[باقة من قصائد الدكتور الرنتيسي (رحمه الله)]
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:28 ص]ـ
القصيدة الأولى: حديث النفس
القصيدة الثانية: التحدي
القصيدة الثالثة: الليل آذن بالرحيل
القصيدة الرابعة: قم للوطن
حديث النفس
ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب
ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن ونعمت رغد العيش في ظل الشباب
يا هذه يهديك ربك فارجعي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنع
ولذا فشدي همتي وتشجعي
هاأنت ترسف في القيود بلا ثمن وغدا تموت وتنتهي تحت التراب
وبنيك واعجبي ستتركهم لمن والزوج تسلمها فتنهشها الذئاب
القيد يظهر دعوتي يوما فع
وإذا قتلت ففي إلهي مصرعي
والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
إني أخاف عليك أن تنفى غدا ويصير بيتك خاويا يشكو الخراب
وتهيم بحثا عن خليل مؤتمن يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب
إن تصبري يا نفس حقا ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعي
إلا بنيل شهادة فتشفعي
إني أراك نذرت نفس للمحن وزهدت في دنيا الثعالب والكلاب
وعشقت رمسا يحتويك بلا كفن فرجوت ربي أن تكون على صواب
أنا لن أبيت منكسا للألمع
وعلى الزناد يظل دوما أصبعي
ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعي
وإذا بذلت الغال مجدا تصنعي
إني أعيذك أن تذل إلى وثن أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن أرضى حياة لا تظللها الحراب
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:32 ص]ـ
التحدي
أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر ** فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا ** عن مولد الإصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلا ** م الليل بالأكفان مجداً للأواخر
وتراه يغزل في الدجى المسكون بال ** آهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العلا ** بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضباً ** لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها ** لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تحضنه اللحى ** بخنادق الإخوان تزهو صور باهر
عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى ** بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى ** عبراته الحرّى على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء ترفع هامها ** لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارنا آبارنا ** جناتنا الغناء في مرج بن عامر
عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا ** أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
يا زمرة الأقزام كيف ترونها ** أرضاً بلا شعب فتعساً للصغائر
فلمن فلسطين الرباط؟ ومن له ال ** مسرى؟ وحتى النصر أين؟ وأين ثائر؟
أين الشعارات التي قد خدرت ** منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم ** قد بح من فرط النباح بها حناجر
النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا ** تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً ** والله لا يعلي سنام النصر فاجر
يا أيها المهزوم لم يسلم لنا ** وطن وما بقيت تلملمنا أواصر
لكنني والحق يشهد أنني ** لست القنوط فذاك من شيم الكوافر
فغدا تعود لنا الديار تبثنا ** أشواقها ونقيل في ظل البيادر
لنكحل العينين من أطيافها ** ونردد التسبيح مع رنات طائر
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[20 - 03 - 06, 03:34 ص]ـ
الليل آذن بالرحيل
1. أنَّى التفتُّ وجدت أن الليل آذن بالرحيلْ
2. فالكل من حولي يسوق بشائر المجد الأثيل
3. الماء والأزهار والأطيار والظل الظليل
4. والجنة الغناء والأفياء والنسم العليل
5. وتمايل الأغصان مثل الغيد في دلٍّ تميل
6. والفجر وصوص من قريب يرقب الصبح الجميل
7. والبدر يحكي في العلا شمما بطولات الرعيل
8. والقلب وشوشني بأن الظلم أوشك أن يزول
9. فانظر إلى الفرسان في القسام إن تبغ الدليل
10. أرواحهم تهفو إلى العلياء جيلا بعد جيل
11. بالعزم بالإيمان بالإصرار بالصبر الجميل
12. ألحانهم عند اللقاء رنين قعقعة الصليل
13. وسنابك الأجياد صائلة وحمحمة الصهيل
14. وانظر إلى الطوفان بعد الطل يجتاح الفلول
15. لكأنه الضعفاء لما أقبروا الصمت الذليل
16. أعناقهم لما أطلوا خلتها جيد النخيل
17. نظراتهم كالبرق تفضح من تستر بالوحول
18. واكتن في جيب الظلام يروم مأوى أو سبيل
19. كم لاحق الشرفاء معتصما بأوكار الدخيل
20. كم ألهبت أسواطه ظهرا لأستاذ جليل
21. كم مزقت أنيابه جسدا لمغوار أصيل
22. كم من سليم بات من ركلاته أبدا عليل
23. كم لطخ الشرف الكريم لعفة كانت بتول
24. كم من فتى ألقاه في حسك الجوى يبكي الخليل
25. للسهد للآهات للعبرات للقد النحيل
26. يبكي يئن يصخ آذان الهجوع بلا عويل
27. من جرع الزغب الأسى من أورث الزهر الذبول
28. من هيج العبرات جمرا تلهب الخد الأسيل
29. من فجر الآهات نارا تلفح الجوف الغليل
30. واليوم تبحث عن مجير بعدما أزف الأفول
31. أيجار من أبكى المآذن في المثلث والجليل
32. أغواك أن لقبت إفكا صاحب الباع الطويل
33. فأخذت تفتك بالبراعم والحرائر والكهول
34. وولغت في نشر الرذيلة والدعارة والكحول
35. وتظن إذ أعماك غيك أنك الرجل الرجيل
36. واليوم أبت وقد علاك ذباب صمصام صقيل
37. وبدا لك الحق المتوج في الفيافي والسهول
38. وعلمت أنك لم تكن إلا رويبضة هزيل
39. فذهلت من وهج الحقيقة حين لا يغني الذهول
40. إذ أخرس الحق المبين رجيع أصداء الطبول
41. فاستبشر الضعفاء أن الحق باق لا يزول
¥