ومتى درست علم الصرف أفدت عصمة تمنعك من الخطأ في الكلمات العربية، وتقيك من اللحن في ضبط صيغها، وتيسر لك تلوين الخطاب، وتساعدك على معرفة الأصلي من حروف الكلمات والزائد.
والحق أن علم الصرف من أجل علوم العربية موضوعا، وأعظمها خطرا، وأحقها بأن نعنى به، وننكب على دراسته، ولا ندخر وسعا في التزود منه، ذلك بأنه يدخل في الصميم من الألفاظ العربية، ويجري منها مجرى المعيار والميزان، وعلى معرفته وحده المعول في ضبط الصيغ ومعرفة تصغيرها والنسبة إليها، وبه وحده يقف المتأمل فيه على ما يعتري الكلام من إعلال أو إبدال أو إدغام، ومنه وحده يعلم ما يطرد في العربية وما يقل، وما يندر وما يشذ من الجموع والمصادر والمشتقات، وبمراعاة قواعده تخلو مفردات الكلام من مخالفة القياس التي تخل بالفصاحة وتبطل معها بلاغة المتكلمين. اهـ
وأقول: من المسلم عند كل طالب علم أهمية علم البيان والبلاغة، فإن استقر في الأذهان ذلك فلا بلاغة بغير صرف، كما أنه لا بيان بدون نحو، والله الموفق.
والأصل تقديم علم الصرف على النحو لأن متعلق الصرف هو الكلمة المفردة، ومتعلق النحو هو الكلام المركب، ولذلك لا توصف الكلمة قبل التركيب بإعراب ولا بناء، ولذا فمعرفة الجزء مقدمة على معرفة الكل، فوجب حينئذ تقديم علم الصرف، إلا أنه يبدأ بالنحو لأمرين اثنين:
1 ـ صعوبة علم الصرف، فيبدأ بما هو أسهل ليكون ذلك حافزا له على تعلم ما هو أدق منه.
2 ـ ولكون النحو أتم فائدة منه، وأكثر نفعا، مع أن الفائدة والنفع متحقق في الصرف، فيبدأ بما هو أكثر نفعا.
وقد أشار لنحو من ذلك ابن جني في المنصف.
وهنا أنبه أن بعضهم ذكر أن الصرف داخل في علم النحو بلا خلاف.
ألا ترى أن ابن مالك رحمه الله يقول: مقاصد النحو بها محوية. مع أنه ذكر علم الصرف في آخره.
والأئمة المتقدمون يجمعون بين العلمين، ولذا فإني أقول، ولا أدري قائلا بهذا، لكنه حسب معرفتي اليسيرة:
لا يتم التبحر في النحو والإلمام بمقاصده إلا بعد العلم بالصرف.
ولا أقول: لا يتم تصور النحو إلا بالصرف، وإلا لكنت مخالفا للحقائق والواقع.
لكني أقول: لا تتم الإحاطة بالنحو ودقائقه وتصوره تصورا تاما على وجه سليم إلا بعلم الصرف.
وثم ترابط جد وثيق بين علوم النحو والبيان والصرف.
والله الموفق.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 11 - 06, 11:33 ص]ـ
أخي الكريم
جزاكم الله خيرا على هذه الدروس النافعة إن شاء الله تعالى.
(وإن كان الفارق الزمني بين الدرسين كبيرا جدا (ابتسامة)).
أرى الأفضل أن تكملوا الدروس في الرابط الأول، ليتسنى تثبيت الوضوع، وتعم بذلك فائدته.
والله أعلم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[27 - 11 - 06, 03:03 ص]ـ
أخي الكريم
جزاكم الله خيرا على هذه الدروس النافعة إن شاء الله تعالى.
(وإن كان الفارق الزمني بين الدرسين كبيرا جدا (ابتسامة)).
أرى الأفضل أن تكملوا الدروس في الرابط الأول، ليتسنى تثبيت الوضوع، وتعم بذلك فائدته.
والله أعلم.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل.
الفارق جد كبير، لكن كثرة الأشغال هي التي تحول دون الإتمام في وقت سريع، لكني سأبذل جهدا في التفرغ لها بإذن الله تعالى.
أرى الأفضل أن تكملوا الدروس في الرابط الأول، ليتسنى تثبيت الوضوع، وتعم بذلك فائدته.
اقتراحكم جيد وهو محل قبول، ولك أن تثبت هذه الصفحة أو رابط الحلقة الأولى، وسأكمل عليه إن شاء الله تعالى.
رفع الله قدرك، وبارك فيك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 11 - 06, 09:50 م]ـ
بارك الله فيكم.
لعلكم تكملون الدروس في الرابط الأول.
يسر الله أمركم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[28 - 11 - 06, 01:55 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لعلكم تكملون الدروس في الرابط الأول.
يسر الله أمركم.
سيتم ذلك لكم إن شاء الله. رفع الله قدركم