هل يمكنك أن تصبح شاعراً؟
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[16 - 08 - 06, 11:05 ص]ـ
الذين يتردد في دواخلهم و مخيلاتهم الرغبة في قول الشعر، فيدفعهم ذلك ولو في خلوة مع أنفسهم إلى قول ما يظنونه شعراً أو ما يشبه الشعر، هؤلاء قد يملك كثير منهم موهبة مخبوءة أو مطمورة، تظهر وتقوى إذا ما أتيح لها جو مناسب وظرف موائم، واخترقت ما توالى عليها من ركام، ونفضت ما علاها من غبار، وقيَّض الله لها مشجعاً ناصحاً لا لاعباً لاهياً هازلاً، ولا متسلياً ساخراً؛ وقد يأخذ أصحابها طريقهم لقول شعر حقيقي جميل.
والذين يمارسون أحياناً سجع الكلام هم أيضاً قد يحملون بين جوانحهم روحاً شاعرية تتوارى خلف ظروف لو تغيرت لأتاحت لهم أن يبتدئوا طريقاً حقيقية في ممارسة الشعر والارتقاء فيه صُعُداً، أو التعثر والبقاء في حدود الخطوات الأولى إن لم يجدوا من يأخذ بأيديهم، وينمي موهبتهم، ويصقل تجربتهم.
إن كثيراً ممن يسمَّوْن بالشعراء العاميين أو الشعبيين من زجَّالين ونبَّاطين وغيرهم يملكون استعداداً لقول الشعر العربي الفصيح إن هم تعلموا العَروض وتشبعوا من قراءة الشعر العربي الموزون الملتزم بقواعد الشعر وفنونه، وتطلعوا إلى الارتقاء في سلم الأدب الرفيع.
مما تقدم ندرك أَنَّ مَنْ مَنَحَهُ الله موهبة الاستعداد لقول الشعر يمكنه ذلك إن تحققت له الأسباب التي تدربه وتشجعه وتصقل موهبته.
وهكذا ندرك أنه لا بد لمن يريد قول الشعر من توافر شرطين أساسين، هما:
أ - الموهبة والاستعداد الفطري.
ب - الرغبة والاندفاع.
أما الخطوات الأولى لقول الشعر فتتمثل في الآتي:
1 - اختيار بيت من الشعر لأحد الشعراء، ثم القيام بحفظه والترنم به.
2 - تقطيع هذا البيت من الشعر، ومعرفة تفعيلاته وبحره.
3 - محاولة كتابة بيت شعر من عندك على وزن البيت السابق.
4 - تقطيع البيت الجديد، وكتابة تفعيلاته.
5 - تكرار المحاولة مع أبيات أخرى، وفي مناسبات عديدة.
6 - محاولة كتابة عدة أبيات على وزن واحد.
7 - التزام القواعد المتعلقة بالروي والقافية، والاستفادة من جوازات التغيير في التفعيلات أو الضرورات المقبولة إن دعت الحاجة إلى ذلك.
8 - أعد قراءة ما كتبتَ من شعر عدة مرات، وحاول معرفة ما يُحتمل وجوده من الخلل وحاول إصلاحه بنفسك.
9 - اعرض الأبيات التي كتبتها على مختص في اللغة العربية ممن له إلمام ومعرفة بالأوزان الشعرية ليرشدك وينصحك، وإياك أن تقرأ أبياتك لمن يكثر الهزء و المزاح من زملائك أو أصحابك؛ فإنه إما أن يهزأ بك ويجعل منك أضحوكة فيثبطك، أو يغشك فيحول بينك وبين الصواب.
(منقول من مقال للأستاذ مروان كجك صدر في عدد سابق من مجلة البيان)