تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَفِقْهُ الدَّعْوَةِ يُفْتِي الدَّاعِيَةَ أنْ يَلْبَثَ مَا اسَتَطَاعَ عِنْدَ مَكَارِمِ الأَخْلَاقِ السَّامِيَةِ وَأَنْ يَصُونَ عِرْضَهُ عَنْ كُلِّ شُبْهَةٍ وَمَقَالَةِ سُوءٍ وَبِخَاصَّةٍ مَا يَسْتَسْهِلُهُ الغَوْغَاءُ وَالسُّوقَةُ فَإنَّهُ أنْزَهُ مِنْهُمْ وَأعْلَى وَاَشْرَفَ وَلَيْسَ الإسْلَامُ مَجْمُوعَةَ أَحْكَامٍ تُحَرِّمُ وَتُحَلِّلُ فَحَسْبُ وَاِنَّمَا هُوَ اَخْلَاقٌ قَبْلَ ذَلِكَ وَمَنَازِلُ نُبْلٍ وَالدَّاعِيَةُ فِي مَحَلِّ القُدْوَةِ وَعَلَيْهِ اَنْ يَضْرِبَ الْمُثُلَ العُلْيَا لِلطِّبَاعِ العَزِيزَةِ كَيْ يُقَلِّدَهُ الآخَرُونَ وَأنْ يَتَعَمَّدَ اِرْتِكَابَ ضِدَّ مَا هُوَ ساَفِلٌ مِمَّا تَأبَاهُ الفِطَرُ السَّلِيمَةُ وَتَقَالِيدُ الْمُرَبِينَ وَاَهْلُ الْجِدِّ وَالبُيُوتِ العَرِيقَةِ الأصِيلَةِ وَيَصْبِرَ عَلَى الشِّدَةِ الْمُصَاحِبَةِ لِذَلِكَ فَيَكُونَ كَرِيمًا بَاذِلًا إِذَا بَخِلَ المُتَمَوِّلُونَ وَهُوَ فَقِيرٌ وَيَكُونَ شُجَاعًا مِقْدَامًا حِينَ يَفِرُّ الْقَلِقُونَ وَيَأتِي سِلْسِلَةَ الأخْلَاقِ الكَرِيمَةِ كُلِّهَا عِنْدَ الحَاجَةِ إِلَى كُلٍّ مِنْهَا وَعَلَى الاجْتِهَادِ الدَّعَوِيِّ أنْ يُرَاعِي ذَلِكَ وَأنْ يَفْتَرِضَ اسْتِعْدَادَ الدُّعَاةِ لِهَذِهِ السِّيرَةِ الصَّلْبَةِ فَيُفْتِيَهُمْ بِالأَشَدِّ الذِّي يَحْفَظُ السُّمْعَةَ وَيُبَيِّضُ الوَّجْهَ إلَّا مَا يَكُونُ مِنْ تَرْخِيصٍ لِدَاعِيَةٍ لَيْسَ هُوَ فِي الطَّلِيعَةِ وَقَدْ طَالَ تَعَبُهُ رُبَّمَا.

وَسَبَبُ هَذِهِ العَزَائِمِ الدَّعَوِيَةِ فِي النَّوَاحِي الأَخْلَاقِيَّةِ مُرْتَبِطٌ بِالِايمَانِ بِالقَدَرِ وَالرِّقَابَةِ الرَّبَانِيَّةِ فَإِنَّ اللهَ مَعَ البَّاذِلِ يُعَوِّضُهُ وَمَعَ الشُّجَاعِ يَحْرُسُهُ وَمَعَ المَّظْلُومِ يَنْصُرُهُ وَمَعَ الآمِرِ بِالمَعْرُوفِ يَهَبُهُ الفَصَاحَةَ وَمَا عَمِلَ مُسْلِمٌ عَمَلًا يُوَافِقُ عَلَيْهِ الشَّرْعَ وَاَخْلاَقَ الِايمَانِ اِلَّا وَاَتَمَّهُ اللهُ وَبَارَكَ لَهُ فِيهِ فَاِذَا غَفَلَ وَخَالَفَ الشَّرْعَ عَكَّرَ عَلَيْهِ وَحَرَمَهُ مَا اَرَادَ وَبَدَّلَ اللَّذَةَ الْمُفْتَرَضَةَ فِيهِ إلَى غُصَّةٍ وَفِي كُلِّ ذَلِكَ قَصَصٌ ذَاتُ مَوَاعِظَ بَلِيغَةٍ وَلِذَلِكَ فَإنَّ المُفْتِي إِذَا اَدْرَكَ هَذَا المَعْنَى القَدَرِيُّ وَاخْتَارَ لِإخْوَانِهِ المَرْكِبَ الصَّعْبَ المُّوَافِقَ لِلشَّرْعِ وَالمُرُوءَةِ بِسَبَبِ يَقِينِهِ بِالمَعُونَةِ الرَّبَانِيَّةِ فَاِنَّهُ يَكُونُ قَدْ اَحْسَنَ وَلَمْ يَتَكَلَّفْ الإحْرَاجَ لَهُمْ وَاِنَّمَا التَّكَلُّفُ فِي الغُلُوِّ وَهُوَ مَرْدُودٌ وَفِي مُجَانَبَةِ السُّنَةِ المُّطَهَرَةِ وَالسُّنَةُ كُلُّهَا دَلَائِلُ مُرُوءَةٍ وَتَحْلِيقٌ فِي اَجْوَاءِ الخِصَالِ العَوَالِي]

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 09 - 06, 12:26 م]ـ

وفقك الله.

جهد طيب ...

علامات الترقيم تعين على فهم النص جيدا ... ومن الضروري أن يحسن طالب العلم وضعها مواضعها.

الكلمات التي تحتها خط بإثبات الهمز ... والتي بالحمرة هناك خطأ في ضبطها فحبذا معرفته وضبطها على الصواب ...

بسم الله الرحمن الرحيم

سأدرج مشاركتي ان شاء الله وأنا اعلم أنها مخرقة من كل جانب، فالطريق في تشكيل هذه الفقرة وعرٌ لأمثالي!!.

وخضت في هذا الطريق الوعر وأدرجت مشاركتي رغبة وطمعا في الاستفادة من علم الأساتذة الأفاضل، فلا تبغلوا عليّ بتصحيح وتوجيه، بارك الله فيكم وفي مسعاكم آمين ..

[قَالَ فَاضِلٌ كَرِيمٌ: ( ... وَبَعْضُ الْمُبَاحِ يَتَعَفَّفُ عَنْهُ الدَّاعِيَةُ تَرَفُّعًا وَعُلُوًّا عَنْ مَنْزِلَةِ العَامَّةِ وَمُفْتِي الدَّعْوَةِ يُفْتِي اِخْوَانَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَيَمْنَعُهُمْ مِنْ اَشْيَاءَ يُفْتِي بِجَوَازِهَا مُفْتِي العَامَّةِ وَاشْتَهَرَ عِنْدَ الدُّعَاةِ قَوْلُ ابْنُ تَيْمِيَةَ فِي بَعْضِ الأُمُورِ هَذَا وَإنْ كَانَ مُبَاحًا إلَّا أنَّهُ يَتَنَافَى مَعَ المَّرَاتِبِ الْعَالِيَةِ نَقَلَهُ عَنْهُ ابْنُ القَيِّمِ فِي المَّدَارِجِ ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير