[الخنفشار]
ـ[محمد أبو عمران]ــــــــ[08 - 04 - 06, 08:53 م]ـ
[الخنفشار]
ما هو الخنفشار؟ ربما سمعت بها من ذي قبل، لكن إليك هذه القصة.
من المعروف عن علماء اللغة الأوائل أنهم كانوا يجوبون البوادي والفيافي بحثا عن العرب الصرحاء ليأخذوا منهم اللغة العربية صافية سليمة لم يشبها الاحتكاك بالشعوب المجاورة. وكان علماء اللغة قد جمعوا الكثير من لغة هؤلاء العرب الصرحاء، وكان بعضهم يعتد ويفتخر بما لديه من الغريب والكلم الذي جمعه من العرب الفصحاء. ومن هؤلاء كان هناك عالم لا يسأل عن كلمة إلا شرحها وتكلم عن معناها ودلالتها ومن القبائل التي تستخدمها مع ذكر شاهد شعري أو نثري يحتوي عليها.
وبسبب اجابته الحاضرة عن كل سؤال او كلمة، شك بعض طلابه في ان تكون هذه الحصيلة العلمية والمفردات العربية مجرد أشياء يؤلفها من رأسه وليست مأخوذة فعلا عن كلام العرب أو لهجاتهم الخاصة. فتواطئوا على ان يفحموه ويسألوه عن كلمة لا ينطق بها العرب أصلا وليست من كلامهم
ليسمعوه ولو مرة واحدة يقول: لا أعرف هذه الكلمة، أو ليس لدي علم بها. فقالوا ليأت كل منا بحرف ومن ثم نجمع هذه الحروف لتكون كلمة، إلى أن عملوا كلمة (خنفشار). بعدها جاؤوا لشيخهم فقالوا: يا شيخنا الفاضل، نريد أن نعرف ما هو (الخنفشار)؟ تفكر الشيخ قليلا واحس ان في المسألة خبيئا قد خبئه له هؤلاء الطلاب (الزعران) ليفحموه. لكنه لم يلبث أن أجاب على الفور: الخنفشار نبات ينبت في أطراف بلاد اليمن، إذا وضع في الحليب راب، قال الشاعر: لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليبَ الخنفشارُ.
فتعجب الطلاب من بداهته، واحتاروا في أمرهم: فهل وافقوا بسؤالهم كلمة موجودة أصلا في اللغة العربية قد تكون من أصول غير عربية، أم أن الشيخ أحس بما خبئوه له فلفق إجابة من رأسه ليفسد عليهم الخطة؟
منقول
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:43 ص]ـ
حدثت حادثة تشبه هذه، و هي أن جماعة من الطلاب اجتمعوا فألفوا كلمة، ثم عرضوها على أحد شيوخهم، فأخبرهم بمعناها، فرموه بالكذب.
ثم لما مات هذا الشيخ، حضر الطلاب مجلسا سمعوا المدرس يذكر تلك الكلمة و يشرحها كما شرحها الشيخ الأول، فندموا على ما فعلوا.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:47 ص]ـ
فقالوا: يا شيخنا الفاضل، نريد أن نعرف ما هو (الخنفشار)؟ تفكر الشيخ قليلا واحس ان في المسألة خبيئا قد خبئه له هؤلاء الطلاب (الزعران) ليفحموه. لكنه لم يلبث أن أجاب على الفور: الخنفشار نبات ينبت في أطراف بلاد اليمن، إذا وضع في الحليب راب، قال الشاعر: لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليبَ الخنفشارُ.
يبدو أن هذا الشيخ يعيش في أطراف بلاد أخرى أبعد ماتكون عن أطراف اليمن, لكيلا يسافروا -- من خلفه--بحثاً عن صدقه من عدمه؟؟
هذا الموضوع أظن تكرر هنا في ملتقى أهل الحديث قديماً, ولكن كضرب مثال عن حالات بعض الكذابين وجسارتهم
زكرياء توناني: ماذكرته مؤثر جداً
ـ[بن طاهر]ــــــــ[11 - 04 - 06, 02:04 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
فائدة: قال صاحبُ تَاجِ الْعَرُوس (شرح القاموس):
خ-ن-ش-ف-ر
الخَنْشَفِير، كقَنْدَفِير، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ، وقال الصّغانيّ: أُمُّ خَنْشَفِيرٍ: الدَّاهِيَةُ، والوَزْن به غَرِيب، ولو قال كزَنْجَبِيل كان أَوْلَى وأَقْرَبَ للتَّفْهِيم، كما هو ظَاهِرٌ. وهذه اللَّفْظَة قَرِيبَة من لفْظَةِ الخِنْفِشَار، بالكسر، وهي مُوَلَّدة اتفاقاً، واستُعْمِل الآن في التَّعَاظُم، ولها قِصَّة عَجِيبَة ذكرَهَ المَقَّرِيّ في نَفْح الطِّيب، وأَنْشَد الشَّعْر الذي صَنعَه المُوَلّدُ بَدِيهَةً على قَوْلِه حِين سُئل عنها فَقَال إِنَّهَا نَبْتُ يُعْقَد به اللَّبَن وقال:
لقد عُقِدَتْ مَحَبَّتُكُم بقَلْبِي ... كَمَا عَقَدَ الحَلِيبَ الخِنْفِشَارُ.
فتَعجَّبوا من بَدِيهَته، وقد نُسِب ذلك إِلى أَبِي العَلاءِ صَاعد اللُّغَويّ صاحِبِ الفُصًوصِ، وقيل الزَّمَخْشَريّن والأَوَّلُ أَقْرب. واستَدْرَك شَيْخُنا: خشنشار الواقع في قَوْل أَبِي نُواس:
كأَنَّهَا مُطْعَمَةٌ فَاتَهَا ... بين البَسَاتِينِ خشنشار.
قال شارِحُ دِيوَانِه: هو من طُيُور الماءِ، وهو قَنصُ العُقَابِ، ونَقَله الخَفَاجِيّ في شِفَاءِ الغَليل.
(نقلتُ هذا من موقع الورّاق، ولم أصحّح أخطاء التّشكيل فلستُ أهلاً لذلك ... )
ـ[محمد أبو عمران]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:35 م]ـ
وما رأيك الأخ الكريم محمد سفر العتيبي فيما أورده الأخ الكريم بن طاهر عن صاحب تَاجِ الْعَرُوس شارح القاموس في اشتقاق الكلمة ومعناها وقصتها؟