في البرهان في علوم القرآن (1/ 376)، نقلاً عن الكتاب لابن درستويه ص 7:
((خطان لا يُقاس عليهما: خط المصحف، وخط تقطيع العروض… ووجدنا كتاب الله -جلَّ ذكره- لا يُقاس هجاؤه، ولا يُخالَف خطُّه، ولكنه يُتَلقَّى بالقبول على ما أُودع المصحفَ))
ـ[أ. د.ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 10:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
هناك علاقة وطيدة بين ما نكتب به الآن من الكتابة العربية، وبين رسم المصحف، فقد تحدث كثير من القدماء والمحدثين بأسلوب يوحي أن هناك انفصالاً وتباعداً بينهما. وردد بعض طلبة العلم قول ابن درستويه: (ووجدنا كتاب الله -جلَّ ذكره- لا يُقاس هجاؤه، ولا يُخالَف خطُّه، ولكنه يُتَلقَّى بالقبول على ما أُودع المصحفَ). حتى قال أبو حيان: فقد صار الاصطلاح في الكتابة على ثلاثة أنحاء: اصطلاح العروض، واصطلاح كتابة المصحف، واصطلاح الكتّاب في غير هذين.
والحق أن هناك التباساً وقع فيه كثير من الدارسين، حين نظروا إلى الرسم العثماني من خلال القواعد التي وضعها علماء العربية، واعتقدوا أن الكتابة العربية كانت في النصف الأول من القرن الهجري الأول على نحو ما نجده في كتب علماء العربية عن الهجاء، ومن ثم اعتبروا ما جاء في الرسم العثماني من ظواهر كتابية خروجاً على تلك القواعد، واعتبرها بعضهم خطأ، واكتفى آخرون بالقول بأن الرسم لا يقاس عليه ولا يخالف.
وقد ظل الرسم المصحفي نموذجاً يلتزمه كثير من الكتاب في رسم بعض الكلمات في القرون الأولى يدل على ذلك ما نجده من إشارات في بعض الكتب المتقدمة من حرص الكتّاب على التزام صور هجاء لكلمات في رسم المصحف.
وإن كل ما نجده في الرسم العثماني من ظواهر كتابية إنما كان يستعمله الكتاب في كل ما يكتبون، لكن الفجوة بين ما نجده في الرسم وما يستعمله الكتاب أخذت تتسع كلما تقدمت السنون، اعتباراً من القرن الهجري الأول، حتى وضع علماء العربية القواعد واستقرت الكتابة على ما نجده في كتبهم.
إلا أن الذي بجب أن يبرز هنا هو أن الاختلاف بين ما استقر عليه الإملاء العربي وبين ما نجده في رسم المصحف لم تكن كبيرة جداً بحيث يسوغ الحديث عن نظامبن أو ثلاثة.
ويمكن للإخوة الذين لديهم اهنمام بهذا أن بعودوا إلى كتاب (رسم المصحف) للأخ الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد. فإن فيه الغنى والكفاية إن شاء الله.
لكنني لن أغادر هذا المكان حتى أنصح طلبة العلم بقراءة ودراسة كتب رسم المصحف، وإن من أجودها منظومة الإمام الشاطبي (عقيلة أتراب القصائد) التي شرحت بشروح مختلفة من أجودها شرح علم الدين السخاوي. والتي أسماها (كتاب الوسيلة إلى كشف العقيلة) وهو كتاب نافع، لكن طالب العلم يحتاج إلى دراسته على الشيوخ الضابطين، وأعتقد أن الأخ الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري ماهر مجيد في هذا. والله الموفق للصواب، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل. والله يرعاكم ويحفظم.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:51 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
وهذا كتاب رسم المصحف لغانم قدوري الحمد
من هنا ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1673)