تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تدريب عملي على البلاغة ... لأول مرة فيما أحسب]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 02:54 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد؛

فإن مما يحكى من غرائب أبي الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط أنه سئل عن معنى قول الإمام علي بن أبي طالب لكاتبه:

(ألصِقْ روانِفَك بالجَبُوب، وخذ المِسْطَرَ بشناترك، واجعل حندورتيك إلى قيهلي، حتى لا أنغي نَغِيَّة إلا وعيتها بحماطة جُلجُلانك)

وعَلِمَ الإمامُ العلم الأوحد في لغة العرب أن السائل إنما أراد أن يختبره في حفظه ومعرفته وقوة تمكنه في اللغة ووفور حافظته فيها، وحدة ذهنه في استحضار المترادفات ومعاني الألفاظ، فكان جوابه لهذا السائل:

معناه (ألزِق عُضْرُطك بالصَّلَّة، وخذ المِزْبَر بأباخِسِك، واجعل جُحْمَتيك إلى أُثعُباني، حتى لا أنبُس نَبْسة إلا أودعتها بلُمْظة رِباطك)!

وحتى لا يغضب بعض الإخوة مني، ويرموني بالطماطم المبعوجة أُسْرِعُ فأقول لهم إن معنى هذا الكلام هو:

(مكن مقعدتك من الأرض، وتناول القلم بأصابعك، ووجه عينيك إلى صفحة وجهي، لكي لا أقول كلمة إلا استوعبتها بسويداء قلبك)

ولعل هذه المقدمة لا علاقة لها بالموضوع إلا من باب التشويق والإثارة، وولكنها تشير إلى كيفية التعبير عن المعاني المتفقة بالألفاظ المختلفة، وهو ما أريد التنبيه عليه وفتح هذا الموضوع للتوجه إليه.

وقديما قال مصطفى صادق الرافعي في نصيحة غالية عن كيفية التمكن من البلاغة:

((اقرأ القطعة من الكلام مرارا كثيرة، ثم تدبرها وقلب تراكيبها، ثم احذف منها عبارة أو كلمة وضع من عندك ما يسد سدها ولا يقصر عنها، واجتهد في ذلك، فإن استقام لك الأمر فترَقَّ إلى درجة أخرى. وهي أن تعارض القطعة نفسها بقطعة تكتبها في معناها وبمثل أسلوبها، فإن جاءت قطعتك ضعيفة فخذ في غيرها ثم غيرها حتى تأتي قريبا من الأصل أو مثله)).

وهذه الطريقة لم أقف بنظري القاصر، ولم أطلع ببحثي القليل على من كان ينتهجها مع طلبته أو يسلك شعابها مع تلاميذه، وهي لعمرُ الله طريقة جِدُّ نافعة، بل لعلها أنفع الوسائل وأجداها، وأقربها إلى اكتساب ملكة الأدب، وامتلاك ناصية البلاغة.

وقد أردت أن أستأذن مشايخي الكرام وأساتذتي الأفاضل في فض بكارة هذا الباب، فإن وافقوا فبها ونعمت، وأسألهم الإعانة، وإلا فليطووا صحيفتها، ضاربين بأطنابهم إلى غيرها مما هو مفيد، والكريم من يعفو عن الزلات، ويتجاوز عن الخطيات.

ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[14 - 11 - 06, 04:38 ص]ـ

بارك الله فيكم أبا مالك.

تسبقون إلى الخير, وتأتون بالجديد والمفيد.

لي سؤال بسيط هل الوجه (فيهل) -بالفاء- أم (قيهل) -بالقاف؟

فالذي أعلمه أنَّ (القيهل) و (القيهلة) للوجه.

وفَّقكم الله للخير, ونفعنا بكم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 06:15 ص]ـ

أحسنت أخي الكريم، والخطأ مني، وجزاك الله خيرا، وليت المشرف الفاضل يصلحها مشكورا

ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:39 ص]ـ

شيخنا الكريم

جزاك الله خيرا ... وإني لأحمد الله على وجود أمثالكم بالملتقى ممن يحبون إفادة إخوانهم ويتحفونهم دائما بالجديد المبتكر ...

وبعد، فإنه من سوء الأدب مني أن أطلب منكم اتحافنا بما أشرتم إليه - نفعنا الله بما تكتبون - وإنتم كنتم قد استئذنتم المشايخ الكرام، فسامحوني بارك الله فيكم

ـ[محمد ابن ابى عامر]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:02 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعا

ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 12:40 م]ـ

بارك الله فيكم جميعا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 07:55 م]ـ

أستاذنا الفاضل أبو محمد (عصام البشير) وافق ضمنيا بتثبيت الموضوع (ابتسامة)

أريد موافقة الشيخ الفاضل أبي عبد الله (الفهم الصحيح) وباقي الإخوة حتى تكون الموافقة بالإجماع.

وأيضا حتى ألقي عليكم بعض التبعات عندما يقصر بي المقام (ابتسامة)

ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:18 م]ـ

أستاذنا الفاضل أبو محمد (عصام البشير) وافق ضمنيا بتثبيت الموضوع (ابتسامة)

أريد موافقة الشيخ الفاضل أبي عبد الله (الفهم الصحيح) وباقي الإخوة حتى تكون الموافقة بالإجماع.

وأيضا حتى ألقي عليكم بعض التبعات عندما يقصر بي المقام (ابتسامة)

خذها مني موافقةً صريحة يا أبا مالك.

ابدأ - على بركة الله - لتظهر لنا ملامح هذا التدريب الذي تقترحه.

ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 11:48 م]ـ

ابدأ على بركة الله

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 04:39 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم

وقد ذكر بعض الأساتذة أن هذه الطريقة كان يسير عليها ابن الأثير صاحب المثل السائر، ثم سار على نهجها مصطفى صادق الرافعي، ثم الشيخ علي الطنطاوي.

ولنبدأ بقطعة في التعزية لمصطفى صادق الرافعي؛ وفاء لهذا الرجل؛ لأننا منه عرفنا هذا السبيل:

قال رحمه الله:

((المصيبة - حرسك الله - وإن كانت أكبر من التعزية ولكن ثواب الله أكبر من المصيبة، والإيمان بالله أكبر من الثواب. وما آمن بالله من لا يثق به، ولن يثق به من لا يطمئن إلى حكمته، ولا اطمأن إلى حكمته من لا يرضى بحُكمِه، ولا يرضى بحكمه من سخط على ما ابتلاه. ولقد عرفتك من أوثق الناس إيمانا، فلتكن من أحسنهم صبرا وأجملهم عزاء، ونحن الضعفاء المساكين إنما نعامل الله بما يصيبنا به؛ فإن جزعنا فقد بلغنا حق أنفسنا فلا حق لها من بعدُ وكأنما أصبنا مرتين، وإن صبرنا فما أحرى أن يكون الصبر على المصيبة هو ربح المصيبة، والسلام)).

أولا: اقرأ القطعة عدة مرات وحاول التفهم لمعانيها.

ثانيا: اكتب القطعة مرة أخرى محاولا تغيير الكلمات المعلمة بالأزرق.

ثالثا: اقرأ إلى القطعة التي كتبتها وانظر هل أتيت بكلمات أفضل من كلمات الرافعي؟

رابعا: إن وُفِّقْت في بعض الكلم دون بعض فانظر إلى ما نزل عن المستوى فحاول تغييره مرة أخرى.

خامسا: ضع القطعة النهائية هنا لينظر فيها الإخوة.

وفقكم الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير