تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإنجليزية، وإنما يوصف بها الفعل في كتب النحو!

إذا أردت أن ترى ركاكة هذا الأسلوب أو التركيب الجديد فانظر ما يحدث لو أنك عبرت به عن معاني الآيات التالية:

{إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ *) وَإذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت * وَإذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} [التكوير: 1 - 13]

* كنت ستقول ـ حماني الله وإياك:

إذا الشمس تم تكويرها، وإذا النجوم تم انكدارها، وإذا الجبال تم تسييرها، وإذا العشار تم تعطيلها، وإذا الوحوش تم حشرها، وإذا البحار تم تسجيرها، وإذا النفوس تم تزويجها، وإذا الموؤودة تم سؤالها بأي ذنب قتلت، وإذا الصحف تم نشرها، وإذا السماء تم كشطها، وإذا الجحيم تم تسعيرها، وإذا الجنة تم إزلافها.

فهل يقول مثل هذا إنسان بقيت له أثارة من حس جمالي، أو سليقة عربية؟ كلاَّ. ولذلك فإن أكثر الناس استعمالاً لكلمة تم بهذا المعنى لا يلتزم بها في كل حال، بل يجد نفسه مضطراً للجوء إلى الصيغة الفصيحة (1).

كيف إذن نصحح هذا الخطأ الذي رسخ في أذهاننا سنين عدة؟ إن اول خطوة هي أن نكون مقتنعين بخطئه وقبحه، ثم إذا كان الواحد منا كاتباً فعليه أن يراجع ما كتب ليحذف منه كل ورود لكلمة تم بهذا المعنى الغالط، وإذا كان مصححاً في صحيفة أو دار نشر فعليه أن يفعل مثل ذلك. ثم على الأساتذة ولا سيما مدرسي اللغة العربية أن ينبهوا طلابهم إلى هذا حتى لو كانوا هم أنفسهم من الذين يرتكبون هذا الخطأ.

أكرر أخيراً أن هذا ليس إنكاراً مني لعربية الكلمة كما ظن ذلك بعض من سمعوا اعتراضي على هذا الاستعمال لها؛ إذ لا ينكر عربيتها من له أدنى إلمام بكتاب الله تعالى، لكننا إنما ننكر وضعها في غير موضعها. وقديما قال سيبويه:

فليس لك في هذه الأشياء إلا ان تجريها على ما أجروها، ولا يجوز لك أن تريد بالحرف [يعني الكلمة] غير ما أرادوا.


(*) رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة.

(1) هذا يذكرني بصيغة استغربت لها في اللغة الملاوية. كنا في مؤتمر إسلامي بالعاصمة الماليزية، وكانت بعض الأوراق تتلى فيه بلغة القوم، وكنت من الذين يجلسون ويستمعون مع أنني لا أفهم شيئاً. غير أنني لاحظت انهم يكررون بعض الكلمات مرتين، فيقول أحدهم مثلاً: كتاب كتاب، رسول رسول، ملك ملك. فلما سألتهم عن ذلك أخبروني بأن هذه هي صيغة الجمع عندهم. قلت: أفكلما أردتم جمع اسم كررتم مفرده هكذا مرتين؟ قالوا: نعم! قلت: كيف إذن تترجمون قول الله ـ تعالى ـ: {إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35]. فضحكوا وقالوا: هذه ندعها كما هي.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 04 - 06, 11:57 م]ـ
أحسن الله إليكم!

هذا يذكرني ببعض الكتاب المعاصرين - رحمه الله -

إذ يذكر في مقال له أن صيغة ما لم يسم فاعله مما يجب حذفه من كتب النحو!!

يقول: (فلماذا تقول: كُسِرَ الزجاج وتثقل العبارة؟ عليك أن تقول: انكسر الزجاج وانتهى الأمر)!!

ومما يتصل بهذا الباب أيضا ما يشيع عند العوام من قولهم:

(أُلْقِيَ القبضُ على فلان) (عافانا الله وإياكم!!!)

والصواب في ذلك (قُبِضَ على فلان)

ولم أجد في كتب اللغة ما يشهد للعبارة الأولى، ولا غبارَ على العبارة الثانية

فإذا أتيت إلى خواص الناس - ولا أقول عوامهم - وجدتهم يتحامون منها ويظنونها من العامية!!

ـ[أبو حازم السنيدي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:41 م]ـ
انتقاء رائع أبا محمد

وهذا موضوع له صلة

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30952

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[11 - 04 - 06, 05:46 م]ـ
لم يفطن الشيخ جعفر ولا أخانا النقاب عصام إلى سرّ إقبال الناس على هذه الكلمة!!

وخطر لي الآن، قبل أن أفشي هذا السرّ، أن أدعوكم إلى تخمينه!!

اعتبروه لغزاً أو إغراباً أو مداعبة أو تسلية!!

ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[12 - 04 - 06, 04:31 م]ـ
كثير من الاستعمالات الصحفية مأخوذة من اللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية)

فالفعل ( do) وإخوانه وكذا الفعل ( have) وإخوانه يسبقان بعض الأفعال بشروط معروفة

فانتقل هذا الأسلوب إلى لغة البيان والاختصار عبر الترجمات ...

ولذا

نجد أن الفعل المبني للمجهول (وفي رواية الذي لم يسم فاعله وهو أحب إلي) هجر في الخطابات الرسمية

فمثلا يقولون

وقد تم االرفع بالخطاب إلى الوزير

بدلا من

وقد رفع بالخطاب إلى الوزير

وقد وجدت كثيرا من الأساليب المستحدثة مستوردة من لغة العي والتطويل

إلى لغة البيان والاختصار

وصدق ابن خلدون في قاعدة المغلوب والغالب.

والله المستعان

أبو سعد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير