اشترطَ الزمخشريُّ في خبر (أنَّ) الواقعةِ بعد (لو) أن يكونَ خبرها فعلاً، واستدرك عليه الشيخ أن خبرها جاء اسماً جامداً، واسماً مشتقّاً في القرآن الكريم.
منع ابنُ الطراوةِ أن يقعَ المصدرُ المؤوَّلُ من (أن) والفعل مضافاً إليه، واستدركَ عليه الشيخُ أنَّ المصدرَ المؤول من (أن) والفعل جاءَ مضافاً إليه في ثلاثةٍ وثلاثين موضعاً من القرآن.
منع النحويُّونَ وقوعَ الاستثناءِ المفرَّغِ بعد الإيجابِ، وعلَّلوا ذلك بأنّ وقوعَه بعد الإيجابِ يتضمّنُ المحالَ والكذبَ، واستدركَ عليهم الشيخُ أنه جاء في القرآن ثماني عشرة آية وقع الاستثناءُ المفرَّغُ بعدَ الإثباتِ، وفي بعضِها كان الإثباتُ مؤكّداً مما يبعد تأويلَه بالنفي.
ويكفي من القلادةِ ما أحاطَ بالعنقِ.
خاتمة:
هذه السيرةُ المختصرةُ كتبتُها في مدةٍ قصيرةٍ من الزمنِ، وهناك أمورٌ كثيرةٌ، ونصوص مختلفة من كتابات متعدِّدة رغبت في تسجيلها لكن ربما يكون من العذرِ ضيق الوقت، وأمور أخرى لم أسجِّلُها، وهناكَ أحداثٌ مسجّلةٌ، ووقائع مختلفة منها الخاصُّ، ومنها العام جرت في حياة الشيخ وعايشت فصولها، تدخل في السيرة الذاتية ولم أسجلها هنا، ولعلَّ أهم توجيه تلقيته منه هو نصيحته لي شخصياًّ ألا أقبل عملاً إدارياًّ مهما كان حتى أنهي جميع المراحل التي تتطلب بحوثاً وأعمالاً علمية، وأنها هي الأَوْلى من الأعمال الإدارية.
وأخيراً لعلَّ فيما قدمت مكنةً لمن أرادَ أن يعرفَ سيرةَ علمٍ أفنى عمره، وتمنى أن يكون في العمر بقيّةٌ، فحقَّق اللهُ له ذلك، وامتدت هذه البقية حتى أنهى الكتابَ الذي نصَّبَ نفسَه للعملِ فيه، وأنهى طباعتَه ومراجعتَه، وأسهمتْ جامعةُ الإمام محمد بن سعود الإسلامية في إعانتها له بتحملِ نفقاتِ الطباعةِ، ثم يريدُ الله سبحانه وتعالى أن يتمَّ جميعُ ذلك في حياةِ الشيخِ، وأن تسهمَ الجامعةُ مرةً أخرى في خدمةِ صاحبِ الكتابِ كما أسهمت في خدمةِ الكتابِ طباعةً ونشراً فرشّحَتِ المؤلفَ لنيل جائزةٍ عالميةٍ؛ وهي جائزة الملك فيصل –رحمه الله تعالى – فيفوز بها، ليلقى ربّه بعد ذلك في العام التالي كما أسلفت، والله كريم يمنُّ على عباده، ويجزي المتقين، فجزى الله شيخي أحسنَ الجزاءِ، وغفرَ له، وأكرمَ نزلَه، ورفعَ مقامَه، وجزى الله جامعةَ الإمام خيرَ الجزاءِ على جهودِها في خدمةِ العلمِ، والعنايةِ بالعلماءِ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تركي بن سهو بن نزال العتيبي
منقول من ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6717
ـ[سماء]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:21 ص]ـ
رحم الله الشيخ محمد عضيمة, وجزاه خير الجزاء.
يحضرني قول القائل:
الناس موتى وأهل العلم أحياء