[ما الأسلوب الذي يسمى فيه الشيء إذا كان منه بسبب]
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[20 - 03 - 06, 09:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قرأت في كتاب الاقتضاب 2/ 26:
" و ليس عندي أن تسمى الخبزة ملة، لأنها تطبخ في الملة كما يسمى الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب و يجوز أيضا أن يراد بقولهم: أطعمنا ملة: أطعمنا خبز ملة، ثم يحذف المضاف و يقام المضاف إليه مقامه "
من يشرح لي هذه الجملة مع أمثلة:"يسمى الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب "
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 02:43 ص]ـ
أحسن الله إليك
أنا بعيد عن مكتبتي الآن، ولكن يبدو لي أنه وقع خطأ في نقلك، والصواب - والله أعلم (( ... وليس عندي ممتنعا أن تسمى الخبزة ملة ... )).
وأما شرح قول البطليوسي (يسمى الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب) فهو قريب من قول أهل اللغة: (على الاتساع)، أو قل: هو متعلق بباب الاتساع علاقة جزء إلى كل
وسآتيك بأمثلته قريبا إن شاء الله، فانتظر ولا تعجل!
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:14 ص]ـ
أنا أيضا بعيد عن منزلي .......... و ربما ما ذكرته صحيح لأن السياق يقتضي ذلك، و لقد رجعت فعلا الى الاقتضاب لكني ربما تسرعت ..... و جزاك الله خيرا على ما تفضلت به.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:21 ص]ـ
أحسن الله إليكم، هذا أوان الشروع في بيان قاعدة البطليوسي.
وسأكتفي بذكر أمثلة من كلام أهل العلم في ذلك نظرا لضيق الوقت:
قال أبو علي القالي في أماليه:
( ... والحفض متاع البيت والحفض أيضا البعير الذي يحمل عليه متاع البيت وإنما سمى حفضا لأنه منه بسبب والعرب تسمى الشيء باسم الشيء إذا كان منه بسبب ولذلك قيل للجلد الذي يحمل فيه الماء راوية وإنما الراوية البعير الذي يستقي عليه)
قال ابن فارس في فقه اللغة المسمى بالصاحبي:
(باب الأسماء التي تسمى بِهَا الأشخاص عَلَى المُجاوَرَة والسَّبب
قال علماؤنا: العرب تسمّي الشيءَ باسم الشيءِ إِذَا كَانَ مجاوراً لَهُ أَوْ كَانَ منه بسبب. وذلك قولهم "التيمُّم" لَمَسْح الوجه من الصعيد، وإنما التيمّم الطلب والقصد. يقال" تيمّمتك وتأممتك أي تعمّدتك. ومن ذَلِكَ تسميتهم السحاب "سماءً" والمطر "سماء" وتجاوزوا ذلك إِلَى أن سموا النبتَ سماءً. قال شاعرهم:
إِذَا نَزَل السماءُ بأرض قوم
وربما سموا الشحم "ندىً" لأن الشحم عن النبت، والنبت عن الندى قال ابن أَحْمَرَ:
كثور العداب الفَرْد يَضْرِبه النَّدى ......... تَعَلَّى النَّدى فِي متنه وتَحَدَّرا
ومن هَذَا الباب قول القائل:
قَدْ جعلتُ نفسي فِي أديمِ
أراد بالنفس الماء وذلك قِوامَ النفس بالماء. وذكر ناس أنّ من هَذَا الباب قوله جلّ ثناؤه "أنزلَ لكُمْ من الأنعام ثمانية أزواج" يعني خلق. وإنما جاز أن يقول أنزل لأن الأنعام لا تقوم إِلاَّ بالنبات والنبات لا يقوم إِلاَّ بالماء، والله جلّ ثناؤه ينزل الماء من السماء. قال: ومثله "قَدْ أنزلنا عليكم لِباساً" وهو جلّ ثناؤه إنما أنْزَلَ الماء، لكن اللباس من القطن، والقطن لا يكون إِلاَّ بالماء. قال: ومنه جلّ ثناؤه "وليَسْتَعْففِ الَّذِين لا يجدون نكاحاً" إنما أراد والله أعلم - الشيء يُنْكَحُ بِهِ من مَهْر ونَفقة، ولا بد للمتزوج بِهِ منه)
وقال البطليوسي في الإنصاف:
(فسمى المطر لباسا اذ كان سببا لذلك على مذهب العرب في تسمية صلى الله عليه وسلم الشيء r باسم الشيء اذا كان منه بسبب وهذا يسمية أصحاب المعاني التدريج. ونحوه قولهم للمطر سماء لأنه ينزل من السماء وللنبت ندى لأنه عن الندى يكون وللشحم ندى لأنه عن النبت يكون. قال ابن أحمر:
كثور العداب الفرد يضربه الندى ........... تعلى الندى في متنه وتحدرا
فالندى الأول المطر والندى الثاني الشحم
وقال معاوية بن مالك معود الحكماء:
إذا سقط السماء بأرض قوم ........... رعيناه وإن كانوا غضابا
ونحوه قول الراجز:
الحمد لله العزيز المنان .............. صار الثريد في رؤوس العيدان
يريد السنبل).
وقال شمر بن حمدويه [كما في اللسان (ن ف ج)]
(النافجة من الرياح التي لا تشعر حتى تنتفج عليك و انتفاجها خروجها عاصفة عليك وأنت غافل قال وقد تسمى السحابة الكثيرة المطر بذلك كما يسمى الشيء باسم غيره لكونه منه بسبب)
وقال الجواليقي في شرح أدب الكاتب:
(والعرب تسمى الشيء [باسم الشيء] إذا تعلق به أو جاوزه أو كان منه بسبب ومن ذلك الصلاة على الميت إنما هي الدعاء له)
وقال الزجاجي في أماليه:
(والأشفار: أطراف الأجفان التي ينبت عليها الشعر والشعر هو الهدب. فجعلت الأشفار ها هنا الشعر نفسه لأن العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا جاوره أو ناسبه)
ولابن قتيبة مبحث مطول في نحو هذا الباب في أوائل كتابه الفذ (أدب الكاتب) بعد مقدمته الطويلة.
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:56 ص]ـ
اللهم أكرم أبا مالك العوضي بالفردوس الأعلى.
¥