[فاظت نفسه ..]
ـ[باحثة]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ
يُروى أن الوزير أبا الحسن جعفر بن عثمان المصحفي، كتب كتابا إلى الزبيدي، حين كان صاحب الشرطة، جاءت فيه كلمة: "فاضت نفسه" بالضاد، فجاوبه الزبيدي بمنظوم بيّن له فيه الخطأ دون تصريح وهو:
قل للوزير السَّنِيِّ مَحْتِدُهُ ... لي ذمةٌ منك أنت حَافِظُها
عنايةٌ بالعلوم مَفخرةٌ ... قد بَهَظَ الأولين باهِظُها
يُقرّ لي عَمْرُها ومَعْمَرُها ... فيها ونظَّامُها وجاحِظُها
قد كان حَقًّا قَبُولُ حُرمتِها ... لكنَّ صرفَ الزمان لافظُها
وفي خُطوب الزَّمان لي عِظَةٌ ... لو كان يَثْنِي النفوسَ واعِظُها
لا تَدَعَنْ حاجَتِي مُطَرَّحَةً ... فإنّ نفسي قد فَاظَ فائِظُها
ففطن "المصحفي" بالطبع إلى خطئته، ولكنه أراد أن يطمئن إلى الصواب، فطلب الإيضاح بالشاهد، قائلا:
خَفِّض فُواقاً فأنت أوْحَدُها ... عِلماً وَنقَّابُها وحَافِظُها
كيف تضيعُ العلومُ في بلدِ ... أبناؤه كلُّهُمْ يحافِظُها
ألفاظُهم كلُّها معطَّلةٌ ... مالم يُعَوِّل عليك لافِظُها
من ذا يُساويك إن نطقتَ وقد ... أقرَّ بالعجز عنكَ جاحِظُها
علم ثَنَى العالمين عنك كما ... ثَنَى عن الشمس من يُلاحظُها
وقد أتتني فُديتَ شاغلةٌ ... للنفس أن قلتَ فاظ فائظُها
فاَوْضِحنها تَفُزْ بنادرةٍ ... قد يَهَظَ الأولينَ باهِظُها
فأجابه الزبيدي، مضمنا شعره الشاهد على ذلك:
أتاني كتاب من كريم مُكَرَّمٍ ... فنفَّس عن نفسٍ تكاد تَفِيظُ
فَسَرَّ جميعَ الأولياء ورودُه ... وسِيءَ رجالٌ آخرون وغِيظوا
لقد حَفِظ العهدَ الذي قد أضاعَهُ ... لَدَيَّ سِواهُ والكريمُ حفيظُ
وباحثتَ عن فاظتْ وقَبْلِيَ قالها ... رجالٌ لديهم في العلوم حظوظُ
روى ذاك عن كيسان سَهْلٌ وأنشدوا ... مقالَ أبي الغَيَّاظ وهو مَغِيظُ
"وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولستَ بغائظِ ... عَدُوَّا ولكنْ للصديق تغيظُ "
" فلا حَفِظ الرحمنُ روحَك حَيَّةً ... ولا وَهْيَ في الأرواح حين تَفِيظُ "
اهـ نقلا عن مقدمة الأستاذ الفاضل رمضان عبدالتواب لتحقيق كتاب لحن العوام للزبيدي ص22
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 09 - 06, 05:49 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وقد نقل بعض علماء العربية أنهما لغتان عن العرب.
وفي تاج العروس (مادة (فيظ)) تفصيل مفيد.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 09 - 06, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا