تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حتى المحاريب تبكي وهي جامدة]

ـ[أبو أحمد محمد شريط الشارفي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:16 ص]ـ

رثاء الأندلس ... أبو البقاء الرندي

" وإن شئت فقل رثاء فلسطين، بل العراق، بل أفغانستان، بل الشيشان -آه ياشيشان ومن يذكرك اليوم- بل بل ....... ولو كان هما واحدا لاحتملته **ولكن هم وثان وثالث

والله المستعان وعليه وحده التكلان"

لكل شيء إذاماتم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كماشاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لاتبقى على أحد ولا يدوم على حال لها شان

أين الملوك ذوي التيجان من يمن وأين منهم أكاليل وتيجان

وأين ماشاده شدادفي إرم وأين ماساسه في الفر س ساسان

وأين ماحازه قارون من ذهب و أين عاد وشداد وقحطان

أتى على الكل أمر لامرد حتى قضوا فكان القوم ماكانوا

وصار الأمر من مَلكٍ ومن مُلك كما حكى عن خيال الطيف وسنان

كأنما الصعب لم يسهل له سبب يوماً ولا ملك الدنيا سليمان

فجائع الدنيا أنواع منوعة وللزمان مسرات وأحزان

وللحوادث سلوان يسهلها ولما حل بالأسلام سلوان

دهى الجزيرة أمر لا عزاء له هوى له أحد وأنهد ثهلان

في العين في الأسلام فارتزأت حتى خلت منه أقطار وبلدان

فأسأل بلنسية ماشان مرسية وأين شاطبة أم أين جيان

وأين قرطبة دار العلوم فكم من عالم قد سما فيها له شان

وأين حمص وماتحويه من نزه ونهرها العذب فياض وملآن

قواعد كن أركان البلاد فما عسى البقاء إذا لم تبق أركان

تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما بكى لفراق الإلف هيمان

على ديار من الأسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عمران

حيث المسلجد قد صارت كنائس مافيهن إلا نواقيس وطبان

حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى المنابر تبكي وهي عيدان

ياغافلاً وله في الدهر موعضة إن كنت في سنةٍ فالدهر يقضان

وماشياً مرحاً يلهيه موطنه أبعد حمص تغر المرء أوطان

تلك المصيبة أنست ماتقدمها ومالها من طوال الدهر نسيان

ياراكبين عتاق الخيل ضامرة كأنها في مجال السبق عقبان

وحاملين سيوف الهند مرهفة كأنها في ظلام النقع نيران

وراتعين وراء البحر في دعة لهم بأوطانهم عز وسلطان

أعندكم نبأ من أهل أندلس فقد سرى بحديث القوم ركبان

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز أنسان

لماذا التقاطع في الأسلام بينكم وأنتم ياعباد الله أخوان

يامن لذلة قوم بعد عزتهم أحال حالهم جور وطغيان

بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم واليوم هم في بلاد الكفر عبدان

فلو تراهم حيارى لادليل لهم عليهم في ثياب الذل ألوان

يارب أم وطفل حيل بينهما كما تفرق أروح وأبدان

وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت كأنما هي ياقوت ومرجان

يقودها العلج للمكروه مٌكرهة والعين باكية والقلب حيران

لمثل هذا يبكي القلب من كمد إن كان في القلب إسلام وإيمان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير