يقودهم جيش الملائكة العلى ... دفاعا ودفعا عن مصل وصائم
فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما ... كما فرق الإعصار عظم البهائم
وباليمن الممنوع فتيان غارة ... إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم
وفي جانبي أرض اليمامة عصبة ... معاذر أمجاد طوال البراجم
نستفينكم والقرمطيين دولة ... تقووا يميمون التقية حازم
خليفة حق ينصر الدين حكمه ... ولا يتقي في الله لومة لائم
إلى ولد العباس تنمي جدوده ... بفخر عميم مزبد الموج ناعم
ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم ... فاهلا بماضي منهم وبقادم
محلهم في مسجد القدس أولدى ... منازل بغداد محل المكارم
وإن كان من عليا عدي وتيمها ... ومن أسد هذا الصلاح الحضارم
فاهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا ... بهم من خيار سالفين أقادم
هم نصروا الإسلام نصرا مؤزرا ... وهم فتحوا البلدان فتح المراغم
رويدا فوعد الله بالصدق وارد ... بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم
سنفتح قسطنطينية وذواتها ... ونجعلكم فوق النسور القعاشم
ونفتح أرض الصين والهند عنوة ... بجيش لأرض الترك والخزر حاطم
مواعيد للرحمن فينا صحيحة ... وليست كآمال العقول السواقم
ونملك أقصى أرضكم وبلادكم ... ونلزمكم ذل الحر أو الغارم
إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه ... جميع الأراضي بالجيوش الصوارم
أتقرن يا مخذول دينا مثلثا ... بعيدا عن المعقول بادي المآثم
تدين لمخلوق يدين لغيره ... فيا لك سحقا ليس بخفي لعالم
أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهت ... كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم
وعود صليب ما تزالون سجدا ... له يا عقول الهاملات السوائم
تدينون تضلالا بصلب إلهكم ... بأيدي يهود أرذلين لآئم
إلى ملة الإسلام توحيد ربنا ... فما دين ذي دين لها بمقاوم
وصدق رسالات الذي جاء بالهدى ... محمد الآتي برفع المظالم
وأذ عنت الأملاك طوعا لدينه ... ببرهان صدق طاهر في المواسم
كما دان في صنعاء مالك دولة ... وأهل عمان حيث رهط الجهاضم
وسائر أملاك اليمانين أسلموا ... ومن بلد البحرين قوم اللهازم
أجابوا لدين الله لا من مخافة ... ولا رغبة يحظى بها كف عادم
فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة ... بحق يقين بالبراهين فاحم
وحاباه بالنصر المكين إلهه ... وصير من عاداه تحت المناسم
فقير وحيد لم تعنه عشيرة ... ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم
ولا عنده مال عتيد لناصر ... ولا دفع مرهوب ولا لمسالم
ولا وعد الأنصار مالا يخصم ... بلى كان معصوما لأقدر عاصم
ولم تنهنهه قط قوة آسر ... ولا مكنت من جسمه يد ظالم
كما يفتري إفكا وزورا وضلة ... على وجهه عيسى منكم كل لاطم
على أنكم قد قلتموا هو ربكم ... في الضلال في القيامة عائم
أبى لله أن يدعى له ابن صاحب ... ستلقى دعاة الكفر حالة نادم
ولكنه عبد نبي رسول مكرم ... من الناس مخلوق ولا قول زاعم
أيلطم وجه الرب تبا لدينكم ... لقد فقتم في قولكم كل ظالم
وكم آية أبدى النبي محمد ... وكم علم أبداه للشرك حاطم
تساوي جميع الناس في نصر حقه ... بل لكل في إعطائه حال خادم
فعرب وأحبوش وفرس وبربر ... وكرديهم قد فاز قدح المراحم
وقبط وأنباط وخزر وديلم ... وروم رموكم دونه بالقواصم
أبوا كفر أسلاف لهم فتمنعوا ... فآبوا بحظ في السعادة لازم
به دخلوا في ملة الحق كلهم ... ودانوا لأحكام إلاله اللوازم
به صح تفسير المنام الذي أتى ... به دانيال قبله حتم حاتم
وهند وسند أسلموا وتدينوا ... بدين الهدى رفض لدين الأعاجم
وشق له بدر السموات آية ... وأشبع من صاع له كل طاعم
وسالت عيون الماء في وسط كفه ... فأروى به جيشا كثيرا هماهم
وجاء بما تقضي العقول بصدقه ... ولا كدعاء غير ذات قوائم
عليه سلام الله ماذر شارق ... تعقبه ظلماء أسحم قاتم
براهينه كالشمس لا مثل قولكم ... وتخليطكم في جوهر وأقائم
لنا كل علم من قديم ومحدث ... وأنتم حمير داميات المحازم
أتيتم بشعر بارد متخاذل ... ضعيف معاني النظم جم البلاعم
فدونكها كالعقد فيه زمرد ... ودر وياقوت بإحكام حاكم
ـ[أبو عبدالله الوائلي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:39 ص]ـ
عن عصرنا فالعلامة أبو تراب الظاهري أسرع من أعلم في النظم والشعر. ومع سرعته في ذلك فإن قصائده لا تفنى من الجزالة والغرابة.
ـ[السيد رضا]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:43 ص]ـ
عن عصرنا فالعلامة أبو تراب الظاهري أسرع من أعلم في النظم والشعر. ومع سرعته في ذلك فإن قصائده لا تفنى من الجزالة والغرابة.
هل لديكم قصائد له فضيلة الشيخ أبو عبد الله الوائلى؟
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:49 ص]ـ
ومما يُذكر ههنا تائية شيخ الإسلام رحمه الله في القدر
قال البزار في الأعلام العلية: ((أخبرني الشيخ الصالح تاج الدين محمد المعروف بابن الدوري أنه حضر مجلس الشيخ رضي الله عنه وقد سأله يهودي عن مسألة في القدر قد نظمها شعرا في ثمانية أبيات.
فلما وقف عليها فكَّر لحظة يسيرة وأنشأ يكتب جوابها, وجعل يكتب ونحن نظن أنه يكتب نثرا, فلما فرغ تأمله من حضر من أصحابه وإذا هو نظم في بحر أبيات السؤال وقافيتها تقرب من مائة وأربعة وثمانين بيتا.
وقد أبرز فيها من العلوم ما لو شُرح بشرح لجاء شرحه مجلدين كبيرين)).
¥