تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أدب شيخ الإسلام ابن تيمية (رسائله من السجن)]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[01 - 09 - 06, 08:46 ص]ـ

أحببت إخواني المرام أن أضع هذا الموضوع في أي باب من أبواب المنتدى فوجدت أنسبها إليه هذا الباب، ولعل مشاركتكم فيه تثري جوانب من النقد والأدب وتوجيها إلى أدب شيخ الإسلام شعرا ونثرا ومدى اهتمامه بالسبك الأدبي وخصائص أسلوبه، فإني لم اجد أحدا تطرق في دراسة أدبية ول قصيرة إلى ذلك الجانب في تراث شيخ الإسلام، فهل يمكن ان نجد من هذه الرسائل مجرد فاتحة لهذا الأمر المهم الذي لم يوف العناية التي تليق بالشيخ؟؟

وهذه هي رسائله كما ذكرها تلميذه ابن عبد الهادي:

بعض رسائل

شيخ الإسلام – رحمه الله –

من السجن:

قال ابن عند الهادي:

وما زال الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذه المدة معظماً مكرماً، يكرمه نقيب القلعة و نائبها إكراما كثيرا، و يستعرضان حوائجه و يبالغان في قضائها.

وكان ما صنفه في هذه المدة قد خرج بعضه من عنده، وكتبه بعض أصحابه، و اشتهر، وظهر.

فلما كان قبل وفاته بأشهر ورد مرسوم السلطان بإخراج ما عنده كله، ولم يبق عنده كتاب ولا ورقة، ولا دواة، ولا قلم، وكان بعد ذلك إذا كتب ورقة إلى بعض أصحابه يكتبها بفحم. وقد رأيت أوراقا عدة بعثها إلى أصحابه، و بعضها مكتوب بفحم. منها ورقة يقول فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونحن لله الحمد و الشكر في نعم متزايدة متوافرة، وجميع ما يفعله الله فيه نصر الإسلام، وهو من نعم الله العظام. و ? هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ? ()، فإن الشيطان استعمل حزبه في إفساد دين الله، الذي بعث به رسله، وأنزل كتبه.

ومن سنة الله: أنه إذا أراد إظهار دينه، أقام من يعارضه، فيحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاق.

والذي سعى فيه حزب الشيطان لم يكن مخالفة لشرع محمد ? وحده بل مخالفة الدين جميع المرسلين: إبراهيم، وموسى و المسيح، ومحمد خاتم النبيين صلى الله عليهم أجمعين

وكانوا قد سعوا في أن لا يظهر من جهة حزب الله رسوله خطاب ولا كتاب، و جزعوا من ظهور الإخنائية، فاستعملهم الله تعالى حتى أظهروا أضعاف ذلك وأعظم، وألزمهم بتفتيشه ومطالعته، ومقصودهم إظهار عيوبه، و ما يحتجون به، فلم يجدوا فيه إلا ما هو حجة عليهم، وظهر لهم جهلهم وكبهم وعجزهم، وشاع هذا في الأرض، وأن هذا مما لا يقدر عليه إلا الله، ولم يمكنهم أن يظهروا علينا فيه عيباً في الشرع والدين، بل غاية ما عندهم: أنه خولف مرسوم بعض المخلوقين، والمخلوق كائناً من كان، إذا خالف أمر الله تعالى ورسوله، لم يجب، بل ولا يجوز طاعته، في مخالفة أمر الله ورسوله باتفاق المسلمين

وقول القائل: إن يظهر البدع، كلام يظهر فساده لكل مستبصر ويعلم أن الأمر بالعكس، فإن الذي يظهر البدعة، إما أن يكون لعدم علمه بسنة الرسول، أو لكونه له غرض وهوي يخالف ذلك، وهو أولى بالجهل بسنة الرسول، واتباع هواهم بغير هدي من الله ? ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله ? ()، ممن هو أعلم بسنة الرسول منهم وأبعد عن الهوى و الغرض في مخالفتها ? ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ? ().

وهذه قضية كبيرة لها شأن عظيم، ولتعلمن نبأه بعد حين.

ثم ذكر الشيخ في الورقة كلاماً، لا يمكن قراءة جميعه، لا نطماسه.

وقال بعده:

وكانوا يطلبون تمام الإخنائية، فعندهم ما يطمهم أضعافها، وأقوى فقهاً منها، وأشد مخالفة لأغراضهم. فإن الزملكانية قد بين فيها من نحو خمسين وجها: أن ما حكم به ورسم به، مخالف لإجماع المسلمين وما فعلوه - لو كان ممن يعرف ما جاء به الرسول، و يتعمد مخالفته - لكان كفراً وردة عن الإسلام، لكنهم جهال دخلوا في شيء ما كانوا يعرفونه، ولا ظنوا أنه يظهر منه أن السلطنة تخالف مرادهم والأمر أعظم مما ظهر لكم، ونحن والله الحمد، على عظيم الجهاد في سبيله.

ثم ذكر كلاما وقال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير