ومن الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم: إحياء المولد كل سنة، لأن النصارى يحيون المولد بالنسبة للمسيح على رأس كل سنة من تاريخهم، فبعض المسلمين تشبه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة، لأن المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها، وإنما حدث بعد المائة الرابعة، أو بعد المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة، فهو بدعة، وهو من التشبه بالنصارى.
وتبين هنا ما يُستفاد من هذه الأحاديث باختصار:
المسألة الأولى: التحذير من الغلو في مدحه صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك يؤدي إلى الشرك، كما أدى بالنصارى إلى الشرك.
المسألة الثانية: فيه الرد على أصحاب المدائح النبوية التي غلوا فيها في حقه صلى الله عليه وسلم، كصاحب البردة، وغيره.
المسألة الثالثة: فيه النهي عن التشبه بالنصارى، لقوله: " كما أطرت النصارى ابن مريم ".
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 274 / 280/ 281)
ــــــــــ
فإذا كان الرسول أنكر الاستغاثة به فيما يقدر عليه، فكيف بالاستغاثة به فيما لا يقر عليه إلا الله سبحانه وتعالى؟، وكيف بالاستغاثة بالأموات؟. هذا أشد إنكاراً.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم منع من الاستغاثة الجائزة في حياته تأدُّباً مع الله، فكيف بالاستغاثة به بعد وفاته؟، وكيف بالاستغاثة بمن هو دونه من الناس؟. هذا أمر ممنوع ومحرّم. وهذا وجه استشهاد المصنّف رحمه الله بالحديث للترجمة.
إذاً فقول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا قل يا زلّة القدم
فإن من جودك الدّنيا وضرّتها ***** ومن علومك علم اللّوح والقلم
أليس هذا من أكبر الشرك؟
يقول: ماينقذ يوم القيامه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولايخرج من النار إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، أين الله سبحانه وتعالى؟.
ثم قال: إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلم اللوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب.
وهذه القصيدة ـ مع الأسف ـ تطبع بشكل جميل وحرف عريض، وتوزع، وتقرأ، ويُيعتنى بها أكثر مما يعتنى بكتاب الله عز وجل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 202)
ـــــــــــــــــــــ
بل إن بعض الغلاة يقول: إن التسمي بمحمد يكفي، يقول صاحب البردة:
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً ***** وهو أوفى الخلق بالذمم
لاينفع عند الله إلا العمل الصالح، لا الأسماء ولا القباءل، ولا شرف النسب، ولا كون إنسن من بيت النبوة، كل هذا لاينفع إلا مع العمل الصالح والاستقامة على دين الله عز وجل.
نعم القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت مع العمل الصالح لها فضل لاشك فيه، فأهل البيت الصالحون المستقيمون على دين الله لهم حق، ولهم شرف كرامة، ويجب الوفاء بحقهم، طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أوصى بقرابته وأهل بيته، لكن
يريد القرابة وأهل البيت المستقيمين على طاعة الله عز وجل، أما المخرّف والدجّال والمشعوذ الذي يعتمد على قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه في العمل مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يُعنيه شيئاً عند الله، لو كان هذا ينفع أبا لهب، ونفع أبا طالب، ونفع غيرهم ممن لم يدخلوا في دين الله، وهم من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالواجب أن نتنبّه لهذا.
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 201)
ـــــــــــــــــــ
راجع كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
هذا الموضوع نقله الأخ الفاضل الدر المنثور لسفينة النصح من أنا السلفي ولقد نقلتها وأضفت إليها التعليق الثاني لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
نقلها المنهج - شبكة الدفاع عن السنة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[29 - 11 - 06, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَاذَا تَعْرِفُ عَنْ هَذِهِ القَصِيدَةِ؟
قَوَادِحٌ عَقَدِيَةٌ فِي بُرْدَةِ الُبوصِيرِي
د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
¥