تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرد على المبتدعة بدلالة فقه اللغة]

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 09:22 م]ـ

هذه نتف من اللطائف اليسيرة .. كنت قد استشهدت بها في معرض الجدال العقيم مع الرافضة وغيرهم من المبتدعة .. وذلك حين استنكفوا عن سماع الدلائل المحكمات .. واضطرني بعضهم للاستدلال باللغة ..

1 - زعم الرافضي أن "من" الواردة في قوله تعالى "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما" هي للتبعيض .. وهذه بعض آية سورة الفتح .. وهي قوله سبحانه"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما "

(قلت) بعد أن ذكر الله نعوتهم الكثيرة .. ختمها بقوله"ليغيظ بهم الكفار" ..

وقد قال الشهيد سيد قطب رحمه الله تعالى: أي جعلهم الله "أداة" لغيظ الكفار ..

فكيف يبعض بعدما حكم لهم بإغاظة الكفار .. ويستثني بعد ذلك .. ويقول إن بعض هؤلاء هم الموعودون بالجنة .. فهذا لعمري من التناقض الظاهر الذي لا يليق بعاقل فضلا عن العليم الخبير ..

فدل أن (من) لبيان الجنس قطعا .. والصيرورة إلى هذا القول .. مما لايخفى على من شم رائحة الفهم لكلام العرب ..

يتبع إن شاء الله تعالى

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 09:44 م]ـ

2 - يجمع الرافضة .. على الطعن في أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ..

فإذا نوقشوا .. قالوا .. قد علمنا من القرآن أن زوجتي نوح ولوط كانتا من الكافرين .. فلايمنع أن تكون عائشة كذلك .. ! .. وسبهم إياها .. أقله اتهامها بالفاحشة .. وهو قليل .. وأعظمه اتهامها بالنفاق الأكبر .. وهو الغالب ..

عليهم لعائن الله

وبعيدا عن تفنيد حججهم الباطلة بالأدلة الظاهرة التي هي أوضح من الشمس ..

أستعرض هنا ما يليق بالمقام وهو دلالة اللغة ..

باستقراء القرآن .. يلاحظ من تدبر .. أن كلمة "زوج" إنما تستعمل حينما تكون العلاقة بين الرجل والمرأة .. بالوفاق المتبادل ..

بخلاف كلمة "مرأة" .. فإنها عامة ..

ومن ذلك قوله تعالى"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"

وقوله تعالى لآدم عليه السلام"اسكن أنت وزوجك الجنة"

وقوله تعالى عن زكريا عليه السلام"وأصلحنا له زوجه"

ولما تحدث عن لوط عليه السلام قال"إلا امرأته" ..

فإن قيل قد قال تعالى عن زوج إبراهيم الخليل"وامرأته قائمة فضحت" ..

فالجواب .. أنه لايلزم من استعمال "امرأة" الدلالة على السوء .. بخلاف الزوج .. ففيها ما تقدم من بيان الموافقة والمشاكلة والحب المتبادل

وأما استعمال "امرأة" في هذا الموضع خاصة .. فلعله للتركيز على الجانب الأنثوي في هذا الموضع خاصة .. والذي لايظهر باستعمال كلمة "زوج"

إذا علم هذا .. فإن الله تعالى سمى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أزواجا في مواضع شتى ..

كقوله تعالى"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين"

وأظهر من هذا قوله "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم"

يتبع إن شاء الله تعالى

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[31 - 10 - 06, 10:03 م]ـ

3 - ثاني اثنين ..

لقد قال الله تعالى في كتابه"إلا تنصروه فقد نصره إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار"

وكان يمكن أن يقال"ثاني واحد" .. ولكنه سبحانه جعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق .. كيانا .. فقال "ثاني اثنين" .. وهذا يدلك على التلازم بينهما والمواءمة

وحين ذكر أصحاب الكهف .. قال "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم" .. ولم يقل "أربعة رابعهم كلبهم" للمغايرة بين جنس هؤلاء الفتية .. وجنس الكلاب ..

ثم إنه سبحانه جمعهما بضمير التثنية .. فقال "إذ هما في الغار" .. ولم يرد في القرآن أنه جمع بين حبيه وعدوه بضمير التثنية .. فدل على الانسجام والموافقة والحب والنصرة بين رسول الله وأبي بكر ..

يتبع إن شاء الله تعالى

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير