تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إن هذه الشريعة عربية .....]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 05:17 م]ـ

هذه المشاركة خاطرة تتلجلج في صدري منذ زمن، وبارقة تظهر أمام عيني بين الفينة والفينة عندما أرى هذا الرأي الشاذ أو ذاك.

ولقد كدتُ أضع مشاركتي هذه في قسم اللغة العربية، ثم رجعتُ إلى نفسي فقلت: بل هي بالعلوم الشرعية أليق، وبها ألصق.

وجدتُ هذا الكلام لإمام الفن الشاطبي رحمه الله، فرأيتُ عبارته قد أتت على ما يكنه قلبي، وما تجيش به نفسي، ولا أستطيع أن أعبر عما أريد بلفظ أحسن.

< قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات:>

(( .... غير أنه يُتكلَّم من الأحكام العربية فى أصول الفقه على مسألة هى عريقة فى الأصول، وهى أن القرآنَ عربي والسنةَ عربية، لا بمعنى أن القرآن يشتمل على ألفاظ أعجمية فى الأصل أو لا يشتمل؛ لأن هذا من علم النحو واللغة، بل بمعنى أنه في ألفاظه ومعانيه وأساليبه عربى بحيث إذا حُقِّقَ هذا التحقيق سُلِكَ به فى الاستنباط منه والاستدلال به مَسْلَكَ كلام العرب في تقرير معانيها ومَنَازِعِها فى أنواع مخاطباتها خاصة؛ فإن كثيرا من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها، لا بحسب ما يُفْهَم من طريق الوضع، وفى ذلك فساد كبير وخروجٌ عن مقصود الشارع ... )).

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي

ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 11:46 م]ـ

فإن كثيرا من الناس يأخذون أدلة القرآن بحسب ما يعطيه العقل فيها، لا بحسب ما يُفْهَم من طريق الوضع،

الأمر يحتاج إلى تفصيل منكم بارك الله فيكم

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:36 ص]ـ

ماذا تقصد يا أخي الكريم؟

ـ[الناصري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:02 ص]ـ

الشاطبي في كتابيه الموافقات والإعتصام عظّم من شأن اللغة العربية، وأشاد بها، بل ذكر أن فهم الشريعة لن يكون إلا بفهم اللغة العربية.

وذكر أن التمكن من اللغة العربية وفهمها على التمام هو من أهم الشروط الواجب توفرها في المجتهد بل قد ذكر أن المجتهد يجب أن يكون (مجتهداً) في اللغة العربية حتى يفهم الشريعة ويكون اجتهاده صحيحاً خاصة إذا كانت المسألة المجتهد فيها لها لها اتصال بالاستنباط من الخطاب الشرعي وليست خاضعة للنظر المصلحي ...

يقول في بعض المواضع:" الشريعة عربية،وإذا كانت عربية؛ فلا يفهمها حق الفهم إلا من فهم اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيّان في النمط ... فإذا فرضنا مبتدئاً في فهم العربية؛فهو مبتدئ في فهم الشريعة،أو متوسطاً فهو متوسط في فهم الشريعة،والمتوسط لم يبلغ درجة النهاية، فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية كان كذلك في الشريعة، فكان فهمه فيها حجة كما كان فهم الصحابة وغيرهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجة.

فمن لم يبلغ شأوهم،فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل من قصر فهم لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولاً .. ".

وبين في كتابه الإعتصام أن من أعظم الأسباب للإبتداع في دين الله تعالى هو عدم معرفة لسان العرب ...

فيأتي المرء فيفهم من الخطاب الشرعي غير ما أُريد به لأجل الجهل بأساليب العرب ..

ولذا كان علم أصول الفقه_ وهو العلم الذي يضبط طريقة استثمار النصوص الشرعية_ قائماً على ركنين أساسيين:

الأول: المقاصد: وتبحث في مباحث القياس والعلة و ا لمصالح المرسلة ..

والثاني: لسان العرب: وفهم دلالات الألفاظ وطريقة اقتناص الأحكام من الخطاب،وأكثر مباحث علم أصول الفقه هي مباحث عربية كما أشار لذلك القرافي وغيره وكما هو ظاهر ..

ولذا قال شيخ الإسلام في الإقتضاء:"إن نفس اللغة العربية من الدين،ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض،ولايفهم إلا بفهم اللغة العربية،ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب ".

والشاطبي لم يقف على هذا الأمر في التعظيم من شأن اللغة العربية، وجعلها من شروط الإجتهاد بل ذكر شيئاً أثار خلافاً بين الأصوليين فيما بعد،وهو اشتراطه أن يبلغ المجتهد " في العربية مبلغ الأئمة فيها؛ كالخليل،وسيبويه، والأخفش،والجرمي،والمازني ومن سواهم " ..

وهو يعني بذلك _كما بينه في موضع آخر _ " تحرير الفهم حتى يضاهي العربي في ذلك المقدار "

ويقصد بذلك أن يكون فهمه للخطاب العربي كفهم العرب والأئمة في العربية ..

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:14 م]ـ

أين الشاطبي من المفتي في زماننا الذي تجده يلحن في كلامه!!

ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 07:40 م]ـ

ماذا تقصد يا أخي الكريم؟

بارك الله فيكم.

أقصد أن كلام الشاطبي المتوفى 790 هـ يحتاج إلى شرح من أبي مالك العوضي حفظه الله.

وأنت تعلم أن ما نراه اليوم من تجاوزات وتطاولات على الشريعة بدعوى الاكتشافات العلمية الحديثة قد بلغ المدى , فترى لحى وعمائم تتفوه بمهاترات وافتراءات , فترى من يقول أن الدين يدعو إلى العلم , والعقل يوافق الشرع , ... الخ.

وكل هذا ينطبق عليه مقولة (كلمة حق يراد بها باطل).

إذا فإن قصدي هو الحديث عن الحدود الفاصلة التي يجب أن يتوقف عندها إعمال العقل مجردا , ومن هو المسموح له بإعمال عقله , وما هي مؤهلاته.

وما تعرضت له أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة ليس ببعيد.

وأيضا أقصد الحديث عن الإفتاء من قبل نسوان ينصبن الفاعل ويرفعن المفعول ابتلينا بهن على الفضائيات أو كما يسميها فضيلة الشيخ الحويني (الفضائحيات) , فتراهن قد لقبن بفقيهة العصر , وعالمة الزمان , ولا حول ولا قوة إلا بالله

إذا فإن القصد رعاك الله أن تتوسع بعض الشيء في شرح ما جئت به من درر , وأراك أهلا لذلك.

ووفقك الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير