أما قياس بحر على بحر، فأمر محال، لا قائل به من أهل الفن. ومن شاء أن يغير قواعد علم العروض، فليفعل مستندا إلى الذوق الفني – كما فعل أهل الموشحات مثلا - لا إلى القياس، فلا وجه له هنا.
ثم بعد ذلك، لا ينسب فعله إلى البحور العربية المعروفة، بل يخترع لها اسما آخر يليق بها.
وأين ما نحن فيه من القياس في الشرع؟
وهل تزعمون أن قياسكم من قبيل قياس العلة؟ فما العلة الجامعة بين المتدارك والبسيط؟
أو من قياس الشبه؟ فما وجه الشبه بينهما؟
أو الدلالة؟ فأي دلالة لبحور الشعر؟ وأي علة وأي حكم؟
أو غير ذلك، فما هو؟
ومبنى هذا العلم – كما لا يخفى عليكم - على التلقي من أفواه العرب، والسماع منهم.
والخليل – عليه رحمة الله – لم يخترع شيئا من عنده، وإنما تتبع أشعار العرب، ووضع لها تلك القوانين التي تداولها أهل العروض من بعده.
إذا عُلم هذا – وهو معلوم لديكم إن شاء الله تعالى – فإننا نقول:
هذه المساجلة – كما أرادها صاحبها – من بحر البسيط، من العروضة المخبونة والضرب المقطوع.
فالعروض لا بد فيها من الخبن (فعِلن) في القصيدة كلها (إلا في المطلع إن كان مصرعا).
وحشو البسيط يدخله الخبن في الخماسي والسباعي – وهو كثير – والطي في (مستفعلن) بقلة، والخبل فيه قبيح.
أما القطع فلا يكون في حشو البسيط أبدا. والتشعيث مثله.
ولعل الإشكال لديكم أتى من الخلط بين القطع في الضرب، وبين ما يجري من الزحاف في الحشو.
وهذا غير ذاك، فالأول لا يجري مجرى الزحاف، وإنما يلتزم في القصيدة كلها، مع التزام حرف اللين قبل الروي.
وعليه فلفظتا (فضلا و عمدا) لا تستقيمان في الوزن بلا مثنوية.
وبالجملة، هذه الأمور محسومة في كل كتب الفن، إنما ذكرتها هنا من باب التذكير.
وجزاكم الله خيرا.
السيد المكرم: الشيخ عصام البشير
لا فض فوك.لكن (استفهاما) لماذا لا يدخل التشعيث في حشو البسيط. و هو جار مجرى الزحاف؟
هل لأنهم لم ينصوا على ذلك؟ و هل إذا استعملت التشعيث مع عدم النص عليه من العروضيين
أكون خارجا عن حد البسيط؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:06 م]ـ
لكن (استفهاما) لماذا لا يدخل التشعيث في حشو البسيط. و هو جار مجرى الزحاف؟
هل لأنهم لم ينصوا على ذلك؟ و هل إذا استعملت التشعيث مع عدم النص عليه من العروضيين
أكون خارجا عن حد البسيط؟
نعم - أخي الكريم - بدون شك.
لكل بحر زحافات وعلل خاصة به، لا يجوز فيه غيرها.
وهم ينصون - بعد ذكر الجواز - على أن بعضها حسن كثير، وبعضها صالح، وبعضها قبيح، الخ.
بل قد ينصون على جواز بعضها، ويكون مهجورا أو قليلا في استعمال أئمة الشعر.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 02:13 ص]ـ
جزى الله خيرا أئمة هذا الملتقى ومساجلاتهم التي تذكرني بمجالس العلماء ثعلب والمبرد والكسائي واليزيدي وغيرهم
وإليكم هذا البيت بهذه المناسبة وصلا لما انقطع:
لنسلهم غدوة في العلم رائعة ... كأنها لعلوم القوم أنداء
تباحث ومجاراة وتبصرة ... فهم برغم تنائيهم أشقاء
حفظكم الله
===========
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 09:55 م]ـ
آخر بيتيْك مضمومٌ يا محمد والقافية مكسورة ...
أعد المحاولة لا فض الله فاك
ـ[أبو عبد الرحمن الحراني]ــــــــ[08 - 10 - 06, 08:56 ص]ـ
الله يعلم ما رددت ذكركمُو ** إلا و فاحت لطيب الذكر أرجائي
فهلا قبلتم بضيف حل بينكمُ** و ألقى السلام على خير الأحبائي
و بات منتظرا للرد مرتقبا ** فجودوا كجود حاتم الطائي (إبتسامة)
لا تحملوا تطفلي فوق طاقته ...
ـ[أبو عبد الرحمن الحراني]ــــــــ[09 - 10 - 06, 08:18 ص]ـ
يا مَنْ وَرِثْتُمْ عُلُومًا قَدْ سَمَا نَجْمُهَا ***** لَا تَبْلُغُنَّ الْعُلَا بِالْهِمَّةِ العَجْفَاءِ.
كذا يستقيم البيت على ما أظن:
يا مَنْ وَرِثْتُمْ عُلُومًا هَامَتْ لِرِفْعَتِهَا ***** رُوحُ الأُخُوَةِ كَذَا لاَحَتْ بِعَلْيَاءِ
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 11:15 ص]ـ
آخر بيتيْك مضمومٌ يا محمد والقافية مكسورة ...
أعد المحاولة لا فض الله فاك
أي المحمدين تقصد أخي؟؟
إن كان إياي ففصل لي العيب الذي ببيتي حفظك الله فإن عيني المريضة لم تر به عيبا.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 01:39 م]ـ
بل إياك أقصدُ يا محمد, فالبيتان لا إشكال في وزنهما, معناهما, لكنهما يختلفان عما سار عليه الإخوة في قافية الهمزة المكسورة, وأنت قلت:
كأنهم لعلوم القوم أنداءُ
فهم برغم تنائيهم أشقاءُ
والقصيدةُ لو تأملت قافيتها تجدها جاءت مكسورةً (أحبائي - النائي - أدواءِ - الداءِ- ..... الخ)
أرجو أن أكون وفقتُ للتوضيح لك ..
ـ[ساري]ــــــــ[26 - 10 - 06, 12:56 ص]ـ
ما زال يذكرني ذنبي وأذكره ... والدهر يسرع بي من غير إبطاء
يا راحما دمعي دعني أجود به ... ما ذقت ما وجدت نفسي وأحشائي
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 03:35 ص]ـ
وهذه مساهمة من أخيكم الصغير أرجو تقويمها:
دعني ومدحي قوماً لست أذكرهم === إلا وقلت جهاراً يا أحبائي
يا ملتقى لشيوخ العلم قد جمعت === فيك العلوم وسُدت كل أنحاء
¥