفْنَى النَّدَى أَمْوَالَنَا غَيْرَ ظَالِمٍ ... وَأَفْنَى الرَّدَى أَعْمَارَنَا غَيْرَ عَائِبِ

أَبُونَا أَبٌ لَوْ كَانَ لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ ... أَبٌ مِثْلُهُ أَغْنَاهُمُ بِالمَنَاقِبِ

)

أظنُّ أنَّ الأبياتَ من (الـ) ـبَحرِ الطَّويلِ، فهل أنا مصيبٌ؟ [هل نقول: "بحر الطّويل" أو "البحر الطّويل"؟]

غيَّرتُ (ملا) من (من سال ملا يجب اجيب بما لا يحب) إلى (ما لا) على أنَّه خطأٌ طباعيٌّ، والله أعلم بالصَّواب.

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير