[واو المغايرة ولام العهد]
ـ[كتبي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 07:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود من المشايخ الكرام أن يدلونا على ضابط يفرق بين لام العهد ولام الاستغراق، وكذلك ضابط التفريق بين واو المغايرة وواو عطف في موضع عطف الخاص على العام ...
- فالأول دائما يشكل عليّ، إذ أن العالم قد يستدل بنص على عدم عموم حكم ما، فيقول: "اللام هنا للعهد"، لكنني أتسائل في نفسي وأقول: قد يقول آخر: بل هي للاستغراق، فتفيد العموم!
- وكذلك الثاني، فقد يدعي المرجئة مثلا أن الواو في قوله تعالى {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} تفيد المغايرة، فكيف نرد عليه ونبين أنها من باب عطف الخاص على العام؟ (أقصد الرد اللغوي المتعلق بهذه الآية، أما الرد العلمي العقدي، فهذا يسير بحمد الله تعالى)
وجزاكم الله خيرا،
ـ[كتبي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 01:09 ص]ـ
هل من مجيب؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 05:27 م]ـ
أما مسألة التفريق بين لام العهد ولام الاستغراق فما يذكره أهل العلم أن علامة لام الاستغراق هي صحة حلول (كل) محلها حقيقة أو مبالغةً.
فخذ مثلا قوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) لك أن تقول - في غير التنزيل - (إن كل إنسان لفي خسر)
وأما لام العهد كالتي في (فعصى فرعون الرسول) فليس يصح أن تحل (كل) محلها، (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) أي الرسول الذي أرسلناه إليه، فالعهد هنا ذكري.
والظاهر أن التفريق يتبين من السياق
هذا ما أعرفه، والله أعلم
أما السؤال الثاني وهو التفريق بين واو المغايرة وواو العطف فليس هناك فرق لأن واو العطف هي التي تقتضي المغايرة!!
وبهذا رد ابن القيم قول من يفسر صلاة الله على رسوله بأنها: الرحمة، وهو قول الأزهري إن لم أكن مخطئا!
استدل رحمه الله - أعني ابن القيم - بقول الله (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) فعطف الرحمة على الصلاة يقتضي المغايرة.
ولكن هذا هو الأصل في العطف و لا يمنع أن يأتي العطف في بعض المواضع ولا يراد به المغايرة، كعطف الخاص على العام، انظر قول الله تعالى (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال) فعطف جبريل على الملائكة مع كونه منهم!
وهذا كثير في كلام الله ورسوله.
فإن قيل: فما فائدة عطف الخاص على العام؟
قلنا: التنويه بفضله ومكانته
وإليك قول السيوطي رحمه الله في عقود الجمان:
وذكر خاص بعد ذي عموم # # # منبها بفضله المحتوم
كعطف جبريل وميكال على # # # ملائك قلت وعكسه جلا
وأراد بقوله (وعكسه) أي عطف العام على الخاص إذ في صحته خلاف.
أرجو أن أكون أفدتك أخي الكريم
والله تعالى أعلم